النظر في أعين الآخرين تهديد للسلامة العقلية | قل ودل

تخبرنا الأبحاث أن البشر من بين الكائنات التي تتمتع بالرؤية الأكثر تطورا، بالتأكيد لا يمكننا مقارنة أعيننا بعيون الصقر في منتصف الليل، لكن استهدافنا دقيق جدا لدرجة أنه إذا رأينا شخصا ينظر إلينا من مكان بعيد، يمكننا اكتشاف ما إذا كان هذا الشخص ينظر إلى أعيننا أم أنفنا، ومع ذلك عند التركيز والنظر في عيني شخص آخر أمامنا لفترة 10 دقائق، تحدث لأجسامنا أشياء غريبة لا تصدق سوف نخبرك عنها فيما يلي. تجربة علمية أجرى عالم النفس الإيطالي جيوفاني كابوتو دراسة في جامعة أوربينو لمعرفة ما يحدث في الدماغ البشري عندما يحدق شخصان بعيني بعضهما البعض لفترة طويلة من الزمن، فجنَّد هو وفريقه 40 شخصا من البالغين الأصحاء وقسمهم إلى مجموعتين، اقتيد 20 منهم إلى غرفة فيها ضوء خافت، ثم طُلب منهم التحديق دون عائق في أعين بعضهم البعض لمدة 10 دقائق. وقيل للمشاركين العشرين الآخرين أن يركزوا أعينهم على جدار فارغ، استكمل كل مشارك استبيانا للإبلاغ عما حدث معه، اتضح أن الأشخاص الذين نظروا إلى عيني شخص آخر لفترة طويلة من الزمن عانوا أعراض الانفصال، مثل الإحساس بالانفصال عن أجسادهم، والانفصال عن الواقع، والتغيرات في إدراك الصوت والألوان، وعدم الإحساس بالوقت. الإصابة بالهلوسة الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أنهم عانوا من الهلوسة، فقد أبلغ 90٪ من المشاركين عن رؤية تحول وجه الشخص الآخر أو تشويهه مرتين إلى أربع مرات خلال تلك الفترة البالغة 10 دقائق، ورأى البعض أن وجه من أمامه يتحول إلى وجه الوحش أو الحيوان، بينما رأى آخرون أنه يتحول إلى وجه صديق أو أحد أفراد الأسرة، هذا بالإضافة إلى الإصابة بعدم وضوح الرؤية في بعض الفترات لمدة ثوانٍ معدودة. تفسير التجربة ما نوع اللعبة التي يلعبها دماغنا؟، لا يوجد لدى الدكتور كابوتو إجابة محددة عن سبب حدوث الهلوسة، لكنه يشير إلى أنه -ربما- كان بسبب الحرمان الحسي، إذ إننا توقفنا عن استخدام حواسنا الأخرى، كما يعتقد أنها قد تكون نتاج عقولنا، فقد خرجت الأفكار المخزنة في اللا وعي ولكن بطريقة غير منظمة، وتطابقت النتائج مع دراسة سابقة كشفت أنه عندما ندقق في جسم ما لفترة طويلة من الزمن، فإننا نميل إلى الشعور بالانفصال عن الواقع.

تفسير التجربة

اترك تعليقاً إلغاء الرد