رياضة

لماذا كان جورج بوش الابن مهووسا بالرياضة؟

عاد اسم الرئيس الأمريكي الأسبق يتردد بقوة بالنصف الثاني من يوليو 2021، عقب إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن قرار بسحب قوّاتها التي أمضت نحو عقدين من الزمان داخل أفغانستان، ليبدأ الجميع في التساؤل؛ من الذي بدأ هذه الحرب المزعومة على الإرهاب.

من هو جورج بوش الابن؟

جورج بوش
جورج دبليو بوش، الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية.

جورج دابليو بوش من مواليد يوليو 1946، وهو الابن الأكبر لـ«جورج بوش الأب» الرئيس الحادي والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، ما يعني أنه ترعرع في ظل أسرة سياسية من الطراز الرفيع.

وبنظرة سريعة على حياة الرئيس الأسبق، نجد أنه قد تخرج في جامعة هارفارد المرموقة عام 1968، كما حصل على شهادة في الإدارة من جامعة «ييل» عام 1975، ليعمل بعد ذلك في مجال صناعة النفط، قبل أن يتحول للعمل السياسي بترشحه لمجلس النواب الأمريكي لكن دون أن ينجح في الحصول على مقعدٍ داخل المجلس.

في 1994، وضع بوش قدمه على الطريق، بنجاحه في انتخابات حكم ولاية تكساس، وبعد 6 سنوات من العمل، استطاع أن يصبح رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية متفوقًا على منافسه «آل غور» مرشح الحزب الديمقراطي.

 الرئيس الذي لا نعرفه

جورج بوش
هاري بينسون، مصور الرؤساء الأمريكيين.

نجحت شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية في إجراء لقاء مطول مع «هاري بينسون» الذي كان يعمل كمصورٍ لعدد من الرؤساء الأمريكيين على مدار 50 عامًا، بداية من «دوايت أيزنهاور» ووصولًا للرئيس السابق «دونالد ترامب».

خلال اللقاء، قام بينسون بتقديم رؤيته الخاصة حول حقيقة كل شخصية من شخصيات الرؤساء الـ12 الذي اختبر التعامل مع عن قرب، عبر كلمات مقتضبة عن كل منهم.

عندما جاء وقت الحديث عن جورج بوش الابن، بدا بينسون مرتاحًا للحديث عنه، وبغض النظر عن سياسات إدارته، أراد أن يسلط الضوء على الجانب الشخصي في حياة الرئيس الذي اتهم سابقًا بتورطه في جرائم حرب، حيث قال: “جورج بوش رجل مهذب، حتى وإن بدا صارمًا”.

استرسل المصوّر الذي كان يبلغ من العمر 90 عامًا وقت المقابلة، أن جورج بوش الابن كان محبًا للرياضة بشكل عام، بل إنه يعشق رياضة الملاكمة، ويتحدث عنها مع المقربين منه.

هل كان جورج بوش رياضيًا بالفعل؟

لماذا كان جورج بوش الابن مهووسا بالرياضة؟

الحقيقة التي يمكن أن تكون معروفة بشكل موسع هي أن الرئيس الأمريكي الأسبق كان قد اشترك في ملكية فريق تكساس رنجرز للبيسبول عام 1989، عندما تم بيع الفريق لمجموعة استثمارية مرؤوسة من قبل بوش، مقابل 89 مليون دولار أمريكي، امتلك منها حصة لا تتجاوز الـ1%، وربما يدفعنا ذلك للبحث أكثر خلف شغف هذا الرجل بالرياضة.

طبقًا لمجلة «Newsweek» التي أجرت حوارًا مع الرئيس الأمريكي الأسبق سنة 2000 حول فترة شبابه، فقد قادته الرياضة إلى السياسة، حيث أوضح للمحاور أنه استنتج مهاراته السياسية عقب خطاب قام به أمام مجموعة من لاعبي (كرة العصا/Stickball) -إحدى الرياضات الشبيهة للبيسبول- في أندوفر بولاية ماسوشيستس، ما يعني أنه ربما قد سبق له أن مارس هذه اللعبة لفترة طويلة على الأقل.

كان جورج بوش (الأب) لاعبًا لفريق ييل للبيسبول في فترة الأربعينيات، وهو ما ساعده على تدريب نجله منذ سن صغير على ممارسة اللعبة التي تحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية.

في عام 1992 أخبر بوش صحفي جريدة أتالانتا أنه كان قد مثّل فريقًا للبيسبول في مراحل البراعم، وهو ما أكّد عليه «جون بيزيلو» مدير المدرسة الابتدائية التي درس بها، مشيرًا إلى أنه كان لاعب بيسبول جيدا مقارنةً بعمره في ذلك الوقت.

لكن لم يكن هذا رأي «فاي فنسنت»، أحد أشهر مسؤولي رياضة البيسبول في الولايات المتحدة، حيث كوّن وجهة نظر حول إمكانيات الفتى الصغير آنذاك، لأنه كان يعاني من مشكلة رئيسية وهي أنه ضارب سيئ للكرات.

لذلك، وحتى بعدما حاول جورج بوش الابن أن يتميز في رياضة البيسبول لم ينجح مطلقًا، ما جعله يحوّل اهتمامه ليصبح لاعبًا بإحدى فرق كرة السلة الثانوية بالمدرسة، لكنه كذلك لم ينجح، فحسب من عاصروه بهذه الفترة، كان جورج رياضيًا متوسطًا، على عكس المطلوب بكرة السلة، كما أنه كان لا يستطيع التحكّم بالكرة سوى باليد اليمنى، ما جعل مراقبته أمرًا سهلًا للغاية على المنافسين.

من كل بستان زهرة

جورج بوش

في عام 1965، نجح جورج بوش الابن في الحصول على فرصة المشاركة مع فريق جامعة ييل، ولكنه كان يعرف بداخله أنه لاعب بيسبول متوسط المستوى، حيث نشر في سيرته الذاتية أن موهبته لم تكن تضاهي حماسه أبدًا، وربما يجب أن نقف قليلًا عند حماسته.

الرجبي

بعد أن أصبح بوش مرشحًا لرئاسة أمريكا، انتشرت صورة يعود تاريخها لفترة دراسته بجامعة ييل، وهو يمارس رياضة الرجبي ضمن فريق الجامعة، وكانت مقتطعة من كتاب ييل الذي يصدر سنويًا مرفقة بقطعة افتتاحية حديثة في لوس أنجلوس تايمز بقلم جيم سليبر، الذي كان طالبًا جامعيًا في ييل مع بوش.

على كلٍ لم تكن الصورة التي أرفقها سليبر بقطعته ذات مغزىً محدد، لكنها كانت عبارة عن كنقطة انطلاق لمناقشة شخصية بوش، وهي وسيلة بلاغية جيدة ولكن من غير المرجح أن تؤثر على الناخب المتردد.

كانت لعبة الرجبي واحدة من العديد من الرياضات الجماعية التي لعبها بوش في جامعة ييل، حيث يعتقد أنّ خلال سنته الأولى فقط لعب كرة القدم، الرجبي، البيسبول، كرة السلة.

الركض

بذكر الانتخابات الرئاسية؛ يتميز السباق الرئاسي بفوز المرشح صاحب النفس الأطول على الإطلاق، وبعد أن أيقننا أن جورج بوش لم يتفوق في الرياضات التي تنطوي على مهارات حركية دقيقة، يجب أن نشير إلى أنه كان عداءً ممتازًا منذ عام 1972 تقريبًا.

فحتى وإن كان بعض الرؤساء الآخرين قد تم التقاطهم بواسطة عدسات الكاميرات وهم يركضون من أجل اللياقة بما في ذلك كارتر وكلينتون، لكن من حيث القدرة والإنجاز، تفوق بوش على أسلافه في البيت الأبيض.

على الرغم من أن الإصابات قللت من ممارسته للركض خلال فترة رئاسته، إلا أن بوش لديه جهاز مشي على متن طائرة الرئاسة، لكن دعنا نخبرك عن مدى جودته بشكل مفصل.

  • في يناير 1993، أنهى «ماراثون هيوستن» في (3:44:52) وهو الرئيس الوحيد الذي تمكن من قطع تلك المسافة على الإطلاق.
  • في الثمانينيات تمكّن من إنهاء ماراثون بوسطن، ولكن لا يوجد سجل رسمي لإنجازه، ولم تقدم حملته مزيدًا من التفاصيل على الرغم من الاستفسارات المتكررة.
  • في وقت مبكر من رئاسته، ظهر بوش على غلاف عدد أكتوبر 2002 من مجلة (Runner’s World)، وفي مقابلة مع المنشور، قال إن روتينه المعتاد هو الركض 5 أو 6 مرات في الأسبوع.
  • في يونيو 2002، أجرى سباقًا على الطريق لمسافة 3 أميال في الوقت الرسمي الساعة 20:29، يمكن فقط لمعظم العدائين الذين يبلغون من العمر 55 عامًا أن يحلموا بتحقيق رقم كهذا.

لماذا كان بوش مهووسًا بالرياضة؟

حقيقة لا نمتلك سوى تفسيرين لهذا الأمر، الأول هو رغبته في أن يظهر كشخص يشبه والده الذي عرف عنه كونه رجلًا رياضيًا، وهو ما منحه تقديرًا مضاعفًا، خاصةً وأن معظم الروايات التي سردها بوش عن تفوقه الرياضة بمرحلة الشباب ثبت عدم صحتها، بل تراجع هو عنها بوقت لاحق، لذلك ربما أراد أن يستخدم الرياضة كمادة دعائية له.

أما التفسير الثاني فيأتي على لسان سكوت ليندلو، صحفي (أسوشيتيد برس) الذي سبق له وأن رافق جورج بوش بإحدى الرحلات، والذي يزعم بأن الرئيس الأمريكي الأسبق كان مهتمًا بالرياضة رغبة منه في حرق الدهون، حيث كان يداوم على التحقق من نبضات قلبه، ومعدل ضغط الدم لديه، وربما كان هذا الجانب الذي لم نكن نعرفه عنه.

في النهاية؛ ربما تختلف وجهات نظرنا حول جورج بوش الرئيس، لكن الأكيد أنه كان كسائر البشر، يريد أن يمارس الرجبي ككل الأمريكيين، يحب الجولف، يستمتع بكرة السلة، لكنه كان عاديًا، في حين نعتقد أن من يصل إلى هذه المرتبة لا يمكن أن يوصف بالعادي.

المصدر
مصدر مصدر 1مصدر 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى