علاقات

كيف تؤثر النرجسية الأبوية على الأبناء؟

ينظر الوالد النرجسي أو الأم النرجسية إلى استقلال أبنائهم باعتباره تهديدًا، إذ يرغبون في أن يتباهى بهم أولادهم على الدوام، بينما يساعد تفاخر الآباء بالأبناء، على تعزيز علاقتهم مع هؤلاء الأبناء وتنمية ذاتهم، وفي هذا المقال سنتحدث النرجسية الأبوية ومدى تأثيرها على الأبناء.

دلائل النرجسية الأبوية

يمكن الاستدلال على النرجسية الأبوية من خلال الدلائل الآتية:

تضاؤل شخصية الطفل

يرغب معظم الآباء في تحقيق النجاح لأبنائهم، ومع ذلك فإن الآباء النرجسيين يهتمون أكثر بتحقيق احتياجاتهم ورغباتهم الشخصية بدلاً من الاهتمام بأفكار وعواطف أبنائهم، وبالتالي ينتج عن ذلك تضاؤل شخصية الطفل.

تهميش الأبناء

يتعرض بعض الأبناء للنرجسية الأبوية من قبل أحد الوالدين، حيث تسعى الأم أو الأب النرجسي جاهدة لإحباط الطفل وجعل صورة الوالد أفضل وتوبيخ هذا الطفل وانتقاده دائمًا وإبطال المواقف والعواطف الإيجابية وعدم الاعتراف بنجاحه وإنجازاته.

الشعور بالعظمة والتفوق

يتصور الآباء الذين لديهم نرجسية أبوية بأنهم أفضل من أبنائهم ويصابون بالعظمة والشعور بالغرور والتفوق ويعتمدون على التباهي والأنانية والمادية على حساب إنسانية أبنائهم، ويحبون التميز أمام الآخرين والتداول العلني لأشيائهم سواء كانت ممتلكات مادية أو مشاريع وإنجازات.

عدم التعاطف مع الطفل وتجاهله

يعتبر التجاهل لأفكار الطفل ومشاعره من أكثر المظاهر شيوعًا للنرجسية الأبوية، وقد يدافع الأطفال الذين يخضعون لهذا النوع من التأثير الأبوي عن أنفسهم ويبتعدون عنهم، وقد يلجأ البعض منهم إلى العيش بشخصية زائفة.

الغيرة والتملك

يأمل الوالدان النرجسيان غالبًا بأن تكون تصرفات الطفل بشكل دائم تحت تأثيرهما، وقد يشعران بالغيرة والتملك عند رغبة الطفل في الاستقلال والتمييز والانفصال، وقد يرفضون بعض صداقات أبنائهم وينتقدون الشريك الرومانسي في حياتهم.

عدم الكفاءة

تتصف الأم النرجسية أو الأب النرجسي بأنه غير كفء وقد يشعر بالعجز، وبالتالي يفشل في تحمل مسؤولياته تمامًا تجاه أبنائه.

الإهمال

يركز الوالد النرجسي أو الأم النرجسية على الاهتمامات الذاتية، وقد يصل الأمر إلى الشعور بالهوس الوظيفي أو التألق الاجتماعي وإهمال الأبناء ومتطلباتهم.

اللوم الدائم للطفل

يوجه أحد الوالدين أو كلاهما للأطفال اللوم الدائم على كل ما يحدث بشكل خاطئ حتى لو كان ذلك بدون سبب.

مقارنة الطفل بالآخرين

يقارن الآباء الذين لديهم النرجسية الأبوية طفلهم سلبًا بالآخرين، مما يسبب له نوعا من الاضطهاد ويقلل من ثقته بنفسه.

المنافسة

يتنافس الآباء النرجسيون مع أطفالهم، فمثلاً تشعر الأم بالتهديد من قبل ابنتها الأصغر والأجمل، ويمكن أن يشعر الوالد بالضيق لأن طفله أكثر ذكاءً.

تأثير النرجسية الأبوية على الأبناء

يمكن أن يحدث لبعض الآباء الذين لديهم سمات نرجسية اضطراب في الشخصية، وهم ليسوا دائمًا قساة بل يكونوا لطفاء أحيانًا، ويكون ذلك دائمًا مصحوبًا ببعض الشروط منها شعور الأبناء بأنهم مدينون لهم، ولا يمكن للأطفال الصغار الابتعاد عن أسرهم، وينغرس لديهم مع مرور الوقت الشعور بلوم أنفسهم.

ويعتقد الأبناء نتيجة لذلك بأن مشاعرهم وأفكارهم غير مهمة ويتسمون ببعض السمات والتي منها:

  • نمو الطفل مع عدم الثقة بالنفس.
  • التعامل كتابع للوالد وليس كشخص مستقل.
  • الشعور بالفراغ العاطفي وعدم الاهتمام به.
  • الاستياء من انتقاده الدائم بدلاً من مدحه بالقبول.
  • الإصابة بالإحباط ومحاولة البحث عن الحب والاهتمام دون فائدة.
  • يكون الطفل إما غير ناجح أو غير مقدر لذاته أو كليهما.
  • عدم الاهتمام بذاته صحيًا مع الاعتماد على الآخرين.
  • صعوبة الاستقلال عن الوالدين مع التقدم في السن، والخضوع دومًا لآرائهم.
  • الإصابة في نهاية المطاف باضطراب ما بعد الاكتئاب.
  • الشعور دائمًا بالضيق.
  • ينمو مع الطفل الشعور بأنه ليس جيدًا بما فيه الكفاية، والاعتقاد بأنه غير مستحق للتقدير وغير محبوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى