آراء ومساهمات

مريم سعيد تكتب: علم النفس الرياضي

هل تمارس الرياضة؟ هل ترغب في أن تبقى سليم الجسم طوال الوقت؟ هل تشعر بالإحباط سريعا؟ هل تحتاج للتشجيع بين الحين والآخر؟ إذن ربما كان الحل في علم النفس الرياضي والذي قد يجعلك تواظب على ممارسة الرياضة لفترة أطول.
علم النفس الرياضي هو أحد فروع علم النفس التي تهتم بدراسة تأثير الحالة النفسية على قدرة الإنسان على ممارسة الرياضة وأداء الرياضيين والنشاط الجسدي للشخص في العموم، ولا يقتصر اختصاصه على نخبة الرياضيين فقط، بل يساعد أيضا جميع الناس في الاستمتاع بالرياضة والالتزام ببرنامج محدد.
يمارس العديد من الناس الرياضة نظرا لتأثيرها الصحي، الجسدي والنفسي على السواء، لكن ربما أصابهم الكسل بعد فترة قصيرة من البدء، يمكن للوعي بالمشكلة ووضعها في صورة علمية أن يساعد على التغلب عليها، هذا ما سنحاول مناقشته في المقال التالي.

نظريات علم النفس الرياضي 

يرتبط علم النفس الرياضي بعدة نظريات يمكن من خلالها فهم وتفسير سلوك ممارسي الرياضة والعلاقات بينهم، فيما يلي أهم النظريات:

  • الاختلاف الفردي.
  • التحفيز والتشجيع.
  • العمل الجماعي.
  • القيادة.
  •  الروح الرياضية.
  • تماسك الفريق.
  • إعادة التأهيل النفسي: في حالة حدوث إصابات للاعبين.
  • نظرية التقييم المعرفي.

مصطلحات علم النفس الرياضي

يختص علم النفس الرياضي بعدد من المصطلحات ما يساعد في فهم نفسيات اللاعبين وكيف يمكن دفعهم للانتظام في ممارسة الرياضة لأطول وقت ممكن بدون حدوث مشاكل أو إحباطات:

  •  الإثارة: وهو القلق والترقب في انتظار الحدث الرياضي.
  • تركيز الانتباه: القدرة على إبعاد أي مشتت كضوضاء الجمهور والفريق الآخر والمشاكل الشخصية.
  • التماسك: العمل الجماعي للفريق في سبيل هدف مشترك.
  • الثقة بالنفس: يساعد الخبراء اللاعبين في تصديق قدرتهم على تحقيق نتائج أفضل من المرات السابقة.
  • التحفيز الخارجي: أن يكون ما يشجع الإنسان هو مصدر خارجي كالجوائز والأموال.
  • التحفيز الداخلي: في تلك الحالة، تأتي الرغبة في النجاح من داخل الإنسان، ينجز الإنسان فقط ليشعر بالرضا عن نفسه.
  • التخيل: أن يتخيل الإنسان نفسه يمارس الرياضة في عقله، مثل هذا الفعل يشجع اللاعب ويساعده على التخلص من الصعوبات التي تواجهه. 
  • مجالات علم النفس الرياضي

    يختص علم النفس الرياضي بكثير من المجالات كما يلي:
    تحسين الأداء: يمكن للرياضيين ممارسة العديد من المهارات العقلية للمساعدة في تحسين أدائهم كالاسترخاء والحديث مع أنفسهم، تلك المهارات غالبا ما تساعدهم على الوصول لأقصى استفادة من مجهوداتهم.
    الحفاظ على برنامج تمرين ثابت: كلنا يقرر الالتزام بجدول صارم في بداية أي نشاط نقرر ممارسته، لكن القليل هو من ينجح في فعل هذا حتى أكثر الناس انضباطا، ولا يشذ الرياضيون عن هذا، يساعد علم النفس الرياضي في زيادة تحفيز الرياضيين والتغلب على أي معوقات.
    التعامل مع ضغط المنافسة: لا شيء أصعب من ضغط المنافسة، ولا مجال أشد تنافسا من مجال الرياضة، يساعد علم النفس الرياضيين في التخلص من هذا الضغط سواء كان من الوالدين أو المدربين أو وسائل الإعلام أو حتى من توقعاتهم عن أنفسهم.
    التعافي من الإصابات: يعد الرياضيون أصح الناس جسدا، لذا يكون أثر الإصابة عليهم أصعب من المعتاد، تكون المساعدة عن طريق التعرف على كيفية التعامل مع الألم والالتزام بالبرنامج العلاجي.
     الاستمتاع بالرياضة: ليست الرياضة مجالا للتنافس والجوائز فقط، بل الهدف الأساسي منها والذي يجب التنبيه عليه هو الاستمتاع بها وعيش نمط حياة صحي.

    فروع علم النفس الرياضي

     علم النفس الرياضي السريري «clinical sport psychology»: 

    يختص هذا الفرع بعلاج الأفراد ذوي الاضطرابات العاطفية، كالاكتئاب الحاد والميل للانتحار، بواسطة خبراء مدربين في علم النفس، وتزداد الحاجة لهذا الفرع في ظل زيادة عدد الرياضيين المصابين بتلك الاضطرابات خصوصا اضطرابات الأكل وإدمان المواد المنشطة.

    علم النفس الرياضي التربوي «Educational sport psychology»:

    يهتم بهذا النوع خبراء دارسون لعلوم الرياضة والتمرين وعلم الحركة، وعلى دراية كافية وفهم عميق لعلم نفس الحركة البشرية خصوصا في سياق الرياضة وممارسة التمارين، يساعد الخبراء الرياضيون ‑وكذلك المدربون- في السيطرة على القلق وتطوير الثقة بالنفس وكيفية التواصل مع أفراد الفريق.

    علم النفس الرياضي في كرة القدم

    يمكن تطبيق جميع ما سبق على كرة القدم كواحدة من أكثر الرياضات شعبية على مستوى العالم ولذا تكثر حاجة اللاعبين إلى علم النفس، يساعد خبراء علم النفس الرياضي لاعبي كرة القدم في التحسين من الاستراتيجيات التي يلعبون بها والتجهز بطريقة أفضل قبل كل مباراة وخصوصا المباريات المهمة، ونتيجة لشعبية كرة القدم الكبيرة والزيادة في عدد مشجعيها على مستوى العالم، فإن الضغط الواقع على اللاعبين في ازدياد ويجعلهم في حاجة دائمة إلى اتباع بعض التعليمات:

  • الثقة بالنفس ومعرفة ما يصلح للتفكير فيه أثناء المباراة وما لا يصلح.
  • التركيز في المهم فقط وحجب أي مشتتات قد تعيق الأداء الجيد.
  • اتخاذ القرار الأفضل والأصلح بسرعة ودقة أثناء المباراة.
  • الإصرار على الفوز وتحقيق أفضل النتائج.
  • التدريب الدائم والتطوير من المهارات المكتسبة وعدم الرضا بالقليل.
  • التمتع بالروح الرياضية ومهارات العمل مع الفريق.
  • التدرب على قيادة الفريق وتجميعه تحت راية واحدة والحد من المشكلات بين أفراده.
  • كيفية التواصل الصحيح والفعال بين أفراد الفريق والمدرب.
  • رغم كل تلك الفوائد لعلم النفس الرياضي في كرة القدم فما زالت أهميته غير واضحة ودوره غير فعال كما يجب، يهتم القائمون على كرة القدم بوجود أطباء وأخصائيي علاج طبيعي لكنهم قد يهملون إحضار خبير في علم النفس. 
    ختاما، لا يمكنك تحقيق أفضل النتائج والفوز دائما عن طريق العمل بجهد، لكن في الغالب يمكنك ذلك عند العمل بذكاء، لذا بعد القراءة نتمنى أن يدفعك هذا المقال لتجديد اشتراكك في ناديك الرياضي الآن.

    المصادر

    https://www.verywellmind.com/what-is-sports-psychology-2794906
    https://www.slideshare.net/JitinKollamkudy/cognitive-evaluation-theory-46989022
    https://www.topendsports.com/psychology/terms.htm
    /blog/s­port-psy­chol­o­gy-and-its-his­to­ry
     https://www.coursehero.com/file/p7jqjtr/What-types-of-issues-do-each-of-these-individuals-focus-on-when-working-with/

    إخلاء مسؤولية: المحتوى في قسم الآراء والمساهمات لا يعبر عن وجهة نظر الموقع وإنما يمثل وجهة نظر صاحبه فقط، ولا يتحمل الموقع أي مسؤولية تجاه نشره.

     

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    زر الذهاب إلى الأعلى