من هي والدة النبي صلى الله عليه وسلم؟ هي آمنة بنت وهب وكانت تندرج من بني زهرة بن كلاب، الذين عرفوا بأنهم بعظم مكانتهم في قريش، وكان أبوها سيد بني زهرة المعروف بحسبه وشرفه وهو وهب بن عبد مناف، أما أمها فكانت برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب، لذلك عُرف النبي بين قومه بأنه الأفضل نسبًا من طرف أبيه وأمه، حيث قال ابن هشام (فرسول الله «صلى الله عليه وسلم» أشرف ولد آدم حسباً، وأفضلهم نسباً من قِبل أبيه وأمه).
نشأة السيدة آمنة بنت وهب
اندرجت هذه السيدة العظيمة من أسرة عريقة النسب في قريش، وعُرفت بينهم بالأدب والشرف، ومن قام بت بيتها هو عمها (وهيب بن عبد مناف)، وكان يطلق عليها زهرة قريش؛ نظرِا لكونها من بني زهرة، وتقدم لخطبتها عبد الله بن عبد المطلب؛ نظرًا لما اشتهرت به أنها أفضل فتيات قريش موضعًا ونسبًا.
زواج السيدة آمنة بنت وهب
قبل الإشارة إلى قصة زواج آمنة بنت وهب سوف نشير في عجالة إلى قصة نذر عبد المطلب، الذي نذر لله انه سوف ينحر أحد أولاده الذكور، إذ رزقه الله عشرة منهم، وبعد أن رزقه الله العشر ذكور تقدم عبد الله لينفذ نذره، ثم قام بالقوغ بين أولاده؛ كي يعلم على من سيقع الاختيار، ليقع الاختيار على عبد الله أحبهم إلى قلبه، ليعيد القرع مجددًا ويفديه من الإبل عشر، ولكن الاختيار في القرع يقع مجددًا على ولده، ليزيد من الأبل عشر، وكل مرة يقع فيها السهم على ولده إلى أن يصبح عدد الإبل مائة ويقع السهم عليها ويسر عبد المطلب بنجاة ولده، وفدا ولده بنجر الإبل.
أما عن قصة الزواج فذهب عبد المطلب بولده عبد الله إلى سيد بني زهرة شرفًا وهب بن عبد مناف ليزوجه ابنته سيدة نساء بني زهرة آمنة بنت وهب، ليقيم عندها عبد الله تبعًا للعادات آن ذالك ثلاث ليلٍ، وحملت حينها آمنة بخير خلق الله سيدنا محمد صل الله عليه وسلم.
وفاة زوج آمنة بنت وهب
عندنا كانت آمنة بنت وهب حامل بسيدنا محمد في شهرها الثاني توجه زوجها عبد الله إلى بلاد الشام وعلى وجه التحديد في غزة بهدف التجارة، ولكن أثناء مرور القافلة بالمدينة المنورة خلال العودة مرض عبد الله مرضًا شديد، الأمر الذي جعله ينزل عند أحواله في بني النجار؛ أملًا في الاستشفاء ومن ثم اللحوق بالقافلة المتجهة لمكة، ولكن طال مرضه حتى شهر كامل وبعدها توفي عن عمر يناهز 25 عام فقط، وتم دفنه في دار النابغة، وترك ورائه خمس من الجمال، واحدة من الغنم، وجارية كنيتها أم أيمن وأسمها بركة.
ولادة آمنة بنت وهب
تقول آمنة أنها عندما حملت لم تشعر في هذا الحمل ما يشعر به النساء الحوامل من وحم أو ثقل، كما أنها أوضحت أنه قيل لها أثناء حملها (إنك قد حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع على الأرض فقولي أعيذه بالواحد من شر كل حاسد، ثم سمّيه محمدًا»، وبعد مرور شهور الحمل التسع ولدت آمنة في دار ابن يوسف، وتولت عملية الولادة أم عبد الرحمن بن عوف، وكانت ولادة سيدنا محمد في يوم الأثنين الموافق 12 ربيع الأول في عام الفيل، ذلك العام الذي حاول فيه أبرهة الأشرم هدم الكعبة بعد عزو مكة.
وفاة آمنة بنت وهبة
توفيت والدة الرسول آمنة في عام 48 قبل الهجرة، أي عام 575 ميلاديًا عن عمر يناهز العشرين عام، وكان آن ذاك يبلغ النبي من العمر ست سنوات فقط، إذ خرج حينها مع والدته وحاضنته أم أيمن رضي الله عنها إلى أخواله من بني عدي بن النجار، ثم ذهبت آمنة إلى قبر زوجها عبد بن عبد الله الموجود في دار النابغة، ثم نزلت به عند أخواله لمدة شهر، ثم عادت به إلى مكة، ولكن عندما بلغت أم الرسول الأبواء (هي مكان يقع بين مكة والمدينة) مع ابنها محمد وحاضنته توفيت ودفنت هناك، وبعدها أخذته حاضنته أم أيمن إلى مكة.
ختامًا نكون قد أجبنا على سؤال من هي والدة النبي صلى الله عليه وسلم؟ بشكل واضح ومستفيض، إذ قمنا بذكر جل ما يتعلق بالسيدة آمنة بنت وهب رضي الله عنها.
اقرأ أيضًا:
