أصيب بمرض خطير منعه من الحركة تماما، لكنه استمر في ممارسة عمله وهوايته المتمثلة في الرسم، حتى نجح في الإبداع عبر تحريك عينيه فقط، إنه الرسام الفنان، فرانسيس تساي.
مبدع يصاب بالمرض
ولد فرانسيس تساي صاحب الأصول التايوانية اليابانية، في ولاية هاواي الأمريكية في عام 1967، حيث نشأ على حب الفن وتحديدا الرسم، ما أهله ليصبح واحدا من أشهر فناني الرسم بالقصص المصورة Comics، إذ عمل على مدار فترة شبابه مع عالم مارفل السينمائي، فيما اشترك في أفلام شهيرة كفنان مفاهيمي أو تصوري، قبل أن يشارك كذلك في بعض من الألعاب الإلكترونية، بفضل مهاراته في عالم الرسم.
في عام 2010، وبينما كان فرانسيس في أوج تألقه الفني والعملي، اكتشف الرسام الأربعيني إصابته بمرض ALS، المعروف باسم التصلب الجانبي الضموري، حيث تسبب هذا المرض الخطير في البداية في فقد فرانسيس لقدرته على تحريك يديه وذراعيه، الأمر الذي بدا وكأنه ينهي أحلام الرسام الشاب، الذي لم ييأس رغم ذلك.
نجح فرانسيس في إتقان استخدام قدميه، للحد الذي ساعده على الرسم على الهاتف، عبر استخدام قدمه اليسرى للإمساك بالهاتف الآيفون الخاص به، واستعمال الإصبع الأكبر لقدمه اليمنى من أجل الرسم بمهارة فائقة فاجأت كل من حوله، إلا أن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد كما هو معتاد بالنسبة للمرض الخطير، حيث تسبب لاحقا في فقدان فرانسيس لقدراته على استخدام قدميه وساقيه أيضا.
الرسم بالعينين
أصبح الأمر محبطا بالنسبة لجميع المحيطين بالمبدع فرانسيس تساي، بعدما شاهدوه تجرد رغما عنه من أسلتحه كافة، إلا أن هذا الشعور باليأس والإحباط لم يتملك يوما من فرانسيس، الذي أذهل محبيه بطريقته الحديثة في الرسم، والمتمثلة في الرسم باستخدام حركة العينين.
نجح فرانسيس في الاستعانة بتقنية تتبع العينين، التي ساهمت في تواصله مع شاشة الأجهزة الإلكترونية أمامه، بما يساعده على الرسم بإتقان كعادته، ما كان شبيها بالسحر لكل من أدرك قدرة هذا الفنان على الإبداع رغم الظروف القاسية، والذي قال يوما: “بعيدا عن مرضي الخطير، أنا لا يمكنني الشكوى من أي شيء، فالكل يقف إلى جانبي من أجل تقديم المساعدة، وتسهيل الحياة بالنسبة لي قدر الإمكان”.
في النهاية، نجح فرانسيس تساي في مقاومة المرض بشتى الطرق، حتى وافته المنية في عام 2015، ولكن بعدما أثبت للجميع أنه فنان من طراز خاص، يمكه الإبداع حتى وإن لم يقو جسده على الحراك.