ملهمات

فقد يديه وطُرد من مدرسته.. فأذهل العالم بفنه

كان الهندي دافال خاطري طفلا عاديا مثل أي طفل في عمره، حتى تعرض في يوم لحادث أليم، فقد على إثره يديه، ولكنه لم يفقده إيمانه بنفسه وطموحه، حتى أثبت للعالم أن الإنسان بإمكانه أن يفعل أي شيء بالإرادة وبتحدي الظروف.

حادث مأساوي

فقد يديه وطُرد من مدرسته.. فأذهل العالم بفنه

ففي إحدى الأيام، كان دافال الطفل الصغير ذو الـ14 عاما، يلعب بإحدى الطائرات الورقية، بمدينة أحمد أباد الهندية، والتي نشأ فيها منذ الصغر، ولكن لسوء حظه تشابكت الطائرة بأحد الأسلاك الكهربائية، ما نتج عنه تعرض دافال لصاعقة قوية أوقعته على الفور من شرفة منزله، ليسقط على الأرض من ارتفاع ليس بالبسيط، كاد أن يودي بحياته.

يقول دافال بعد مرور سنوات عدة على هذا الحادث: «تعرض قلبي للتوقف لعدة لحظات، مرت وكأنها سنوات طويلة، اعتقد الكل أنني مت، ولكنها فقط كانت البداية».

حينها كان يمر أحد الأطباء بالصدفة، فقام على الفور بمحاولات حثيثة لإنقاذ حياة المراهق الصغير، الذي توقع الجميع وفاته، قبل أن يتمكن الطبيب من إنعاشه مرة أخرى من خلال الإنعاش القلبي الرئوي، ليستعيد حياته من جديد بعد العلاج.

ظروف قاسية

فقد يديه وطُرد من مدرسته.. فأذهل العالم بفنه

للأسف كانت فرحة أقارب وأصدقاء دافال غير مكتملة، إذ استعاد الصبي الهندي حياته بالفعل، ولكنه كان منقوص اليدين، بعد أن تعرضت لإصابات بالغة، ألزمت الأطباء على بترها.

كذلك فقد قامت المدرسة التي كان يدرس دافال فيها، بطرده منها، معتبرة أن الدراسة أصبحت غير مجدية بالنسبة للطفل المكلوم، والذي يبدو أنه لم يستسلم تماما، بل ازداد قوة وصلابة.

بداية جديدة

فقد يديه وطُرد من مدرسته.. فأذهل العالم بفنه

أراد دافال أن يثبت لنفسه وللآخرين، أن قرار المدرسة كان خاطئا تماما، فقام بالالتحاق بمدرسة أخرى، بل وتمكن من الالتزام بالحضور والمذاكرة، حتى تخرج من مدرسته وأكمل تعليمه في موقف فاجأ الجميع حقا.

أما المفاجأة الأكبر، فكانت الرغبة الشديدة لدى دافال في أن يدخل جامعة فنية لاحتراف الرسم، والذي بدأ في ممارسته بشكل ترفيهي، بعد أن مكث لفترات طويلة في المستشفى، فكانت والدته تحفزه على القيام بذلك لقتل أوقات فراغه الطويلة، دون أن تعلم أن ابنها الصغير سيعشق الرسم رغما عن ظروفه الصعبة جدا.

حينها اصطدم دافال من جديد برفض تام من كل الجامعات الهندية بأن تقبله ضمن صفوفها، لاعتقادهم أنه لن يمكنه حتى أن يكون مؤهلا للرسم ولو بمستويات منخفضة، ولكن يبدو أن دافال قد قرر المقاومة من جديد.

فتعلم الشاب الهندي الرسم وحده على مدار السنوات، تطور خلالها بشكل مذهل، حتى صار رساما لامعا في الهند، له ما يزيد عن 300 لوحة فنية، جعلت الجميع بمن فيهم من انتقصوا من حقوقه، يؤمنون بأن الإرادة هي السر الحقيقي للنجاح، وليس أي شيء آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى