نصائح

الشعور بالندم.. كيفية مواجهة إحساس يقتل ضحاياه ببطء

يعتبر ارتكاب الأخطاء من سمات البشر، حينها يصبح علاج الأزمة بعد اكتشافها هو الخيار الوحيد المتاح، فيما يعد الشعور بالندم لفترات طويلة وحتى يتسبب في الألم النفسي المزمن، هو الخطأ الأكبر الذي يقع فيه الكثيرون، لذا نكشف أسبابه وعلاجه.

أسباب الشعور بالندم

تتعدد المواقف التي يسيطر فيها الشعور بالندم على الإنسان، فما بين إضاعة الفرص في الحياة أو التصرف بطريقة تسيء للمظهر العام أمام الآخرين أو عدم الكشف عن مشاعر الحب الحقيقية لشخص ما قبل وفاته، يمكن للإنسان أن يسقط في دائرة مغلقة من الأسى على الحال، فما هي الأسباب وراء ذلك؟

يرى خبراء علم النفس أن الشعور بالندم دائما ما يتولد عند الإحساس بأنه كان يوجد مسار أو خيار آخر كان من الأفضل اللجوء إليه، حيث يميل الإنسان حينها إلى الاعتقاد بأن هذا القرار الذي لم يُتخذ كان القرار المثالي، على الرغم من أن ذلك غير مؤكد، إذ كان من الوارد أن يكون القرار غير المتخذ هو الأسوأ من غيره من حيث النتائج، فيما تكمن خطورة الندم في أنه يتلخص دائما في البكاء على أشياء لا يمكن تعويضها نظرا لحدوثها في الماضي.

تزداد حدة الشعور بالندم عندما يشعر الشخص بأن وضعه اللائق ونظرته لنفسه قد تعرضت لبعض الخدوش، إذ يمكن لمشاعر الأسى على النفس أن تظهر عند التعرض للإهانة، فيما يصبح الإحساس القاتل بالندم مسيطرا على الذهن عندما يشعر الشخص بأنه كان مخطئا بشدة، ترى ما هو الحل؟

كيفية التوقف عن الشعور بالندم

تعتبر الثقة والتأكد من عدم وجود أي فائدة من التفكير في الماضي وفي الأخطاء المرتبكة من قبل، هي الخطوة الأولى من خطوات السيطرة على الشعور بالندم، فبينما لا يمكن تعديل المواقف التي حدثت بالفعل، وبينما يمكن لتلك الهفوات أن تكون السبب الأول وراء جمع أفضل الخبرات، فإن التوقف عن جلد الذات يصبح مطلبا لا مناقشة فيه.

تتحسن الحالة النفسية بدرجة تمنع الشخص من الشعور بالندم رويدا رويدا، عندما يثق في أن أخطاء الماضي أو الحاضر أو المستقبل لا يمكنها تحديد مدى كفاءة الإنسان أو ماهيته، حيث يقوم الجميع بالأفعال الجيدة كما يقومون بالأفعال الخاطئة، نظرا لأن ارتكاب الأخطاء يعتبر سمة بشرية كما ذكرنا من قبل.

يرى العلماء أن مشاركة المشاعر السلبية بالندم تعد من عوامل علاج الأزمة، سواء عندما نشاركها مع أنفسنا عبر كتابتها على الأوراق بتفاصيلها، أو من خلال التحدث عنها مع صديق مقرب، ربما يصبح قادرا على التخفيف من حدتها وإبراز جوانبها الإيجابية التي لا يمكننا ملاحظتها.

أحيانا ما يتمثل الحل الصائب من أجل مواجهة التوتر والقلق الناتج عن الشعور بالندم، في إسعاد الذات وتقديرها بالشكل الصحيح، إما عبر مشاهدة بعض الأفلام الكوميدية القادرة على تحسين المزاج أو من خلال تناول طعام شهي وممتع أو عبر ممارسة نشاط أو رياضة مسلية، لتتبدل المشاعر السلبية بأخرى إيجابية بعيدة كل البعد عن الندم.

في كل الأحوال، يعد التركيز على الحاضر وكيفية ضمان التطور في المستقبل، هو أفضل قرار يمكن اتخاذه عند سيطرة مشاعر الندم على الذهن، مع ضرورة البحث عن الأشياء التي تتطلب الشعور بالامتنان في ظل محاولة التعامل مع النفس برفق، وكأننا نتعامل مع صديق مقرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى