صحة ولياقة

مرض الثعلبة.. متى نصاب به وكيفية علاج الثعلبة نهائيا؟

ربما تستيقظ في يوم من الأيام وتتفاجأ بوجود بقع دائرية في رأسك خالية من الشعر، وسواء كانت هذه البقع كبيرة أو صغيرة، كثيرة أو قليلة، إلا أنك تنزعج انزعاجا شديدا خشية أن تزداد هذه البقع وتنتشر في فروة رأسك بأكملها، أو أن تكون معرضا للإصابة بالصلع مستقبلا، وتبحث كثيرا عن أسباب هذه البقع المفاجئة لعدم وجود أي سابق إنذار تعلم من خلاله بقدوم هذا المرض، أو لاحتمالية التعرض للإصابة به. ولا تعلم أنه قد يكون أحد أسباب هذا المرض هو تغير الأحوال النفسية، أو المرور بفترة اكتئاب وحزن شديد، ولكنك لم تكن تعلم أن هذه الأشياء قد تكون إحدى مسببات المرض، وبالرغم من انتشار هذا المرض بصورة ليست بالقليلة بين الرجال والنساء وشهرته بين الناس قد يتحرج منه الكثيرون أو يحاولون جاهدين إخفاءه مع أن هذا المرض منتشر بين الرجال والنساء بنسبة متساوية، إن هذا المرض هو مرض الثعلبة (Alopecia Areata) أو مثلما يسميه البعض: الثعلبة البقعية.
فهيا نسترد مظهرنا الذي نحب، ونسترد معه الثقة التي بدأت تتلاشى مع تلاشي الشعر.

مرض الثعلبة

الثعلبة
الثعلبة

مرض الثعلبة هو أحد أمراض المناعة الذاتية (Autoimmune Disease) التي تحدث نتيجة فشل الجهاز المناعي لجسم الكائن الحي في التعرف على أحد الأعضاء أو الأجزاء الداخلية في جسم الإنسان، حيث إن الجهاز المناعي لا يستطيع التعرف على البصمة الوراثية الخاصة ببعض خلايا الجسم فيتعامل معها كأنها خلايا غريبة عنه فيبدأ بمهاجمتها بالأجسام المضادة (Antibodies)، أو بخلايا المناعة المختصة (Competent Immune Cells)، ويؤدي غالبا هذا الاضطراب المناعي إلى تساقط الشعر من أجزاء الجسم المختلفة، ولكن في غالب الأحيان وأكثرها انتشارا تحدث في فروة الرأس، وقد يحدث هذا المرض في أي عمر من الأعمار، وعلى الرغم من أن الشائع والغالب أن تأتي الإصابة في أعمار متقدمة وأعمار الشباب، فقد تم الإبلاغ عن حالات قليلة من الأطفال الذين يولدون وهم يعانون من داء الثعلبة الخلقي، وقد يتوارث هذا المرض من جيل للجيل الذي يليه وهذا شائع.

ويقسم مرض الثعلبة لعدة أنواع رئيسية:

  • الثعلبة الشاملة للجسم (Alopecia Universalis): وهي أخطر أنواع هذا المرض، حيث يتساقط شعر الرأس بأكمله بصورة سريعة، وكذلك حواجب العين والرموش، وباقي شعر الجسم، وتبلغ نسبة وقوع الإصابة بهذا النوع 001. % (1 لكل 100000).
  • الثعلبة الرقعية (Patchy alopecia areata): وتكون على شكل بقع دائرية كبيرة أو صغيرة، منفردة ومتعددة.
  • الثعلبة الشاملة للرأس وتعرف أيضاً بثعلبة توتاليس (Alopecia Totalis): وفيها يتساقط شعر فروة الرأس.

اقرأ أيضًا: أسباب تساقط الشعر وكيفية علاجه بشكل جذري

أسباب الثعلبة

الثعلبة
الثعلبة

بعد محاولات كثيرة من العلماء والتسابق في معرفة أسباب هذا المرض لم يتمكن الباحثون من معرفة أسباب واضحة تُعتمد كأسباب فعلية لمرض الثعلبة، إلا أنه تم تصنيف هذا المرض من أمراض المناعة الذاتية، ويعتقد أن للعامل الوراثي دورا في هذا المرض بالإضافة إلى أنواع أخرى منها ما يلي:

  • العوامل النفسية: حيث تلعب العوامل النفسية دورا خطيرا في الإصابة بمرض الثعلبة، فقد أثبتت دراسات وأبحاث من قبل العلماء أن أحد أهم الأسباب أو العوامل التي تؤدي إلى ظهور الثعلبة هي العوامل والأحوال النفسية، وبشكل خاص عند حدوث صدمة لدى شخص معين، فهذا يجعله أكثر عرضة لظهور الثعلبة، مثل موت شخص عزيز، أو حوادث السيارات، أو الإصابة بأمراض خطيرة.
  • الإصابة ببعض أمراض الحساسية: مثل الإصابة بمرض حمى القش (Hay Fever)، وحساسية حبوب اللقاح (Pollen Aallergy)، وحساسية اللاتيكس (Latex Allergy).
  • الإصابة بمرض الربو (Asthma).
  • العوامل الوراثية: أثبتت كثير من الأبحاث أن مرض الثعلبة يحدث بشكل متكرر في الأشخاص من العائلات التي تحوي أفرادا مصابين، حيث إن واحدا من كل خمسة أشخاص يعانون من داء الثعلبة لديه أيضا فرد من العائلة قد عانى من الحالة، ما يشير إلى أن الوراثة قد تكون عاملاً مهماً للمرض.

اقرأ أيضًا: أفضل علاج سريع لتساقط الشعر الشديد وتكثيفه

 علاج مرض الثعلبة

الثعلبة
الثعلبة

لم يتمكن الباحثون والأطباء من اكتشاف علاج يقضي على الثعلبة بشكل تام حتى الآن لأنه لم يتم تحديد أسباب الإصابة بهذا المرض بصورة واضحة، إلا أنه يوجد بعض أشكال العلاج التي يمكن أن يقترحها الأطباء للمساعدة على إعادة نمو الشعر بسرعة أكبر، أو التقليل من كمية الشعر المفقود، من هذه الأدوية ما يلي:

  • الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids): وهذه أدوية قوية مضادة للالتهابات يمكنها أن تثبط أو تقلل من عمل جهاز المناعة. تستخدم هذه الأدوية في الغالب عن طريق الحقن، أو المرهم الموضعي، أو عن طريق الفم.
  • ديفينسيبرون (Diphencyprone)، واختصارا (DCP): قد يساعد في التقليل من انتشار الثعلبة إلا أن هناك عددا قليلا من الحالات الموثقة التي أثبتت أنه يطور مرض البهاق.
  • كيرسيتين (Quercetin): يوجد بشكل طبيعي في الفواكة والخضروات، ويمكن أن يقلل من تطور مرض الثعلبة.
  • بعض الأدوية الأخرى تعزز نمو الشعر أو تؤثر على الجهاز المناعي مثل: مينوكسيديل (Minoxidil)، وأنثرالين (Anthralin)، وعلى الرغم من أن بعضها قد يساعد في إعادة نمو الشعر، فهذه الأدوية لا يمكنها منع تكوين بقع صلعاء جديدة.

نصائح لمرضى الثعلبة

الثعلبة
الثعلبة
  • استخدام نظارات شمسية لحماية العينين من أشعة الشمس والضرر الذي قد تسببه على الرموش والحواجب.
  • استخدم مراهم داخل الأنف للحفاظ على رطوبة الأغشية وللحماية من البكتيريا التي عادة ما تتواجد بشعر الأنف.
  • وضع كريمات واقية من الشمس مثل: كريم بيوديرما (Bioderma)، وكريم لاروش (La Roche-posay)، وكريم أفين (Avéne).
  • استخدام القبعات، والأغطية، والشعر المستعار، للوقاية من أشعة الشمس.

اقرأ أيضًا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى