ثقافة ومعرفة

فرانكلين روزفلت.. كيف أصبح الرئيس الأهم للولايات المتحدة رغم الشلل؟

«من رحم المعاناة يولد الأمل»، قول مأثور ينطبق على الكثير من الأشخاص الذين وجدوا ضالتهم في الحياة، في أتعس وأصعب اللحظات، تماما مثلما حدث لفرانكلين روزفلت، الذي تحول من رجل حبيس للكرسي المتحرك، إلى أحد أعظم رؤساء الولايات المتحدة على الإطلاق.

المرض

ولد فرانكلين روزفلت في عام 1882، وكان منذ مراحل شبابه الأولى، من الرجال المتوقع لهم النجاح الكبير في حياتهم، بفضل صلابته وحزمه، وهي الصفات التي ظهرت بوضوح أمام الجميع، بعد أن أصابه الشلل في عام 1921، حيث وضع روزفلت أمام خيارين، إما الاستسلام للمرض والعيش في هدوء، أو محاربته والاستمرار بنجاح في الحياة السياسية، وهو الخيار الذي كان يتماشى بالطبع مع إرادة هذا الرجل الحديدية.

 بذل بعدها جهودا عظيمة لعلاج المرض الذي ألم به، بل ورفض أن يظهر أمام أي شخص في صورة الرجل القعيد المستضعف، فكان يمشي بمساعدة أدولات حديدية يرتديها في قدميه، ممتنعا عن استعمال الكرسي المتحرك بعيدا عن أسوار منزله.

وقد تغيرت أفكار روزفلت كثيرا بعد المحنة المرضية، فزادت حكمة وتفرد، ما جعل صعوده السياسي يحدث بسرعة البرق، حيث كان قبلها عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي، ثم عين مساعدا لوزير البحرية، لكن مساره السياسي بدأ يتحول للأفضل بعد المرض، فأصبح حاكما لولاية نيويورك، قبل أن يترشح إلى منصب رئاسة الولايات المتحدة، ويفوز بالانتخابات بالفعل في عام 1933، ليصبح الرئيس الـ 32 لأمريكا آنذاك.

الرئاسة

تولى روزفلت رئاسة بلاده في واحدة من أصعب فتراتها التاريخية على الإطلاق، فكانت الولايات المتحدة حينها تعاني من مرحلة الكساد الاقتصادي العظيم، الذي اتسمت خلاله الأمور المالية هناك بالركود الشديد، قبل أن يتمكن روزفلت من إحداث الكثير من الحركة والنشاط في تلك المياه الراكدة، عن طريق أفكاره المختلفة والمستحدثة.

إذ نص عددا من القوانين الخاصة بحماية الودائع المصرفية، والضمان الاجتماعي، إضافة إلى قوانين العمل التي ساعدت في تحسين بيئته خلال تلك المرحلة الصعبة، ما أعاد الأمان المفتقد حينها بشكل ما، وضمن عدم حدوث انهيارات اقتصادية جديدة بالبلاد.

كل تلك النجاحات والمعارك التي أدارها روزفلت بنجاح، بما فيها أحداث الحرب العالمية الثانية، جعلت الشعب الأمريكي يتفق فيما بينه على كفاءة هذا الرجل، ما منحه استمرارا طويلا في الحكم بلغ نحو 12 عاما متتالية، بواقع 3 فترات رئاسية، قبل أن يتوفى في عام 1945، وهو على مشارف فترة الرئاسة الرابعة، ليترك الحياة السياسية والعامة كواحد من أبرز رؤساء أمريكا، والذي يبدو أنه سيظل خالدا للأبد في وجدان الشعب الأمريكي مهما طال الزمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى