آراء ومساهمات

شيماء الخليلي تكتب: ما هي العصمة؟

لنتعرف سويا أكثر عن معنى عظيم ألا وهو (العصمة)، ولا أقصد هنا (عصمة الزواج)، ولكن أتطرق إلى معنى مختلف وهو (عصمة الله)، وهي لغويا تعني الحفظ والوقاية والأمان وحماية المعصوم من الأذى بجميع أشكاله.

وإني لأستشعر هذا المعنى الرائع عندما أقترب من طريق الصواب وأوامر الله قدر استطاعتي، وقتها أشعر أني في حماية ملك الملوك وعصمته، ولا أحد يستطيع أن ينالني بأذى مطلقا، وأظل أردد قوله تعالى: (والله يعصمك من الناس) المائدة 67، ولا أتفق مع قول البعض إن العصمة للأنبياء فقط، هي من القرآن إذن هي للعالمين.

عندما نخطئ وهو أمر دائم، وقتها تغلبني (النفس الأمارة بالسوء) نحن لسنا ملائكة، كنت أندم وأحزن بل أقسو على نفسي كثيرا وأعاقبها، وأحرمها لأيام من المباحات حتى أربيها عملا بقول: جهاد النفس فطامها، وهنا كانت تغلب علي (النفس اللوامة).

ولكن مع التعمق في علم النفس والتفسير عرفت أن مراد الله من البشر ليس التخويف والأسى والمرارة، نجد البعض يصل في تخوفه الزائد إلى أمراض نفسية خطيرة مثل الوسواس القهري والاكتئاب والعزلة، حتى لا يقع تحت طائلة الذنب والمحاسبة، فيتحول به الأمر إلى معاناة وحروب نفسية طاحنة تفتك به.

الله سبحانه يريد أن نحب أنفسنا ونكرمها ونرتقي بها، وليس جلدها وسلخها، فهو خلقنا ويعلم ضعفنا، هو يريد أن نسعى ونجتهد ونخطئ ونصيب ونستغفر فيغفر ويعفو ويرحم، ونعاود ونقف مرة تلو الأخرى على بابه، هو لا يمل من ذنوبنا ولا استغفارنا، فقط نجاهد ونسعى للخير قدر المستطاع.

- (إذا كان الخير هو الغاية كان الصلاح لا محالة) الغزالي.

شيماء الخليلي تكتب: ما هي العصمة؟

ونجد رحمته الواسعة في المنح الربانية والتي أُطلق عليها اسم محبب إلى قلبي (أبواب الخير) وهي كثيرة:

مثل الوضوء والصلاة قد شرعها الله في خمس أوقات مختلفة لتكون مطهرات للقلب والعقل والروح والجسد، وهناك الجمعة، الفجر والسحر، الشفع والوتر، رمضان، عرفة، عاشوراء، العمرة والحج لمن استطاع، الست من شوال، عشر ذي الحجة، الصدقة والبر، هي كنوز كثيرة لا حصر لها فقط من أجل أن نقترب.

عندما يملؤني اليقين بهذه المعاني أجدني قد وصلت إلى (النفس المطمئنة)، وقد ملأ قلبي الرضا والسكينة، وحينها أردد قوله تعالى: (ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم) آل عمران 101، وعندما أستشعر الخطر أو يعتريني الضعف ألجأ مجددا إلى التمسك بهذه العصمة التي تمنحني الحماية والأمان.

وأتذكر (يوسف الصديق عليه السلام) عندما استشعر الخطر من سيدته زليخة لجأ أيضا إلى الله على الفور، كما ذكر في الآية: (ولقد راودته عن نفسه فاستعصم) يوسف 32، الفاء تفيد سرعة اللجوء إلى الله ليحفظه ويرعاه، وبالفعل نجاه ربه من شر هذه الفتنة.

فمن نحن حتى لا نلتجئ إلى الله في كل وقت؟ اللهم ردنا إليك ردا جميلا، وحقق فينا قولك الكريم: (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية) الفجر 27، فقط عند الله نجد السكينة والأمن والأمان والحب والسلام والعصمة.

إخلاء مسؤولية: المحتوى في قسم الآراء والمساهمات لا يعبر عن وجهة نظر الموقع وإنما يمثل وجهة نظر صاحبه فقط، ولا يتحمل الموقع أي مسؤولية تجاه نشره.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى