جبل كليمنجارو أو سقف إفريقيا يقع في تنزانيا، وهو جبل مغطى بغيوم رمادية داكنة ويغطيه الضباب معظم اليوم، ويقع الجبل الذي يبلغ ارتفاعه 5895 مترًا على بعد 330 كيلومترًا جنوب خط الاستواء، مما يمنحه إلهامًا رائعًا لجذب السياح من جميع أنحاء العالم، وقد تم ترشيحه لأن يتواجد ضمن قائمة عجائب الطبيعة السبع الجديدة.
عن جبل كليمنجارو
كليمنجارو هو أحد الجبال المنفردة الرائدة في العالم، ويتألف من 3 قمم مستقلة هي كيبو وماوينزي وشيرا، تبلغ مساحة الجبل بأكمله 4000 كيلومتر من سطح الأرض، وتشكلت عبر حوالي 750,000 سنة من خلال الانفجارات البركانية، ولقد تعرض جبل كليمنجارو لعدة تغييرات جيولوجية لمدة 250 ألف سنة، وتشكلت الميزات الحالية خلال الـ500000 سنة الماضية بعد عدد من الاضطرابات والهزات التي حدثت، لتتسبب في تكوين 250 تلًا بركانيًا وبحيرات فوهة بركانية، بما في ذلك بحيرة شالا الرائعة أسفل منحدراتها.
اقرأ أيضًا: جبال قوس قزح.. كيف أسهمت المعادن في تلوين إحدى عجائب الدنيا؟
أساطير جبل كليمنجارو
حدث آخر نشاط بركاني منذ حوالي 200 عام وخلق مخروطًا متماثلًا من الرماد حول قمة كيبو، ومنذ ذلك الحين، عاش جبل كليمنجارو في سلام حتى اليوم، لكن الأشخاص الذين كانوا يعيشون على المنحدرات ومع حدوث ثورات بركانية ملحوظة، ربطوا هذه الظاهرة الطبيعية بـ عقاب من الله.
ولقد اعتبر سكان منحدراته في وقت سابق أن هذه الجبال مكان ليس جديرًا بالذهاب إليه خوفًا من انتقام الله، ورأى السكان المحليون قديمًا أن الثلج المتناقص هو عقاب من الله أيضًا، رغم أن الكثير من البشر يحاولون تسلقه كل يوم، إلا أن موت بعض السياح على الجبال تم ربطه بغضب الله.
أقزام كليمنجارو
حكايات غير معدودة وآلاف الخرافات والأساطير عن جبل كليمنجارو، حيث يتحدث السكان المحليون على المنحدرات -شعب شاغا- عن الأقزام الذين يقال إنهم في حجم الأطفال من البشر، وقد سكنوا في كهوف الجبال ووديانه، ويقال إن هذه الوديان التي لم يكتشفها السائحون من قبل، كانت مأهولة بأقزام الجبال الذين نجوا من الصيد.
الغوريلا الجبلية
تحكي القصص حول جبل كليمنجارو عن الغوريلا الجبلية التي عاشت ذات يوم داخل الغابات المطيرة الكثيفة المحيطة بمنحدراتها منذ سنوات عديدة، وقد شغلت حكايات السكان المحليين -على الرغم من عدم توفر بيانات علمية للتأكد من ذلك- أذهان السائحين الذين يتسلقون الجبال في رحلاتهم السياحية.
عقائد غريبة
خلال مواسم الجفاف في الماضي، ألقى السكان المحليون باللوم على شياطين الجبال في التخلص من المطر، ولكن عندما كان المطر غزيرًا، وجهوا وجوههم إلى الجبال، وركعوا، وطلبوا من الله أن يغفر لهم.
اقرأ أيضًا: المدينة المفقودة زد.. وكيف ابتلعت الأسطورة المستكشف فاوست وفريقه؟
أسماء عديدة عبر الأزمان
وإضافة إلى لغز هذا الجبل، هناك على الأرجح عشرات الأسماء التي أطلقت عليه، ولكن الأكثر شهرة هو تسمية أعلى قمة “كيبو” وأقصر قمة “كيماوينس” أو ماوينزي، وأطلق شعب واكامبا على الجانب الكيني اسم “كيليما جو” و”كايولا”.
أطلق الألمان على الجبال اسم “Kilimandscharos”، على الرغم من عدم معرفة أحد من أين حصل الألمان على اسمه، فقد دفع ذلك البعض لأن يجادل بأنه نتيجة النطق الخاطئ من تعبير شاغا “Kilemeiroiya”، مما يعني أنه ليس من السهل تسلقه.
يُعتقد أيضًا أن الاسم الحالي للجبال مشتق من الشعب السواحلي من مومباسا والمدن الساحلية الأخرى الذين أطلقوا عليه اسم “كيليما نجارو”، أو جبل القوافل، لأنهم استخدموا الجبل كرمز لتحديد الاتجاهات، كبوصلة لهم.
على الرغم من أن اصطلاح التسمية هذا متفق عليه كثيرًا في شرق إفريقيا، فإن المجتمعات الأخرى مثل Kikuyu وMaasai لديها تفسيراتها لما يعنيه الاسم وكيف جاء.
- يشعر بعض المؤرخين أيضًا أن الغرباء ربما غيروا كلمة تشاجا إلى “كيليما كيارو”، والتي تعني “رحلة صعبة إلى كليمنجارو”.
- نظرية أخرى هي أن المسافرين إلى الجبال ربما سألوا الماساي الذين يعيشون في السهول عما يسمون به الجبل، وربما أجاب الماساي بأنه مصدر المياه باستخدام كلمة “نجاري” التي تطورت بعد ذلك إلى “نجاري” أو “نجارو”.
- اقترح كتاب آخرون منذ ذلك الحين أن الاسم يعني “الجبل الساطع” أو “الجبل الأبيض” أو “جبل الماء”.
كليمنجارو، على عكس الجبال المعروفة الأخرى في العالم، لا يزال اسمه الحالي يمثل لغزًا حتى يومنا هذا، وعلى كلٍ فقد يمكن للسياح ومحبي الجبال، حل هذا اللغز يومًا ما، حيث يبقى اسمه واحدا من العديد من الأساطير الشعبية التي تزيد من جاذبيته لمن يرغبون في كشفه.
ذكره في سجلات بطليموس
على الرغم من ذكره في الأساطير الإفريقية، فإن أقدم السجلات المكتوبة عن الجبل تعود إلى القرن الثاني عندما كتب الجغرافي اليوناني بطليموس من الإسكندرية في مصر عن الأرض الواقعة وراء “أوبون” وجبل الثلج العظيم، لتمثل كلمة (رابتا- أوبون) وفقًا لبطليموس، الجزء الساحلي من الصومال والساحل الشمالي لكينيا، و”رابتا” هي الكتلة الأرضية الكبيرة أو كتلة شرق إفريقيا العظيمة، حيث جبل كليمنجارو جزء من هذه الكتلة الأرضية الضخمة.
اقرأ أيضًا: الذكر أجمل من الأنثى.. وأغرب الحقائق عن الطاووس
محاولات تسلق جبل كليمنجارو
في عام 1846، هبط الدكتور لودفيج كراب ويوهان ريبمان على ساحل كينيا بالقرب من مدينة مومباسا، وفي عام 1849، أكد كلٌ من كراب وريبمان رؤيتهما للجبل العظيم، من معسكرهما في تافيتا في كينيا.
ولقد وردت العديد من التقارير حول الجبال من قبل الجمعية الجغرافية الملكية، مما أثار جدلًا كبيرًا حول دقة ارتفاعه وإمكانية تسلق الجبال المغطاة بالثلوج في إفريقيا.
في عام 1861 حاول ريتشارد ثورنتون التسلق الأول، حيث كان الجبل جديدًا عليه وواجه صعوبة في اختراق المنطقة الثانية، كما كان الطقس سيئا للغاية وأجبرته تلك الظروف على النزول دون استكمال مسيرته نحو أعلى الجبل، ثم في عام 1862، حاول “أوتو كيرستن والبارون فون دير ديكن” التسلق، حيث صعدوا أكثر من 15000 قدم لكنهم أجبروا على النزول بسبب سوء الأحوال الجوية أيضًا.
في 5 أكتوبر 1889، نجح أحد الجيولوجيين الألمان في الوصول إلى قمة كيبو، أعلى نقطة في القارة الإفريقية، ولقد أطلق على هذا المكان، قمة القيصر فيلهلم.
ثم توالت شخصيات بارزة وعالمية على هذا الجبل واستطاعت تسلقه بالفعل، بما في ذلك وزير الداخلية السابق للولايات المتحدة ستيوارت أودال في عام 1963، والرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في عام 1988، إلى جانب شخصيات بارزة أخرى.
أقدم متسلق لجبل كليمنجارو
أكبر متسلق لجبل كليمنجارو هو سائح أمريكي يبلغ من العمر 84 عامًا، يُدعى ريتشارد بيرلي، من ولاية واشنطن وقد حطم الرقم القياسي ليصبح أكبر شخص يصل إلى قمة جبل كليمنجارو مؤخرًا، وقد دخل اسمه إلى موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
جبل كليمنجارو رمز لإفريقيا
يمثل جبل كليمنجارو الصورة العالمية لإفريقيا ومخروطها الشاهق المغطى بالثلج، حيث هو مرادف إفريقيا على الصعيد الدولي، وقد استحوذ التحدي المتمثل في التعرف على هذا الجبل الغامض واستكشافه وتسلقه، على خيال الناس في جميع أنحاء العالم، لتصبح فرصة تسلق هذا الجبال هي مغامرة العمر بالنسبة لأي إنسان.