شخصيات مؤثرةرياضة

روبيرتو باجيو.. هل منع الانتماء الرقم 10 من تسجيل هدف؟

يسير صاحب الرقم 10 مطأطئًا رأسه، ينظر إلى الأرض غير مكترث لما يدور حوله، قبل أن تقذف المدرجات وشاحًا يتوسطه اسم «فيورنتينا»، ليلتقطه دون تردد، يضعه حول عنقه، بينما تلتقط عدسات الكاميرات دموعه وهو يحاول جاهدًا أن يمنعها من السقوط.

«فلاشباك».. ماذا حدث؟

مايو 1990، كان نادي فيورنتينا القابع بفلورنسا الإيطالية يعاني أزمة مالية طاحنة، آنذاك، لم يجد رئيس النادي «فلافيو بونتييو» مفرًا من أن يطرح فكرة مجنونة لعبور هذه الأزمة الصعبة.

كان «روبيرتو باجيو» معشوق الجماهير البنفسجية، فقد مرت 5 سنوات كاملة منذ أن وطئت أقدامه ملعب «أرتيميو فرانكي» للمرة الأولى، قبل أن يسكن صاحب ذيل الحصان قلوب الجماهير بعد مساعدته الفريق مرارا وتكرارا، بتسجيله قرابة الـ40 هدفا في 93 مباراة خاضها مع الفريق.

روبيرتو باجيو.. هل منع الانتماء الرقم 10 من تسجيل هدف؟

بالعودة لقرار بونتييو العجيب، كان يوڤنتوس الإيطالي يرغب ‑كما معظم أندية إيطاليا- في الظفر بخدمات نجم فيورنتينا الأول، الرغبة التي ازدادت بالتصاعد بسبب حاجة الفيولا المادية، فما كان من ممثلي اليوڤي سوى أن يعرضوا مقابلا كبيرًا (8 ملايين يورو) كقيمة لشراء عقد باچيو. وبسبب الضغط وافق بونتييو.

فوضى

يعتقد أن هنالك حالة تشبه الكراهية ما بين مشجعي يوڤنتوس وفيورنتينا الإيطاليين، يرجع سببها للقب الدوري 1982 الذي حسمته السيدة العجوز بآخر جولة، وقتئذٍ، اتهم مشجعو فيورنتينا مسيري البطولة بالتلاعب من أجل منحها للنادي المملوك للأغنياء، بيد أن عناصر يوڤنتوس رفضوا ذلك الطرح شكلا وموضوعا، مؤكدين أن جماهير وممثلي فيورنتينا لم يبرعوا سوى في حرب الكلمات، لكن معركة الملعب كانت محسومة للطرف الأفضل من ‑وجهة نظرهم-.

عقب الإعلان عن توصل الجانبين لاتفاق يقتضي بانتقال باجيو لتورينو عمّت الفوضى محيط ملعب الفريق، فالجماهير الغاضبة خرجت في مظاهرات عارمة رافضة ذلك الطرح من الأساس.

تصاعد غضب الجماهير بشكل غريب، ألقيت أطنان من الحجارة والزجاجات المشتعلة على مقر النادي الإداري في محاولات بائسة لإثناء الرئيس عن قراره، نفس الرئيس الذي لم يجد حلا سوى الاستنجاد بالشرطة لفض تلك المظاهرات التي انتهت بإصابة 50 شخصا والقبض على 9 آخرين.

بنفس السياق، لم يكن باجيو يرغب في ترك فيورنتينا من الأساس، لكنه أجبر على ذلك، الأمر الذي لم يقتنع به الجمهور الذي رأى فيه المنقذ الأول.

ليلة المباراة

كانت علاقة باجيو وجمهور يوفنتوس مضطربة منذ البداية، فعند تقديمه كلاعب للفريق بعد إتمام عملية البيع رسميا كان قد رفض أن يرتدي وشاح الفريق الأبيض والأسود، الأمر الذي أثار حفيظة الجماهير، التي غالبا ما تريد أن تشعر بانتماء أي لاعب لها، ولها فقط.

روبيرتو باجيو.. هل منع الانتماء الرقم 10 من تسجيل هدف؟

في الـ6 من أبريل 1991، أي بعد قرابة العام من الانتقال، كانت اللحظة الأصعب تقريبا في مسيرة اللاعب، فقد كان على موعد لمواجهة جمهور فريقه القديم للمرة الأولى منذ رحيله على ملعب «أرتيميو فرانكي».

كان «كورفا فيسولي» ‑أولتراس فيورنتينا- قد زحفوا إلى الملعب للانتقام من باجيو ‑الخائن- طبقًا لرؤيتهم. ونقل معظم الحاضرين بأن الجمهور كان يحاول تشتيت باجيو بكل الطرق الممكنة، كما أنه نال كمًا هائلا من السباب مع كل استلام للكرة من جانبه.

ازداد حماس الجماهير عندما تقدم «دييجو فوسير» لصاحب الأرض في شوط المباراة الأول، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد تحصّل اليوڤي على ركلة جزاءٍ في شوط المباراة الثاني. كانت تلك فرصة مثالية لرد الصاع صاعين من باجيو للجماهير، لكنه رفض أن يسدد الركلة (جدير بالذكر أنه كان المتخصص الأول في تسديد ركلات الجزاء ليوڤنتوس)، ليضطر المدرب لإخراجه من ملعب المباراة. على كلٍ أضاع زميله «لويجي دي أوجوستيني» ركلة الجزاء لتزداد الأمور سوءًا.

تحوّل الأمر برمته إلى كراهية منطقية من جمهور البيانكونيري لباجيو، فبعدما رفض التسجيل في فريقه القديم بحجة أنه خشى إهدارها، لأن الحارس يعرف تماما كيف يسدد مثل تلك الركلات، وأثناء خروجه من ملعب المباراة، ألقى أحد المشجعين وشاحا يتوسطه اسم فيورنتينا على اللاعب، ليلتقطه دون تردد ثم يضعه حول عنقه، نعم.. وضع باجيو وشاح الفيولا حول عنقه، بعدما رفض وضع نظيره الخاص بيوڤنتوس.

هنا لم تشفع أي تبريرات من باجيو، فقد تحول إلى خائن في رأي جمهوره، تماما كما كان خائنا في رأي جمهور الفيولا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى