عجائب

تلة المغناطيس.. ظاهرة تتحدى الفيزياء أم مجرد وهم؟

في طريقك إليها قد ترفعك الجاذبية إلى الأعلى بينما أنت في حقيقة الأمر تنحدر إلى الأسفل، وربما سيطرت عليك قوى خفية خارقة لتجد نفسك بين عالم الجن والشياطين، وقد يكون هذا طريقك إلى النعيم أيضا ‑كما يعتقد البعض- ولكن تبقى النتيجة واحدة، وهي أنك في طريقك إلى أحد أغرب التضاريس على سطح الأرض.. تلة المغناطيس.

الطريق إلى تلة المغناطيس

تقع هذه التلة على ارتفاع 14.000 قدم فوق سطح البحر، على بعد 30 كيلو مترا من مدينة ليه في الهند، والتي تعد فريدة من نوعها نظرا لتحديها الصريح للجاذبية الأرضية، إذ تعتبر جزءا من طريق ليه كارجيل السريع، والذي يجذب جميع الأجسام الجامدة ويسحبها إلى الأعلى.

فعند إيقاف سيارة وإغلاق محركها نجدها تتحرك وتنجذب إلى أعلى التلة من تلقاء نفسها بسرعة 20 كيلو مترا في الساعة، وبسبب هذه الظاهرة الغريبة التي لم يجد لها العلماء تفسيرا حتى الآن تمت تسميتها بأكثر من اسم مثل «تلة الغموض والألغاز»، «تلة القوى الخفية»، «تلة المغناطيس».

تلة المغناطيس

خرافات.. بين الأخيار والأشرار

يؤمن السكان المحليون في هذه المنطقة ببعض الخرافات، حيث يعتقد البعض أنها مأوى للجن والشياطين والقوى الخارقة للطبيعة التي ينجذب إليها الأشخاص المسيئون وغير الصالحين والذين لا يظهر لهم أي أثر بعد ذلك وينتهي بهم الحال إلى مصير مجهول عقابا لهم، وعلى النقيض يؤمن بعض السكان القرويين أن طريق التلة كان مؤديا إلى الجنة قبل آلاف السنين، وبناء على هذا الاعتقاد فإنهم يرون أن الأشخاص الأنقياء فقط هم من يستحقون أن تجذبهم التلة إلى الأعلى، أما أولئك المذنبون فلن ينالوا ذلك الشرف ولن يجدوا طريقهم إليها أبدا. 

تلة المغناطيس

قوة مغناطيسية أم خداع بصري؟

هناك نظريتان يمكنهما تفسير هذه الظاهرة الغريبة، النظرية الأولى الأغرب والأكثر شيوعا تقول إن التلة تنبثق منها قوة مغناطيسية هائلة والتي تتسبب في جذب السيارات إلى المناطق المجاورة، حتى إن طائرات القوات الجوية الهندية تتفادى هذا المسار أثناء تحليقها خوفا من مواجهة أية تداخلات مغناطيسية على أجهزتها.

بحسب الدراسات التي أجريت، فإن غياب خط الأفق أو اختفاء جزء منه يفقد الإنسان قدرته على تحديد اتجاه الميل لسطح ما، فتصبح الأشياء العمودية على سطح الأرض «كالأشجار» مائلة بدرجة بسيطة، مما يجعل المشاهد يظن أن الأرض هي المائلة وهكذا يتولد لديه شيء من الوهم البصري، وهنا تأتي النظرية الثانية «الخداع البصري» والتي تنفي نظرية القوة المغناطيسية، وهي النظرية الأقرب للعقل والصواب.

تفسر هذه النظرية الأمر على أنه مجرد وهم بصري تحدثه التلة، والتي تجعل الشخص يرى الطريق المنحدر أمامه كما لو أنه يتجه إلى الأعلى والعكس صحيح، لذلك عندما ترى السيارة تميل إلى الأعلى فهي في الواقع تنحدر إلى أسفل، أي أنها تسير في اتجاهها الطبيعي ولا تتحدى قوانين الطبيعة والفيزياء كما يظن البعض.

بروك فايس، عالم فيزياء في جامعة ولاية بنسلفانيا، شرح الظاهرة في حوارٍ أجراه مع موقع Sci­enceDai­ly فيقول إن الطريق منحدر بطريقة تجعلك تشعر وكأنك تصعد، الحقيقة أنك تنحدر حتى وإن أشعرك عقلك أنك تصعد.

وبرغم تعدد الأقاويل والشائعات والنظريات المفسرة لا تزال التلة لغزا غامضا لم يستطع العلماء إيجاد تفسير قاطع لما يحدث حولها حتى وقتنا الحالي.

جذب سياحي

تلة المغناطيس.. ظاهرة خارقة أم "خداع بصري"

رغم الغموض الذي لا يزال يلفها، إلا أن تلة المغناطيس أصبحت واحدة من أكثر المناطق جذبا للمسافرين الذين يقصدون هذا الطريق عمدا؛ لمشاهدة التلة ومحاولة اكتشاف اللغز المتعلق بها، كما يتم تنظيم الكثير من الرحلات السياحية إليها، وتعتبر الفترة ما بين شهري يوليو وأكتوبر هي أفضل الفترات لزيارة التلة، حيث تكون الطرق خالية والرؤية واضحة للمرشدين والزوار، وكذلك الطقس مناسباً للاستكشاف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى