ثقافة ومعرفة

حقائق لا يعرفها الكثيرون عن «أبيار علي»

كلُّ من ذَهبَ لمكة المكرمة والمدينة المنورة لأداء فريضة الحج أو العمرة، يعرف تمامًا هذا الاسم وهذا المكان «أبيار علي»، بل ويحفظه عن ظهر قلب، فهذا هو المكان الذى يُحرِمُ- يرتدون ملابس الإحرام- منه الحجيجُ القادمونَ من المدينة إلى مكة المكرمة، ومصطلح «أبيار علي» مصطلح حديث، فقد كان فى عهد الرسول-صلى الله عليه وسلم- يُسمى هذا المكان «ذا الحليفة».

الجديد في الأمر، أن الشائع بين الناس هو أن هذا المكان يُسمى بذلك نسبة للإمام على بن أبى طالب، كرم الله وجهه.. لكن المفاجأة أنه يسمّى نسبة إلى (على بن دينار)، السلطان السودانى، ومقوله إن نسبة لعلى بن أبى طالب خطأٌ شائعٌ، ضمن جُملة الأخطاء التى نرددها فى أبواب المعرفة كافة.. وإليكم القصة كاملة.

علي بن دينار، هو شخصية ثريّة وكريمة، فهو سلطان دارفور بالسودان.. وقد جاء ذات مرة عام 1898م إلى هذه المنطقة « أبيار علي» قاصدًا الإحرام، فساءت حالته لما رآه من إهمال واضح يعانى من الحجيج، سواء فى المنطقة، أو مسجد ذى الحليفة، فقرر حفر الآبار رأفة بالحجيج وللتخفيف عنهم، فأقام فى المكان وعمّره، حتى سمى المكان باسمه، (أبيار علي بن دينار).

من الشخصية الحقيقية لصاحب «أبيار علي»؟

 

إنجازات

ومن إنجازات هذا الرجل وإسهاماته للحجيج ومكة، إرساله الكسوة للكعبة المشرفة، حيث ظل يرسلها ٢٠ عامًا كاملة من أحد المصانع المخصصة لذلك بمدينة فاشر بدارفور، وهذه المنطقة تحديدًا « دارفور» مشهور أهلها بالقرآن والصلاح.

كما أن مسلمي أفريقيا يسمون منطقة دارفور «دفتى المصحف»، لكثرة الحافظين والدارسين والقارئين له من أهلها، وكان فى الأزهر الشريف حتى وقت قريب رواق اسمه «رواق دارفور»، كان أهل دارفور لا ينقطعون عن إتيانه ليتعلموا فى الأزهر الشريف.

ولعلي بن دينار قصر في السودان، حاليًا هو المقر الرسمى لمحافظى مديرية دارفور حتى عام 1976م، وبه مقتنيات السلطان على بن دينار الخاصة والهدايا والغنائم والتراث، ويزوره الأجانب العاملون بالمنظمات الدولية.

وأصبح هذا القصر مقصدًا سياحيًا للأجانب خاصة الذين يعملون بالمنظمات، علاوة على منتزه لمواطني الفاشر الذين يقضون فيها أوقاتهم فى العطلات، وقبلة للطلاب الذين يراجعون فيه دروسهم تحت أشجاره الظليلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى