ملهمات

كيف ضحى طالب صغير بحياته لينقذ آلاف التلاميذ؟

انطلق الطالب الصغير “اعتزاز”، كعادته إلى مدرسته المتواضعه، غير متوقعا أن يكون ذلك هو يومه الأخير بين زملائه، كونه سيضحي بحياته من أجلهم جميعا، فما الذي حدث وأدى لوفاة ابن الـ15 عاما بالقرب من أسوار مدرسة؟

تضحية تلميذ

لم يكن الطالب الباكستاني، اعتزاز حسن، يتخيل أن يكون تأخره عن بداية اليوم الدراسي، هو السبب في إنقاذه لحياة الآلاف من زملاء الدراسة، حيث اتجه ابن الـ15 صوب مدرسته الواقعة في العاصمة الباكستانية اسلام أباد، في السادس من شهر يناير لعام 2014، ليلاقي مصيره المحزن والملهم في آن واحد.

كان اعتزاز في طريقه للمدرسة ومعه اثنين من الأصدقاء، حينما فوجئ بشخص يرتدي نفس ملابسهم، لكنهم لم يعتادوا رؤيته من قبل، لذا فمع استفسار هذا الشخص الغريب عن موقع المدرسة، تشكك اعتزاز في شخصه، وخاصة وهو يعلم بكثرة الأعمال الإرهابية المرتكبة في مدينته، لذا حاول جاهدا إيقافه.

قرر الرجل الذي تبين لاحقا أنه أحد أعضاء جماعة إرهابية الفرار، حيث كان يرتدي سترة ناسفة يأمل في تفجيرها بداخل المدرسة، التي تضم نحو ألفين طالب، إلا أن اعتزاز وقف له بالمرصاد، وحاول بكل قوته الإمساك به، لذا لم يجد الإرهابي أمامه إلا تفجير السترة التي كان يرتديها، ليموت في الحال، ومعه بكل أسف التلميذ المثابر اعتزاز.

محبوب من الجميع

تلقى جميع زملاء ومدرسي اعتزاز خبر وفاته بكل حزن، حيث أدركوا أن تضحيته لم تكن إلا من أجلهم، وأن لولاه لكانوا جميعا في عداد الموتى، ما عقب عليه باكيا، زاهيد بينجاش، وهو أحد أقارب التلميذ اعتزاز، حين قال: “من المؤسف أن يفقد صغير حياته في حادث إرهابي، إلا أنه من الملهم أن يكون ذلك تضحية من أجل حياة آلاف الأطفال الآخرين”.

تناقلت الصحف المحلية والدولية أخبار وفاة اعتزاز بتأثر بالغ، حيث دعا الجميع إلى تكريم الأسرة الفقيرة لهذا التلميذ الراحل، والذي يعمل والده كسائق أجرة في دبي، فيما يقول أحد زملاء اعتزاز عنه: “كان طالبا مثاليا محبوبا من الجميع، لذا فعلى الجميع أصدقاء كانوا أو مسؤولين، ألا ينسوه يوما”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى