يمكن تعريف الفتق ببساطة، بأنه ضغط من أحد أجزاء الجسم الداخلية على نسيج ضعيف، مع تطور هذا الفتق بمرور الوقت، ولكن كيف يحدث الفتق عند الأطفال، وما أعراضه ودرجاته، وكيف يمكن علاجه؟
كيف يحدث الفتق؟
يحدث الفتق بصورة شائعة للغاية عند الأطفال، إذ يمكن أن يولد الطفل بفتوق متعددة، كما يولد بعض الأطفال بفتحات صغيرة داخل الجسم، والتي تنغلق في مرحلةٍ ما أثناء النمو، بل يمكن أيضًا أن تنضغط الأنسجة المجاورة لتلك الفتحات وتتحول إلى فتق، على عكس الفتق الذي يحدث عند البالغين، فلا تمثل تلك المناطق دائمًا ضعفًا في الجهاز العضلي، ولكنها مناطق طبيعية لم تغلق بعد.
يمكن أن يسبب الإجهاد أو الإصابة بالفتق ضعفًا في جدار العضلات، إلى جانب تركز الأعضاء المجاورة في المنطقة الضعيفة، من ثم تصبح فتقًا، ولكنه أمر شائع حيث يعد إصلاح الفتق من أكثر العمليات الجراحية انتشارًا لدى الأطفال، لكن ينبغي أولًا معرفة أعراض الفتق ودرجاته وأشكاله، حتى يحصل الطفل على الرعاية الطبية المناسبة.
درجات الفتق عند الأطفال
يوجد العديد من أنواع الفتق المختلفة عند الأطفال منها ما هو شائع للغاية، وتتمثل درجات الفتق فيما يلي:
الفتق الأربي
يعد الفتق الأربي أكثر أنواع الفتق شيوعًا، حيث يصيب نسبة كبيرة من الأطفال قد تصل إلى 80%، إلى جانب أن هذا النوع من الفتق يصيب أسفل البطن والسرة والفخذ، مما يؤدي إلى حدوث تورم شديد لدى الأطفال الذكور، بالإضافة إلى ظهور انتفاخ شديد في الشفرتين أو الفخذ عند الإناث.
أنواع الفتق الأربي عند الأطفال
يظهر نوعان من الفتق الأربي عند الأطفال، ويتبيّن على النحو التالي:
- الفتق الأربي المباشر: يحدث هذا النوع من الفتق عندما تضعف عضلات البطن بشدة، مما يؤدي إلى ظهور جزء من البطن في القناة الأربية، كما أن هذا النوع من الفتق الأربي المباشر يصيب نسبة صغيرة جدًا من الأطفال، ولكنه يصيب نسبة كبيرة من البالغين.
- الفتق الأربي غير المباشر: يحدث هذا النوع من الفتق نتيجة الفتح المستمر للقناة الأربية لفترة زمنية معينة، مما يؤدي إلى خروج الأمعاء من تلك القناة، ويمكن اكتشاف هذا النوع من الفتق في السنة الأولى للطفل.
الفتق السري
يعد الفتق السري من أكثر الأنواع الشائعة أيضًا لدى عدد كبير من الأطفال، خاصةً للأطفال الأقل من 6 أشهر، ويحدث هذا النوع من الفتق عندما يخرج الحبل السري من جدار بطن الطفل، مما يتسبب في إغلاق فتحة الجدار بشكل دائم، مع الأخذ في الاعتبار أن السرة تنتفخ عند إصابة الطفل بهذه الدرجة من الفتق، مما يزيد الشعور بالألم.
كما أنه أحيانًا لا يحتاج إلى تدخل طبي، فقد يتعافى الطفل منه بشكل دائم بعد السنة الأولى، ولكن ينبغي على الوالدين استشارة الطبيب في هذه المسألة حتى لا يؤثر الانتظار بشكل سلبي على صحة الطفل.
الفتق الجراحي
تحدث هذه الدرجة من الفتق عند خضوع الطفل لعملية جراحية في البطن أو الفخذ، لأن أمعاء الطفل تخرج جزئيًا أو كليًا من الفتحة الجراحية، مما يؤثر سلبًا على الطفل وقد يؤدي إلى العديد من الأمراض الخطيرة.
لذلك يجب أن يخضع الطفل إلى عملية سريعة لإعادة الأعضاء الخارجية إلى مكانها داخل البطن، كما يجب أن يخضع الطفل للعلاجات الطبية التي تتناسب مع حالته، لتجنب الآثار الجانبية الخطيرة التي قد تؤدي إلى الوفاة.
عوامل الخطر في الفتق الجراحي عند الأطفال
يوجد العديد من الأعراض والعوامل الخطيرة التي تؤثر على إصابة الطفل بالفتق الجراحي، وتحدث هذه العوامل خلال ما يلي:
- إذا تعرض الطفل لمضاعفات خطيرة.
- خضوع الطفل لعملية جراحية طارئة.
- إذا تناول الطفل العديد من الأدوية والعلاجات الطبية.
- إذا أصيب الطفل بالعديد من الأمراض الخطيرة والمزمنة.
الفتق الشرسوفي
تحدث هذه الدرجة من الفتق نتيجة تعرض المنطقة الأربية للالتواء الشديد أو اللف، ويصعب تشخيص هذا النوع في الغالب من قبل الأطباء المتخصصين، بسبب عدم ظهور العلامات المصاحبة الخاصة له، حيث تؤدي الإصابة بالفتق إلى ألم شديد، نتيجة إصابة كيس الصفن ببعض الأمراض الخطيرة دون أن يعاني الطفل من أي أورام أو التهابات خطيرة، مما يؤدي إلى استمرار الألم لفترة طويلة نسبيًا.
لذا يجب في هذه الحالة استشارة الطبيب بأسرع ما يمكن، إذا شعر الطفل بضغط شديد وألم في منطقة البطن، خاصةً عند القيام بالأشياء التالية: العطس، الضحك، الإجهاد لأي سبب، والسعال.
فتق الحجاب الحاجز
يحدث هذا النوع الخطير من الفتق غالبًا، بسبب تحرك جزء كبير من الأجزاء الداخلية من المعدة نحو منطقة الصدر، بحيث يمكن تشخيصه بواسطة منظار المعدة أو الأشعة السينية أو المقطعية، كما يتطلب تدخلاً طبيا دقيقًا، حتى يتعافى الطفل من الآلام الشديدة الناتجة عن إصابته بالعدوى.
حيث تظهر أعراضه في صعوبة التنفس، مما يمنعه من النوم لفترات طويلة، إلى جانب ظهور صفير قوي أثناء التنفس، مع الإصابة بالحموضة وارتجاع المريء الذي يصعب علاجه أو التخلص منه.
درجات الفتق التي تستدعي التدخل الطبي عند الأطفال
يعرف الفتق بشكل عام بأنه من الأمراض الخطيرة، التي تتطلب استشارة الطبيب في أسرع وقت ممكن، ويوجد نوعان فقط من الفتق الخطير الذي يصيب الكثير من الأطفال:
- الفتق المحبوس: ويحدث هذا النوع عند وجود ضغط قوي على أنسجة الجسم، مما يؤدي إلى خروجها من الداخل، مما تؤثر سلبًا على الأنسجة.
- الفتق المختنق: يمثّل هذا الفتق أكثر الأنواع الخطيرة التي تؤثر على تدفق الدم، إلى بعض أجزاء جسم الطفل.
علاج الفتق عند الأطفال
تعد الجراحة من أفضل الطرق المستخدمة في علاج الفتق، حيث يلجأ الكثير من المتخصصين إلى هذه الجراحة بعد بلوغ الطفل سن معينة، حتى لا تؤثر عليه بشكل سلبي وتتمثل أنواع جراحات الفتق فيما يلي:
- الجراحة المفتوحة: تتم الجراحة المفتوحة عن طريق عمل فتحة خاصة في مكان الفتق، بحيث يقوم الطبيب المعالج بإعادة الأنسجة إلى مكانها الطبيعي، وأحيانًا يقوم الطبيب بعمل دعامة في موقع الفتق للتغلب على ضعف العضلات.
- الجراحة التنظيرية: يعتمد هذا النوع من الجراحة على عمل ثقوب محددة في موقع الفتق، بحيث يمكن للطبيب إدخال الأدوات المستخدمة في العمليات الجراحية التي يمكن من خلالها عودة جميع الأنسجة والخلايا إلى أماكنها الطبيعية.
هل هناك أي علاجات منزلية لعلاج الفتق عند الأطفال؟
بصرف النظر عن العلاجات الطبية المخصصة لعلاج الفتق عند الأطفال، إلا أنه يمكنك مساعدة طفلك ببعض العلاجات المنزلية لحين الخضوع للفحص الطبي، وتتمثل تلك العلاجات فيما يلي:
- الماء: يمكنك إعطاء طفلك بعد كل وجبة كمية كافية من الماء، حيث تحسن من حركة الدورة الدموية، إلى جانب تقليل الضغط في حركة الأمعاء.
- الصبار: يمكنك إضافة قليل من عصير هلام الصبار إلى الطعام، إذا كان عمر الطفل أكبر من 6 أشهر، أما إذا كان أصغر سنًا فيمكنك إعطاؤه بضع ملاعق صغيرة ولكن بعد استشارة الطبيب المعالج.
- التوت: يعد التوت أحد أفضل العلاجات الطبيعية للفتق السري، كونه غنيا بمجموعة من مضادات الأكسدة، ونسبة كبيرة من الألياف التي تساعد في تقوية جهاز المناعة.
- الخضروات الخضراء: وتتمثل في البروكلي، والفلفل، والخيار، والسبانخ، حيث تحتوي هذه الخضروات على نسبة مرتفعة من الألياف، والفيتامينات، والمعادن التي تساعد في الحماية من أضرار وأعراض الفتق.