آراء ومساهمات

مصطفى محمد يكتب: دروس مجانية من كريستيانو شوارزينجر

عزيزي القارئ، قد يبدو لأول وهلة من العنوان أنني بصدد المقاربة في التناسق والتكامل الجسمي والبدني، بين ظاهرة كرة القدم كريستيانو رونالدو، مع صاحب الـ6 ألقاب متتالية (مستر أولمبيا) الأسطورة أرنولد شوارزنيجر.

ومن يفعل ذلك لم يخرج عن السياق الموضوعي لأوجه التشابه بينهما، خاصة بعد نشر تقارير القياسات البدنية والطبية لصاروخ ماديرا، عقب توقيعه ليوفنتوس الإيطالي، حيث أظهرت أن لياقة  صاحب الـ33 عاما ونصف تفوقت على متوسط معدلات اللاعبين في عمر الـ20!

فقد بلغت نسبة الدهون في جسد رونالدو 7%، وهي النسبة التي بدت “مذهلة”، حيث أن متوسط النسبة ذاتها للاعبي كرة القدم المحترفين في الـ20 من العمر تبلغ 1112%. كما كشفت الفحوصات أن نسبة الكتلة العضلية في جسد الجناح البرتغالي 50%، في حين أن متوسط الكتلة العضلية للاعبين أصحاب العشرين عاما تبلغ 46%.

ورغم هذه الحقائق المذهلة، إلا أنني أعتقد أن وجه الشبه بين كريستيانو و شوارزينجر ليس بدنيا في المقام الأول!

بل إن ابهار القوام، انعكاس لعبقرية التفكير..

أيقظ قواك الخفية

مصطفى محمد يكتب: دروس مجانية

على عكس ما قد يتوقعه الكثيرون، فإن رونالدو وأرنولد لا يملكان جينات الموهبة الفطرية، سواء في فنون كرة القدم أو التمثيل ولا في السياسة أو حتى في الكاريزما الشخصية! اللهم جسد ممشوق قابل للبناء مثل ملايين غيرهما!

ولكنهما يملكان ما هو نادر عند معظم البشر، إلا قليل.. لديهما الإرادة الفولاذية، وطموح بلا سقف، فبالتدريب والتكرار وعدم الملل أتقنا الأداء لدرجة جعلتهما الرقم الصعب كل في مجاله. بالإضافة لما يتمتعان به من جرأة اتخاذ القرارات الصعبة وبأريحية شديدة.

يقول الكاتب الأمريكي أنتونى روبنز، الباحث في مجال تطوير الذات : “اللحظة التي تتخذ بها قرارا هي اللحظة التي تغير قدرك”.

وقد علق أرنولد شوارزنيجر على كتاب روبنز الشهير ” أيقظ قواك الخفية “ قائلا” : (ليس مجرد نصائح من صديق، إنه كتاب لا يمكن الاستغناء عنه).

وعند سؤال شوارزنيجر عن القواعد التي بنى عليها نجوميته وشهرته العالمية في الرياضة والفن والسياسة قال :

” اجعل لك رؤية، لا تجعل تفكيرك صغيرا، تجاهل المشككين، ابذل مجهودا، لا تأخذ فقط.. أعط أيضا”.

أما كريستيانو رونالدو، فقد طبق كل ما سبق، وأبى أن يدخل المنعطف الأخير لمسيرته الاحترفية، قبل أن يعطينا درسا في كيفية بناء الطموح، بخلق دوافع وتحديات جديدة، ثم التغلب عليها، ليظل يصارع طواحين الهواء سابحا في فضاء المجد السرمدي…

متربعا على عرش قلعة الصناعة الإيطالية تورينو، بعد أن حكم مدريد 9 سنوات، والتي قدم إليها بعد أن قضى 3 أعوام كأسطورة من أساطير مانشستر يونايتد.

رحل المستكشف البرتغالي قبل أن يحترق في ” هولوكوست ” البرنابيو، الذي اعتاد اعتصار أفضل المواهب الفذة عبر التاريخ.. وهو أمر طبيعي بالمناسبة،، ولولاه ما كان ريال مدريد ” نمبر وان “.

ما يفعله الدون يجعلنا على يقين أنه..

عندما تؤمن بنفسك وقدراتك التي وهبها الله لك،،، وقتها لن يكون هناك مستحيل!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى