من الأمراض المرعبة التي تثير الهلع في القلوب مع قدوم فصل الشتاء، هي الحمى القرمزية التي تعد أحد الأمراض التنفسية التي يكثر انتشارها في دور الحضانة والمدارس، أما بالنسبة للسبب الرئيس لكونها مصدر خوف هي أنها مرض معدي ومن مضاعفاتها أنها تودي بحياة صاحبها للموت، ولكن مع ظهور المضادات الحيوية بات حدوث الوفاة نتيجة الإصابة بها منخفضًا كثيرًا مقارنةً بذي قبل.
الحمى القرمزية
هي نوع من العدوى التي تحدث نتيجة الإصابة بالجراثيم العقدية المقيحة التي يطلق عليها العقديات من المجموعة A، التي ينتج عن الإصابة بها طفح جلدي باللون الوردي إلى اللون البرتقالي يسمى باين الذيفان العقدي، وعلى الأغلب يظهر هذا المرض بعد الإصابة بالتهابات الحلق، ومن الجدير بالذكر أن هذه الحمى يمكن أن تصيب أي فئة عمري، ولكن تكثر الإصابة بها على وجه التحديد في الأطفال من عمر 4 سنوات إلى 8 سنوات، في المقابل يندر حدوثها للأطفال أقل من عمر السنتين، عن عن الأطفال ذو عمر عشر سنوات فأكثر فهم يتمتعون بمناعة تجاه تلك الجراثيم المعقدة؛ نتيجة تكون أجسام مضادة.
كيف يتم حدوث العدوى؟
قبل الشروع في سرد كافة التفاصيل المتعلقة بأعراض الحمى القرمزية، سوف نتحدث أولًا عن طريقة حدوث العدوى، إذ يحدث ذلك من خلال انتقال العدوى من الشخص المصاب إلى الشخص السليم عن طريق استنشاق الرذاذ المحمل بالجراثيم أثناء السعال والعطاس، وقد يحدث ذلك أيضًا عن طريق مشاركة المناشف والملابس الخاصة بشخص مصاب، أو عن طريق ملامسة جلده، ومن الجدير بالذكر أن حدوث المرض دون ظهور الأعراض تحدث في نسبة تصب محو 15 إلى 20٪ من الأطفال.
أعراض الحمى القرمزية
الآن سوف نستعرض بعض من الأعراض التي يمكن من خلالها التعرف على الإصابة بالحمى القرمزية، ويجدر القول أن فترة الحضانة لهذا المرض تتراوح من يوم إلى أربعة أيام وبعدها تبدأ الأعراض في الظهور ومنها:
ارتفاع الحرارة
من أولى الأعراض المقترنة بالحمى القرمزية هي ارتفاع درجة الحرارة وبشدة، إذ نلاحظ إرتفاعها إلى 39.5 درجة وإلى 40 درجة مئوية، ومن ثم تبدأ في الانخفاض تدريجيًا إلى أن تعود إدراجها مرة أخرى، ويكون ذلك في خلال أيام، أما في حالة الاعتماد على المضادات الحيوية فإنها سرعان ما تنخفض في غضون 24 ساعة.
ظهور الطفح الجلدي
بعد مرور ما يقرب من 12 ساعة إلى 48 ساعة من الحمى يبدأ الطفح الجلدى في الظهور في أماكن متفرقة في الجسم مثل الرقبة والوجه، ثم الصدر، والبطن، ثم ينتشر على الذرعين وتحت الإبطين، وبين الفخذين، وينتهي الأمر بانتشاره على الجسم بأكمله في خلال 24 ساعة، ومن أهم العلامات التي يتسم بها هذا الطفح بأنه قرمزي اللون، وأحيانًا قد يكون شديد الاحمرار وخصوصًا بين طيات الجلد على سبيل المثال مثل المرفقين، والإبطين.
وكذلك الوجه إذ يصبح شديد الاحمرار بينما يصبح حول الفم شاحب اللون، أما عن ملمس هذا الطفح فهو مماثل تمامًا لملمس ورق الزجاج، وإذا تم الضغط عليه فيشرع في خروج مادة بيضاء تستمر في الخروج لعدة ثوان، وفي أحيان أخرى يظهر هذا الطفح مرافقًا بالحكة، أما عن مدة استمرار هذا العرض فهي تصل تقريبًا نحو 3 إلى 5 أيام، في المقابل يستمر تقشر الجلد إلى بضعة أسابيع، ويستمر تقشر جلد اليد نحو شهر وأكثر.
اقرأ أيضًا: طرق طبيعية لعلاج الطفح الجلدي
التهاب اللوزتين
استكمالًا لأعراض الحمى القرمزية المزعجة يأتي التهاب مؤخرة الحلق، إذ نلاحظ وجود طبقة بيضاء على اللوزتين، أو قد تظهر بشكل آخر وهو تورمها وظهورها باللون الأحمر مع وجود بعض البقع البيضاء، مع احتمالية ظهور بعض القيح باللون الأصفر.
تغيرات اللسان
تطول أعراض هذه الحمى اللسان كذلك، حيث يظهر في بداية العدوى باللون الأبيض، ومع مرور الوقت يصبح منتفخًا ولونه أحمر، وأخيرًا يكون بمظهر الفريز.
أعراض أخرى
تأتي هذه الحمى مصحوبة بأعراض أخرى مختلفة عما سبق في السطور السابقة ومن بينهم ما يلي:
- الشعور بالقشعريرة.
- الصداع.
- القيء، والغثيان.
- ألم البطن.
- صعوبة البلع.
- الاحساس بالتعب والإرهاق.
- فقدان الوزن؛ نتيجة لفقدان الشهية.
- ظهور تضخم ملحوظ في الغدد الليمفاوية الموجودة في الرقبة.
- التشتت وعدم التركيز.
تشخيص الحمى القرمزية
يكمن للطبيب تشخيص المرض من خلال التعرف على بعض الأعراض السريرية التي يصفها المرض، ولكن الخلط وارد بين الحمى القرمزية وغيرها من الأمراض الجلدية المسببة للطفح الجلدي، كما يمكن الخلط بين الحساسية والحصبة، اذا يجب التأكد من صحة التشخيص عن طريق إجراء بعض التحاليل المخبرية، التي توضح
- ارتفاع ملحوظ في عدد خلايا الدم البيضاء.
- وارتفاع في عدد الخلايا المحببة.
- بالإضافة إلى الارتفاع في عدد الخلايا الحمضية.
- علاوة على سرعة ترسب كرات الدم الحمراء.
- وعند إجراء مسحة على الحلق، ثم زراعتها سوف تظهر البكتيريا العقدية.
اقرأ أيضًا أفضل كريم لتهيج البشرة
علاج الحمى القرمزية
بعد التأكد من الإصابة بالحمى القرمزية يحب على المريض اتباع بعض الخطوات العلاجية؛ كي لا يتعرض لأي مضاعفات نحن في غنى عنها ومن طرق العلاج:
العلاج منزليًا
يهدف هذا النوع من العلاج إلى تخفيف حدة الأعراض، بالإضافة إلى الحد من ظهور مضاعفات الحمى، ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من العلاج ليس كافي لمواجهة هذه الحمى، التي تسبب الوفاة في حال عدم تلقي العلاج بطريقة صحيحة، لذا يتحتم زيارة الطبيب؛ كي يتمكن من وصف مضاد حيوي مناسب؛ لأن هذه الحمى تنتج من العدوى الجرثومة العقدية، فضلًا عن احتمالية إصابة الأشخاص الأخرى المخالطة للمريض، ويأتي هذا العلاج المنزلي متمثلًا في:
- تناول أدوية لخفض درجة الحرارة.
- تناول الكثير من المشروبات الباردة؛ بهدف تلطيف آلام الحلق، مما يهدأ حدة الألم.
زيارة الطبيب
تأتي الخطوة الأهم في العلاج وهي الذهاب زلي الطبيب الذي سيصف المضادات الحيوية، ولكن نتيجة الخلط بين أنواع الطفح الجلدي سوف يبدأ العلاج بمضاد حيوي مثل الازيترومتسين، البنسلين، أما في حال عدم التأكد من المسبب لظهور الطفح الجلدي سوف يطلب الطبيب إجراد مسحة من الحلق قبل الشروع في العلاج، وذلك من أجل سلامة المريض خشية التعرض إلى أي مضاعفات خطيرة مثل الحمى الروماتيزمية.
الوقاية من الحمى القرمزية
من الجدير بالذكر أنه لا يوجد أي لقاحات أو أمصال تقي من خطر الإصابة بالحمى القرمزية، الأمر الذي يترتب عليه كون الإجراءات الاحترازية ضد العدوى هي نفسها أفضل إستراتيجية ممكنة يمكن اتباعها للوقاية من هذه الحمى وتأتي متمثلة في:
- غسل اليدين، لذا يجب تعليم الأطفال كيفية غسل اليدين بشكل جيد باستخدام الصابون والماء الدافئ.
- عدم مشاركة الطعام وأواني الطهي، يجب أن نخبر أطفالنا ألا يشارك زملاء الدارسة، والأصدقاء أواني الطعام أو أكواب الشرب، بالإضافة إلى عدم مشاركة الطعام أيضًا.
- يجب أن نعلم أطفالنا الأتراك بتغطية الفم والأنف عند العطاس والسعال سواء كان حاملًا للمرض أم لا؛ لأن ذلك يحد من انتشار المرض.
في ختام حديثنا عن الحمى القرمزية، يجب أن نشير إلى سرعة التوجه للطبيب وتلاقي العلاج لطريقة صحيحة؛ كي لا نتعرض إلى مضاعفاتها نتيجة الاهمال في العلاج ومن هذه المضاعفات التهاب الرئتين، التهاب الجيوب الأنفية، التهاب الاذن الوسطى، وحمى الروماتيزم.