شخصيات مؤثرةملهمات

ريم الخولي.. معلمة مصرية في عمر الـ 12

تسبب فيروس كورونا في إغلاق المدارس وتأثر الحالة التعليمية بالسلب في معظم دول العالم ومن بينها مصر، إلا في مكان واحد صار يشهد تجمع الأطفال لتلقي العلم على يد المعلمة الأصغر في بلادها والتي لم تتجاوز الـ12 عامل من عمرها، الطفلة ريم الخولي.

ريم الخولي..المعلمة الطفلة

ريم الخولي.. الطفلة المصرية التي صارت معلمة بسبب كورونا

في محافظة الدقلهلية المصرية، وتحديدا في قرية أتميدة التي تبعد بحوالي 80 كم عن العاصمة، يمكن التأكد من توقف الدراسة مع رؤية الأطفال في الصباح أمام منازلهم أو في الشوارع بعيدا عن مدارسهم المغلقة، إلا أن متابعة هؤلاء الأطفال على مدار اليوم، تكشف عن تلقيهم العلم على يد طفلة مثلهم، فقط تكبرهم ببضع سنوات بسيطة.

صارت ريم الخولي، الطفلة التي تبلغ 12 سنة، هي المعلمة الوحيدة لأطفال قريتها مع توقف الحركة التعليمية في بلادها، حيث قررت أن تخصص جزءا من يومها لأجل تعويض صغار قرية أتميدة عن عدم الذهاب للمدرسة، ما وجد ترحيبا ملحوظا من الأهالي المعجبين بحماس الطفلة.

تقول ريم: «تسبب فيروس كورونا في تعطل الدراسة وعدم ذهاب الأطفال للمدارس، لذا قررت دعوة هؤلاء الأطفال لتلقي الدروس، حيث أستيقظ يوميا في الصباح لأصلي قبل أن أيقظهم من أجل الاستذكار»، مضيفة: «أقوم بتعليمهم أكثر من مادة، حيث أشرح لهم اللغة العربية والإنجليزية وكذلك مادة الرياضيات والتربية الدينية».

تشير ريم إلى أن قيامها بمراجعة دروس الأطفال الصغار معهم هو الخيار الأفضل لهم في تلك الظروف، موضحة: «أعتقد أن تلقيهم العلم من خلالي يعتبر أفضل لهم كثيرا من الاكتفاء بقضاء الوقت الطويل في اللعب بالشوارع».

حلم مستقبلي

ريم الخولي.. الطفلة المصرية التي صارت معلمة بسبب كورونا

اعتمدت ريم الخولي في البداية على جهاز حاسوب محمول لشرح الدروس للطلبة الصغار، إلا أن الأمر تطلب أكثر من ذلك مع زيادة أعداد تلاميذها المثابرين، لذا أتت بسبورة وبعض الطباشير قبل أن تقوم إحدى المؤسسات المحلية بالتبرع لها بسبورة بيضاء أكبر حجما وبعض الأقلام المناسبة لها، لإكمال عملها التطوعي الرائع.

يتحدث الطفل محمد ابن الـ9، عن معلمته الصغيرة قائلا: «منذ أن بدأ فيروس كورونا في الانتشار متسببا في إغلاق المدارس، قامت ريم بإعطائنا الدروس حتى لا ننسى ما قمنا بدراسته من قبل»، مضيفا: «أحب المعلمة ريم بالتأكيد، فأنا أتعلم منها اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات».

بمرور الوقت، صار حلم ريم الخولي المستقبلي، هو أن تصبح معلمة لمادة الرياضيات عندما تكبر، قائلة: «أحلم بأن أكون معلمة رياضيات لتعليم الصغار، ربما لم تبد أمي رضاها في البداية عن قيامي بمهمة تعليم الأطفال في قريتي، إلا أنها ما أن شاهدت تجاوب هؤلاء الصغار معي، حتى صارت المشجعة الأولى لي، لتطالبني بأن أقوم بما أحبه».

في الختام، بدا أن أزمة تعطل التعليم وتوقف الدراسة الناتجة عن كارثة صحية كبرى هزت العالم بأسره، لم تثن أطفال قرية أتميدا عن تلقي العلم، والفضل يعود في النهاية إلى ريم الخولي، المعلمة الأصغر في مصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى