آراء ومساهمات

وسام سعيد يكتب: فلاش «الصفتي».. ضحكة التسعينيات

ما زالت رائحة ورقها تحجز مكانًا في ذاكرتنا الأنفية، لا سيما حين ترتبط بالصباح وصيحات بائع الجرائد وغزل البنات، ثم قراءتها على شمس العصاري التي تتخلل شيش الشباك وهو مقفول (شمسية).

تلك الحالة الرائعة تحولت إلى محض ذكريات جميلة، نجترها من حين لحين، ونلتقط بها أنفاسنا من حياة لا تعرف الهوادة، وأيام لا تمهلك لتلهث!!

وعلى كل حال… فهذه المجلة (الكوكتيل) ذات الاسم الـ Catchy، أضحت لا تبرح الذاكرة وعصية على النسيان لأنها من ملامح جيل التسعينيات الرئيسية، وإحدى روائع كتب الجيب المحببة إلى قلب شباب هذا الجيل القارئ النهم فرسمت وجدانه وعقله.

هكذا خطفت (فلاش) بمحتواها العبقري قلوب الأطفال والشباب والكبار أحيانًا، فصارت داخل كل مكتبة وتحت كل سرير، وفي أرضية كل سيارة، وعلى رخام المطابخ أمام ربات البيوت، وداخل دوسيه كل موظف يسرق من وقت دوامه ساعات ليقرأها ويقضى بها على ملل يومه المتخم بمصالح البشر.

كيف استطاع شخص واحد ‑بريشة وقلم–  أن يغازل هذا الكم المتنوع من القراء بمختلف فئاتهم؟! كيف جعل هذه الطبخة والتوليفة المكونة من قصص وحكايات ومسابقات وتسالٍ ورسوم سلعة رائجة في كل محافظات مصر بل في كل أنحاء العالم العربي؟!

ثالث ثلاثة

وسام سعيد يكتب: فلاش «الصفتي».. ضحكة التسعينيات

خالد محمود الصفتي، الساخر بقوة من آفات مجتمعه، يعتبر ثالث ثلاثة أثروا مكتبة الشباب المصري والعربي بغزارة في حقبة التسعينيات، حيث زاد رواج هذه السلاسل: (رجل المستحيل)،(ملف المستقبل)، (ما وراء الطبيعة) وأخيرا (فلاش)، ليصبح (الصفتي) ثالث ثلاثة بعد الدكتور نبيل فاروق والدكتور أحمد خالد توفيق، نجومًا لمرحلة ثقافية متنوعة تتسم بالغزارة والخصوبة الفكرية والاقتراب من الشباب وأحلامهم وأفكارهم لدرجة الاتساق.

قدم الصفتي كوكتيل السعادة، وأيقونة البهجة للجماهير، فبمجرد أن تتناول المجلة بين كفيك وتشرع في قراءتها، ينتابك شعور بالغياب عن واقعك وتنخرط في عالم أروع من (ديزني) ذاته، حينما تترك خيالك مع شخصياته الماتعة:

هيستيريا الضحك مع البحار الغبي، الكوميديا السوداء مع المواطن المطحون، متعة الاستفزاز مع غلاسة (علام)، ولذة الترقب مع عائلة ميدو وسوزي، ولا يمكنك أن تترك تفصيلة صغيرة حتى لو تخص هرقل الكلب أو القطة هادية، أو الشخصيات الفرعية مثل حريص وسرور وعباس ولماضة وتوتو عضلات.

التسعينيات عقد يضحك

وسام سعيد يكتب: فلاش «الصفتي».. ضحكة التسعينيات

استطاع (الصفتي) بريشته وبأفكاره أن يجعل التسعينيات، عقدا يضحك طوال 10 سنوات من البهجة، كانت مجلة فلاش تنزل على نفوس قرائها بردًا وسلامًا، وتسرية عن هموم الحياة، لو اعتبرنا أن في التسعينيات هموما.

وماذا عن مسابقات (فلاش) التي تجعلك تتحدى ذكاءك وتختبر قدراتك الذهنية، وتملؤك بالتسلية فتقطع عليك ملل وتعب ركوب المواصلات وعذاب الانصهار داخل أتوبيس يجوب القاهرة والجيزة رايح جاي؟

وتتوالى الأعداد وراء الأعداد، وكل عدد لغز كبير وسر يسعى القارئ لفكه، مثل سر الصندوق، وجمعية الصبار ولص السفينة والصفقة الفاسدة والطبق الطائر والرجل الفهد والرسالة الحائرة.

وسام سعيد يكتب: فلاش «الصفتي».. ضحكة التسعينيات

السؤال: لماذا لم يستثمر صاحب تلك الشرارة منتجه العبقري لإخراج مشروع ضخم، يمتلك القدرة على منافسة عالم والت ديزني بكل أبطاله؟

الإجابة عند الأستاذ خالد.

إخلاء مسؤولية: المحتوى في قسم الآراء والمساهمات لا يعبر عن وجهة نظر الموقع وإنما يمثل وجهة نظر صاحبه فقط، ولا يتحمل الموقع أي مسؤولية تجاه نشره.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى