علاقات

تحمل المسؤولية.. وكيف تساعد كلمة «لا» في بناء شخصية الطفل؟

يجد الكثير من الآباء صعوبة في الإجابة عن مطالب أطفالهم الصغار بكلمة لا، حيث يشعر الأبوان أحيانا أن واجبهما هو الاستجابة لأحلام الطفل مهما كانت، فيما لا يجد الآباء في أحيان أخرى بديلا عن الموافقة نظرا لانشغالهم بالعمل أو هربا من نقاشات طويلة تنتهي بالبكاء، وهو أمر خطير قد يحرم الوالدين من بناء شخصية الطفل بالصورة السليمة، في ظل تعدد فوائد كلمة لا، كما نوضح.

الالتزام وتحمل المسؤولية

كيف تساهم كلمة "لا" في بناء شخصية الطفل؟

ربما تعد أولى فوائد كلمة لا بالنسبة للطفل الصغير، هي أنها تكشف له عن وجود بعض الحدود التي لا يمكن تخطيها، حيث ينشأ الطفل هنا على أهمية الالتزام وتحمل مسؤولية الأفعال، فيما يبدو مهيئا لمواقف قد يواجهها في الكبر، تشهد عدم موافقة الآخرين على مطالبه، فقط ينصح عند رفض طلب الطفل وقبل ذكر كلمة لا بشرح سبب الرفض، حتى لا ينقلب الحوار إلى مشادة وتحرم شخصية الطفل من التطور بالشكل الصحيح.

فرصة للتعلم والتطور

كيف تساهم كلمة "لا" في بناء شخصية الطفل؟

من الوارد أن يستغل الأبوان فرصة قيام الطفل بطلب شيء ما، بأن تكون وسيلة لتطويره وتعليمه، مثلا إن طلب الطفل شراء لعبة ما، فإن الأفضل من رفض شرائها دون ذكر أسباب واضحة، هو أن نخبره بأن نجاحه في ادخار مصروفه الخاص لفترة قصيرة قد يجعله قادرا على دفع قيمتها دون مساعدة، ليدرك حينها أهمية الادخار وعدم إنفاق الأموال إلا للضرورة، وتصبح شخصية الطفل أكثر نضوجا وبصورة مبكرة.

التفرقة بين الرغبات والاحتياجات

كيف تساهم كلمة "لا" في بناء شخصية الطفل؟

يكتشف الطفل الفارق بين رغباته وبين احتياجاته الحقيقية عندما يرفض طلبه بشأن شراء لعبة ما على سبيل المثال، وحينما يخبره الأبوان بأنه يملك لعبة أخرى مشابهة لها أو ربما أفضل منها حالا، إذ يدرك حينها أنه لا يحتاج إليها بالفعل وخاصة إن تم إقناعه بأن اللعبة الجديدة لن تنجح في إسعاده إلا لأيام قليلة قبل أن تأتي إليه واحدة أخرى أحدث منها، لينصب تركيزه لاحقا على الألعاب والأشياء التي يحتاجها فعليا.

تعلم الصبر

كيف تساهم كلمة "لا" في بناء شخصية الطفل؟

يؤكد خبراء علم النفس أن عدم استعجال الفوز هو من أسرار النجاح، لذا تأتي أهمية عدم الموافقة أحيانا على مطالب الطفل بصورة فورية، حيث يتعلم حينها الصبر ويدرك أهمية الانتظار لفترة ما قبل إشباع رغباته، فيما يؤدي تنفيذ مطالب الأطفال فورا على الجانب الآخر إلى اعتياد الرغبة في تحقيق أهدافهم في التو واللحظة، وهو أمر شديد الخطورة دون شك في ظل صعوبة تحقق الكثير من الأمور دون انتظار، ليصابوا بمرور السنوات ومع كثرة الأمور المؤجلة بالإحباط الشديد.

في كل الأحوال، يبدو وأن إسعاد الأطفال ليس مرهونا بتلبية مطالبهم طوال الوقت، بل يمكن لرفض تلك المطالب أحيانا مع شرح الأمور بصورة إيجابية أن يساهم في تحسين شخصية الطفل عاما بعد الآخر، ليصبح أكثر نضجا ممن هم في نفس عمره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى