ثقافة ومعرفة

الخليل بن أحمد الفراهيدي.. عبقري اللغة ومخترع الهمزة

الخليل بن أحمد الفراهيدي هو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي، ولد في سلطنة عمان سنة 718 م وهو ينتمي إلى قبيلة زهران الحديثة التي تقطن منطقة الباحة بالمملكة العربية السعودية، ولقد لقب بعبقري اللغة العربية حيث كان عالما بارعا في قواعدها بمدينة البصرة، وكان له دور أساسي في دراسة علم العروض ومقاييس الشعر وعلم الموسيقى، ويعتبر أول عالم يعرض الشعر العربي في تحليل صوتي.

بعض صفات الخليل بن أحمد الفراهيدي

كان يتصف بعزة النفس وعدم قبوله هدايا الحكام والعيش في حالة الافتراء والرغد على حسب غيره من العلماء العرب والفرس، وكان يؤدي فريضة الحج كل سنة.
وعرف عنه أيضا أنه رجل زاهد، فقد رفض أموالا من ابن حبيب بن المهلب التي عرضها عليه، لأنه رأى أن الفقر ليس في نقص المال ولكنه يكون في نقص الروح والأخلاق، وعلى الرغم من ذلك تجاهل المهلب ذلك بل أراد أن يزيد نسبة تلك الأموال ويمنحها له.

إنجازاته في اللغة العربية

رأى أن اللغة العربية ما هي إلا عادات التحدث التي يتبعها البدو كأسلوب فطري طبيعي، وأشار إلى أن الأبجدية العربية تحتوي على 29 حرفا وليس 28 حرفا إذ يفرق بين الهمزة والألف وعد الهمزة حرفا منفصلا، ويمثل كل حرف صفة أساسية عند البشر والحيوان.
درس فقه اللغة والتقاليد الإسلامية وتتلمذ على يده سيبويه والأصمعي والليث وهؤلاء كانوا من رواد النحو وقواعد اللغة العربية.

وكان أول من قنن مقاييس الشعر المعقدة، ويقال في كتب السيرة الذاتية إن كتاب سيبويه تعاون في إخراجه 42 مؤلفا، كما ينسب إلى الفراهيدي المبادئ والموضوعات التي ذكرت فيه.
ينسب إليه أيضا وضع علامات التشكيل على الحروف بدلا من النقاط صعبة التمييز، كما استخدم الشدة على الحروف الساكنة لمضاعفتها لحرفين، بالإضافة إلى أنه قام بتأسيس العرض العربي.

قام بتأسيس المدرسة البصرية للنحو أيضا، فلقد كانت لديه الكثير من الكتب النحوية مثل كتاب جملة آلات الحرب وكتاب العوامل ومعاني الحروف.
كما ساهم في عمل تغييرات لرسم الحركات التي تقوم بتشكيل النقاط بالألوان مثل تنقيط الإعجام الذي وضعه تلميذه أبو الأسود الدؤلي والذي استخدم أحرفا متنوعة مثل الخاء والجيم والحاء.

قام برسم الفتحة ألفا صغيرة مائلة ناحية الحرف، كما رسم الكسرة ياء صغيرة أسفل الحرف، بينما وضع الضمة واوا صغيرة على الحرف، وتكرر الحركة في حالة التنوين مع وضع شين غير موجود بها تنقيط، بينما وضع الشدة على هيئة رأس عين للإشارة إلى وجود الهمزة.
وينسب له أنه أول من وضع نظام الحركات مثل السكون وهمزة الوصل والإعراب.

أعماله

ألف الخليل بن أحمد الفراهيدي العديد من الكتب التي تهتم باللغة العربية، كما ألف العديد من الكتب في العلوم الخاصة بها مثل كتاب النغم وكتاب الشواهد وكتاب النقط والشكل وغيرها، ومن أهم أعماله الأخرى:

كتاب العين

كان كتاب العين أول قاموس مكتوب للغة العربية ويهدف إلى اشتقاق الأصول الاشتقاقية للمفردات العربية، ولقد ساعد في ترتيبه الليث بن المظفر الليثي الكناني،
وتعتمد فكرته على ترتيب مخارج الأحرف، حيث يكون أول الحروف العين وآخر الحروف الميم ومتبوع بأحرف العلة الجوفية وهي و، ي، أ.

كتاب العروض

عرض في هذا الكتاب بحور الشعر العربي وأوزانه، كما أوضح طريقة استنباط علم العروض.

كتاب معاني الحروف

يميز في هذا الكتاب بين الوظيفة والدلالة لحروف المعاني وذلك وفقا لأسس نحوية ولغوية، ولقد استشهد فيه ببعض من آيات القرآن الكريم وأبيات من الشعر.

كتاب الإيقاع

تناول فيه مكونات الموسيقى بالثقافة العربية والمقابل لها من أوزان الشعر، كما أنشأ القواعد التي تحكم مقياس الشعر العربي وعلم الموسيقى العربية.

كتاب رسائل التشفير

هو أول كتاب ألفه عن التشفير واستخدم فيه التباديل والتركيبات لسرد كلمات اللغة بحروف العلة وبدونها، مما ساعد الكندي (801–873) على اكتشاف طريقة تحليل الشفرات من خلال تحليل التردد.

وفاته

تعتبر الفترة التي عاش فيها الخليل بن أحمد الفراهيدي من أزهى العصور، حيث ولد في خلافة عمر بن عبد العزيز ومات في خلافة هارون الرشيد، ولقد توفي نتيجة اصطدامه بعمود أثناء دخوله المسجد تسبب في إصابته بالجروح القاتلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى