هناك العديد من الأماكن على مستوى العالم تتميز بسمعة غير جيدة، كونها مصدرا للرعب والذعر بين سكان المنطقة، حيث تسكنها الأشباح والأرواح الشريرة ويحيط بها الغموض، ومن أبرز تلك الأماكن هي منطقة الكنز الملعون في جبال أريزونا، وبالتحديد في شرق منطقة فينيكس الحضرية حيث تتواجد تلك المنطقة المخيفة والتي تتناثر حولها القصص المرعبة والغامضة.
ومما يجعلها كذلك تعدد حالات الموت والاختفاء الغامض في تلك المنطقة، وما يردده السكان الأصليون عن وجود كنز ملعون داخل تلك الجبال لا يستطيع أحد الوصول إليه، ومن يحاول ذلك دون اتباع لبعض الطقوس والخطوات التي لا يعلمها إلا القليل من سكان المنطقة القدامى يكون مصيره الموت أو الاختفاء.
قصة العائلة المكسيكية والكنز الملعون
من ضمن تلك القصص ما حدث مع عائلة بيرالتاس المكسيكية الغنية والمشهورة بالتعدين، حيث قيل إنها بالفعل وصلت إلى طريقة الحصول على الكنز، بعد أن عثرت أثناء قيامها بالبحث عن الذهب في تلك المنطقة على خرائط ورموز تقود لطريق ذلك الكنز الملعون، بل أكد البعض أنهم بالفعل حصلوا على جزء منه وقاموا بإخفائه في المنزل الذي كانوا يقيمون فيه بالقرب من تلك الجبال.
وفي تلك الليلة هوجمت العائلة وجرى قتلها بالكامل بشكل بشع جدا حتى أطلق عليها «مجزرة الكنز» أو «شلالات المذبحة»، وجرى أخذ الكنز وإعادته مرة أخرى إلى مكانه المجهول داخل الجبال، وقد نجا من تلك العائلة شخص واحد بعد اختبائه في مكان بالقرب من المذبحة، وحذر الجميع بما يوجد في تلك الكهوف القائمة داخل الجبال.
قصة أبراهام ثورن وحصوله على الكنز الملعون
قصة أخرى متعلقة بهذا الكنز لمغامر إسباني يدعى أبراهام ثورن عاش بين السكان القدامى للمنطقة، والمعروفون باسم الآباتشي، حيث عمل ثورن بالطب وقام بعلاج الكثير منهم من الأمراض وأنقذ أرواحهم من الموت من خلال وصفاته الطبية وعلاجه لهم، ومكافأة له على ذلك قاده أحد هؤلاء السكان إلى الكنز داخل الجبل بعد أن وضعوا عصابة على عينيه.
وبعد وصول أبراهام للداخل قاموا بإزالة العصابة من على عينيه ففوجئ الرجل أمامه بأكوام من الذهب المتلألئ، وقيل له أن يأخذ منه ما يستطيع حمله، وبالفعل فعل أبراهام ذلك، ثم تم وضع العصابة مرة أخرى على عينيه وسحبه الرجل للخروج من داخل الجبل وبقي مكان الكنز مجهولا.
قصة يعقوب فالز
قصة ثالثة بطلها الألماني يعقوب فالز الذي كان ينقب عن الذهب في المنطقة، وقيل إنه عثر على الكنز وكان كل يوم يستخرج كمية منه وهو فرح وسعيد للغاية، إلا أنه لم يحدد ما إذا كان ذلك الذهب تم إخراجه من الكنز الملعون أو من مكان آخر يحتوي على الذهب، إلا أنه منح وهو على فراش الموت عام 1891 وصفا دقيقا للمكان الذي أحضر منه الذهب.
ولم يعرف أحد كيف وصل إلى ذلك المكان إلا أن البعض يقولون أنه توصل إليه من خلال تواصله مع العضو الناجي من عائلة بيرالتاس المكسيكية، إلا أن المحاولات التي تمت بناء على وصف فالز للمكان الذي أتى منه بالذهب قد باءت جميعا بالفشل، بل تسببت في موت غامض لأكثر من 600 شخص حاولوا الوصول إلى ذلك المكان الذي وصفه لهم فالز في جبال أريزونا.
أدولف روث والموت الغامض
في عام 1931 انطلق أدولف روث البالغ من العمر 66 عاما ومعه خريطة أصلية لمكان الكنز لم يكشف لأحد كيفية عثوره عليها، وقصد روث جبال أريزونا وبالتحديد مكان الكنز الملعون، ومرت أيام عديدة وانقطعت أخبار روث ومن معه وخرجت رحلات تبحث عنه وعن المرافقين له.
وبعد أيام من البحث تم العثور على جمجمة روث إلا أن بقية الجثة لم يكن لها وجود، واستمروا في البحث في محاولة منهم للعثور على بقية الجثة أو على المرافقين له، وعلى بعد مسافة كبيرة عثر فريق البحث عن تبقى من جسده وهو متحلل، ولم يبق منها إلا عظامها وبجوارها زجاجة بها رسالة مكتوب فيها أنه يطلب النجدة لإنقاذه.
ولم يتم العثور على المرافقين له ولم يعرف أحد كيف جرى وضع الجمجمة في مكان بعيد عن بقية الجثة، ليظل موت أدولف روث غامضا ويمثل لغزا آخر من ألغاز مطاردة الكنز الملعون.
لم تتوقف عمليات البحث عن الكنز الملعون وقد كانت آخرها عام 2012، وقد كانت لشخص يدعى جيسي كابين يبلغ من العمر 32 عاما، ولم يتم العثور عليه حتى الآن أو على جثته، بينما عثر على سيارته والهاتف المحمول الخاص به وهناك الكثير والكثير من حالات الاختفاء والموت الغامض في تلك المنطقة.
والغريب أنه يجري العثور على جثث وأدوات أشخاص آخرين بالصدفة أثناء البحث عن أشخاص ذهبوا لذلك المكان سعيا وراء الكنز، ليظل ذلك المكان الغامض أحد الأساطير على مر التاريخ، والذي فشل الإنسان برغم تطور العلم والتكنولوجيا في فك طلاسمه حتى الآن.
