ظهر مرض إنفلونزا الطيور منذ زمن طويل، وما زال يحوم إلى الآن حول بعض البلدان لأسباب شتى، فيكون شغل أهل هذه البلدان الشاغل التعرف على ما الذي يسبب مرض انفلونزا الطيور وكيف يمكن علاجه والوقاية منه فيما بعد، ولهذا سنتناول في مقال اليوم أسباب وأعراض ووسائل التشخيص وعلاج مرض انفلونزا الطيور، وفي النهاية سنوضح من هم أكثر الأشخاص المعرضين للإصابة وكيفية الوقاية منه.
ما هو مرض انفلونزا الطيور؟
يعتبر مرض انفلونزا الطيور عدوى فيروسية تنتقل بين مختلف الطيور كالبط والدواجن، وعلى الرغم من أنها تنتقل بين الطيور فقط إلا أنها قد تؤثر في صحة الإنسان بالسلب في حالات معينة، وذلك إذا اتصل بشكل مباشر مع الطيور المصابة بهذا الفيروس، أو بسبب عدة عوامل سنعرضها لاحقًا، ويمثل هذا المصاب خطرًا على الأصحاء عند اتصاله بهم، حيث يمكن أن تنتقل إليهم العدوى تباعًا، وقد تسبب الوفاة.
يعتبر فيروس (H5N1) من أكثر أنواع انفلونزا الطيور انتشارًا؛ إذ يعد أولى الفيروسات التي أصابت البشر، والذي تم اكتشافه لأول مرة عام 1997 في الصين، وهو ما أدى إلى وفاة ستين بالمائة من المصابين.
ما الذي يسبب مرض انفلونزا الطيور؟
الأصل في مرض انفلونزا الطيور أنه لا ينتقل إلى البشر إلا في حالات نادرة بسبب بعض العوامل التي سنوضحها في النقاط التالية:
- لمس البشر لبراز الطيور المصابة بسيلان الفم أو الأنف أو العين.
- استهلاك لحوم وبيض الدجاج المصاب بالعدوى دون طهي جيد، حيث ينتقل مرض انفلونزا الطيور إلى الأشخاص الذين يتناولون البيض النيء أو اللحم غير المطهي؛ لذا يجب طهي لحم الدواجن على درجة حرارة 165°.
- تنشط برودة الطقس مرض انفلونزا الطيور وتزيد من انتشاره، ولهذا نلاحظ انتشار هذا المرض في فصل الشتاء، أو في دول دون أخرى نتيجة لبرودة الجو.
- لمس الطيور المصابة أو الأسطح التي تتناثر عليها ريش هذه الطيور، أو ملامسة إفرازات العين أو الفم أو الأنف للطيور المصابة.
- الازدحام في الأسواق المفتوحة التي يباع فيها الطيور والبيض في ظروف غير صحية يسبب انتقال العدوى وانتشارها سريعًا.
ما أعراض مرض انفلونزا الطيور؟
عندما يصاب الإنسان بمرض إنفلونزا الطيور وإن كان هذا الأمر نادرًا فإنه يشعر ببعض الأعراض الشائعة التي تتمثل في التالي:
- السعال.
- القيء.
- سيلان الأنف.
- صعوبة التنفس.
- الشعور بالصداع.
- آلام البطن والعضلات.
- الإسهال.
- التهاب الحلق.
- الحمى، حيث تصل درجة حرارة المصاب إلى 38 درجة مئوية.
- ألم الصدر والنزيف اللثوي.
- التهاب الدماغ.
مضاعفات مرض انفلونزا الطيور
تتطور أعراض العدوى في بعض الحالات لتصل إلى مضاعفات قد تكون خطيرة؛ إذ يمكن أن يصاب المريض بالالتهاب الرئوي أو نقص الأكسجين في الدم أو ضعف الكلى أو توقف التنفس أو التعرض للمشكلات القلبية أو حدوث الخلل المتعدد للأعضاء أو الإصابة بالعدوى الفطرية الثانوية والجرثومية، أو الإصابة بالعين الوردية، وحدوث نوبات الصرع وتدهور الحالة العقلية للمريض، وهمود الرئة.
قد يتعرض المريض إلى الصدمة، وهي تعتبر إحدى المضاعفات الخطيرة التي يسببها مرض انفلونزا الطيور، كما يمكن أن يصاب بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة، وأخطر ما يمكن أن يحدث هو الوفاة، وهي تختلف نسبتها حسب السلالة المصاب بها المريض، حيث تبلغ معدلات الوفيات المتعلقة بالسلالة (H7N9) نحو 37%، في حين تبلغ معدلات الوفيات المتعلقة بالسلالة (H5N1) نحو 55%.
كيفية تشخيص مرض انفلونزا الطيور
تتشابه بعض أعراض مرض أنفلونزا الطيور مع أعراض الإنفلونزا العادية؛ لذا لا يمكن الاعتماد على تشخيص المرض من الأعراض، ولهذا يستخدم بعض الأطباء اختبارًا يسمى (influenza A\H5) لتشخيص الإصابة في خلال أربع ساعات فقط، فقد تم اعتماده من قبل مراكز السيطرة على الأمراض، وعلى الرغم من ذلك فهو غير منتشر في جميع البلدان؛ لذا يعتمد الأطباء على وسائل أخرى في التشخيص.
يستخدم الأطباء اختبار التسمع الذي يكشف عن وجود أصوات ليست طبيعية في نفس المصاب، واختبار كشف البلعوم، وقياس تباين خلايا الدم البيضاء، وإجراء الأشعة السينية على الصدر، وقد يلجأ الأطباء إلى إجراء فحوصات أخرى للتحقق من وظائف الكبد والكلى والقلب.
علاج أنفلونزا الطيور
قد لا تكون معرفة ما الذي يسبب مرض انفلونزا الطيور مفيدة حينما يصاب الشخص فعلاً بهذا المرض، فحينها يلزم تلقي العلاج تفاديًّا لحدوث المضاعفات الخطيرة التي عرضناها أعلاه، ونظرًا لتعدد الأعراض التي تصاحب هذا المرض فإن العلاجات التي يصفها الطبيب تتعدد أيضًا حسب حالة المريض، ففي العادة يصف الطبيب الأدوية المضادة للفيروسات والتي يتلقاها المريض خلال ال48 ساعة من بدء ظهور الأعراض.
من أمثلة الأدوية المضادة للفيروسات (zanamivir) أو (oseltamivir) أو (rimantadine) أو (amantadine)، وفي حال تطور الفيروس فإنه لا يستجيب إلى هذه الأدوية، والجدير بالذكر أن الطبيب يمكن أن يصف بعض الأدوية المضادة للفيروسات للمقربين من المريض كإجراء وقائي حتى وإن لم يكونوا مصابين بالمرض، بالإضافة إلى عزل البقية عن المريض تفاديًّا لانتشار الفيروس.
من هم الأشخاص المعرضون للإصابة بمرض انفلونزا الطيور؟
من الأشخاص الذين تزداد احتمالية إصابتهم بمرضى الطيور هم الذين يربون الدواجن والكتاكيت، أو الذين يأكلون البيض النيء ولحم الدجاج النيء، وكذلك المسافرون إلى البقع المتوفر بها الدجاج المصاب، فضلاً عن مقدمي الرعاية المخالطين للأشخاص المصابين بالمرض.
كيفية الوقاية من مرض انفلونزا الطيور
هناك العديد من الإجراءات الاحترازية التي يجب اتباعها لتجنب الإصابة بمرض أنفلونزا الطيور، ومن هذه الإجراءات ما يلي:
إجراءات المسافرين
إذا كنت مسافرًا إلى الدول الشائع عنها انتشار مرض انفلونزا الطيور، مثل: دول جنوب شرق آسيا، يجب عليك اتبع بعض النصائح لتقي نفسك من هذا الفيروس، فاتبع ما يلي:
- احرص على غسل يديك بشكل مستمر، وذلك باستعمال معقم اليدين الذي يحتوي على نسبة 60% من الكحول.
- ابتعد عن المناطق التي تتوفر بها الدواجن قدر المستطاع كالأسواق المفتوحة والمزارع الصغيرة والمناطق الريفية.
- تلقى لقاح أنفلونزا الطيور لتقلل من احتمالية إصابتك بالفيروسات بشكل عام، وفيروس انفلونزا الطيور بشكل خاص.
إجراءات التعامل مع الدواجن
لا تمتنع بشكل تام عن تناول الطيور أو البيض، ولكن احرص على طبخهم جيدًا قبل تناولهم، وذلك لأن درجة الحرارة العالية تقضي على الفيروسات والبكتيريا التي تحملها هذه الطيور كالسلمونيلا وغيرها، ومع هذا ينصح باتباع التعليمات التالية:
- اغسل جميع ألواح التقطيع والأسطح والأوعية التي لامستها الدواجن النيئة باستخدام الصابون والماء الساخن.
- ابتعد عن تناول البيض النيء، حيث تحتوي غالبية قشور البيض على فضلات الطيور المصابة التي تنقل عدوى الفيروس بصورة كبيرة.
- تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على البيض غير المطبوخ جيدًا أو البيض الخام.
- احرص على طهي الطيور جيدًا، وخاصة الدواجن، والمقصود بطهي الدواجن الجيد أن تصل درجة حرارتها الداخلية ل 74 درجة مئوية، وأن تكون العصارة نقية.
قدمنا في هذا المقال ما الذي يسبب مرض انفلونزا الطيور للبشر، وما هي الأعراض التي تنتابهم في بداية الإصابة، والأعراض المتطورة التي قد تسبب المضاعفات الخطيرة، كما عرضنا الطرائق التي يلجأ إليها الأطباء في التشخيص والعلاج المستخدم، وكيفية الوقاية من هذا المرض، فاحرص على اتباع هذه الخطوات لتتفادى الإصابة.
اقرأ أيضًا: