عجائب

جين بوشين.. امرأة تكافح لإثبات وجودها على قيد الحياة منذ 5 سنوات

تتعدد الأمور التي يرغب البشر أحيانا في إثبات حقيقتها أمام القضاء، كإثبات ملكية سيارة أو منزل أو الحق في الزواج أو الطلاق أو العمل، إلا أن الوضع بدا شديد الاختلاف والتعقيد بالنسبة إلى امرأة فرنسية تدعى جين بوشين تسعى بكل قوتها إلى إثبات شيء واحد فقط مثير للدهشة والاستغراب، وهو أنها لا تزال على قيد الحياة!

جين بوشين متوفاة أمام القضاء

ليس من السهل أن نصدق وجود تلك الحالة العجيبة لسيدة تسعى لإثبات عدم وفاتها منذ سنوات، ولكنه الواقع المر الذي تعيشه امرأة فرنسية خمسينية تدعى جين بوشين، بعدما بدت من وجهة نظر السلطات الفرنسية شخصا مُتوفّى منذ عام 2017، فكيف بدأ الأمر؟

بدأت9 الأزمة منذ عام 2004، حينما قررت الشركة المملوكة لجين بوشين الاستغناء عن خدمات موظفة لديها، ما دفع تلك العاملة إلى التوجه للقضاء للحصول على حقوقها، الأمر الذي تم تأجيله لسنوات حتى عادت الموظفة من جديد للمطالبة بحقوقها في 2009، قبل أن تقرر المحكمة بصورة مفاجئة أن تحكم للموظفة بالحصول على تعويضات مادية من ابن أو زوج السيدة جين، وليس منها نفسها، اعتقادا بأنها رحلت عن الحياة!

دعمت قصة وفاة جين غير الحقيقية بدلائل عجيبة، مثل عدم ردها على اتصالات ورسائل المطالبة بتسديد أموال الموظفة المفصولة، ليبدأ التعامل معها بصورة قانونية باعتبارها امرأة فرنسية رحلت عن عالمنا، ذلك من خلال إبطال عمل كل من بطاقة هويتها ورخصة القيادة الخاصة بها، إضافة إلى إبطال التأمين الصحي والحسابات المصرفية التي تخصها.

لغز قرار الوفاة

على الرغم من أن عدم وفاة جين تبدو منطقية ولا تحتاج إلى الإثبات، إلا أنها توجهت بالفعل للطبيب للكشف عن ذلك بالدليل، قائلة: «قال لي المحامي الخاص بي بأن إثبات عدم وفاتي لا يحتاج إلا لزيارة سريعة للطبيب، ما قمت به فعليا ولكنه لم ينجح حتى الآن في إقناع القضاء».

العجيب أن كل طرف يرى أن الطرف الآخر هو من سعي إلى إثبات وفاة السيدة جين، حيث يرى محاميها الخاص أن فريق الدفاع عن الموظفة المفصولة هو من روج لفكرة وفاتها حتى يحصل على التعويضات بسهولة من خلال الورثة، فيما يؤكد محامي الموظفة أن جين نفسها هي من ادعت الوفاة لفترة طويلة حتى تهرب من إعطاء الحقوق إلى صاحبتها.

تؤكد جين الآن أنها في نظر السلطات مجرد امرأة فرنسية توفيت منذ سنوات، قائلة: «لا أملك أي أوراق أو بطاقة هوية أو تأمين ما يطبق علي، بل ولا يمكنني أن أتعامل مع المصارف والبنوك، أنا لست شيئا حقيقيا على الإطلاق»، فيما تشير جين في النهاية رغم المعاناة من بعض الإحباط إلى أنها لن تتوقف عن الدفاع عن حقها في إثبات عدم وفاتها موضحة: «إذا لم أقم بالقتال دفاعا عن حقوقي فلن يقوم أحد بالتبرع للقيام بذلك من أجلي».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى