الصحة النفسية

أهم نظريات الذكاء في علم النفس وتفسيرها

طالما بدأت البحث عن نظريات الذكاء في علم النفس؛ فأنت على قدرٍ عالٍ من الثقافة، حيث معرفة أن الذكاء ليس مجرد صفة يتصف بها البعض، وتتفاوت نسبته بين شخصٍ وآخر، بل هو كلمة واسعة المفهوم، حيث نال قدرًا كبيرًا من النقاش بين المتخصصين في علم النفس البشرية، والآن سوف نتعرف على كل ما يتعلق به من نظريات واختبارات وغيرها.

تعريف الذكاء

جميعنا لدينا الفهم العام فيما يخص معنى الذكاء، والذي يعني وجود مستويات عليا من التفكير المنطقي، الفهم الواعي للأمور، القدرة على حل المشكلات مهما كانت صعوبتها، أو قد يتم النظر له على أنه القدرات لدى الفرد على تكوين علاقات اجتماعية، القدرة على التعلم والتحصيل الدراسي، القدرة على الإبداع، والتكيف مهما كانت الظروف.

هذه هي الطرق المتعارف عليها فيما بيننا كأناسٍ غير متخصصين، أما فيما يتعلق بالبحث والتنقيب في النفس البشرية، وردت العديد من نظريات الذكاء في علم النفس والتي نتعرف عليها فيما يلي.

أهم نظريات الذكاء في علم النفس

واحد من أشهر علماء النفس يدعى “روبرت ستيرنبرغ” عرف الذكاء بأنه القدرة على التكيف مع البيئة المحيطة أيًا كانت ظروفها، فهل كانت تلك هي النظرية والمفهوم الوحيد للذكاء؟ بالطبع لا! حيث ظهرت العديد من النظريات التي توضح لنا كباحثين ومهتمين بهذا الموضوع لمعنى الحقيقي والسياق الذي تدور فيه تلك الكلمة، والتي منها:

نظرية تشارلز سبيرمان

نظريات الذكاء في علم النفس
نظرية تشارلز سبيرمان

اعتمد سبيرمان في تفسيره معنى الذكاء تبعًا لنظريته عام (1863-1945)، أنه يعبر عما يسمى الذكاء العام، حيث قام بعمل دراسات تحليلية لمجموعة من الأشخاص، واختبر قدراتهم في أكثر من اختبار، وخلُص في النهاية أن من أبلى بلاءً حسنًا في أحدهم، بالتبعية كان مميزًا في باقي الاختبارات، ومن هنا قال إن الذكاء يعني قدرة معرفية عامة ويمكن التعبير عنه على شكل نسبة أو عدد، ولكن يجب القول إن النظريات التالية له لم تتخذ من نظريته نقطة ارتكاز، بل طوروها بشكلٍ مغايرٍ تمامًا.

نظرية لويس ثورستون

نظريات الذكاء في علم النفس

سميت بنظرية القدرات العقلية الأولية؛ حيث اختلف مع سابقه من عدم اعتبار الذكاء واحدًا من القدرات العامة؛ بل هو مجموعة من القدرات التي تتكامل مع بعضها البعض وتشمل؛

  • الذاكرة المترابطة، والتي تقوم بربط الأحداث بنسقٍ معين لتصل في النهاية إلى نتيجة صحيحة.
  • اللباقة والفصاحة، وتلك القدرة لا يستخدمها الجميع بالطبع، بل تظهر بنسلٍ مختلفة مما يجعلها تندرج تحت معنى الذكاء.
  • الفهم اللفظي؛ بحيث لا يخفى عليه المعاني الكامنة خلف الألفاظ.
  • إدراك الحواس السريع؛ وهنا يتم التفرقة بين شخص لديه نسبة عالية من هذا الإدراك، وبالتالي هو أذكى ممن يمتلك النسبة الأقل.
  • الترتيب المنطقي حسب ما يُعرف بالمنطق، بحيث لا يدع مجالًا لدخول التوقعات غير المنطقية للتأثير على تفكيره.
  • القدرات الحسابية العددية.
  • التصوير البصري والمكاني.

نظرية هوارد جاردنر

نظريات الذكاء في علم النفس
نظرية جاردنر

هناك 8 أنواع من القدرات المكونة للذكاء، والتي عرفت تبعًا لنظريته “الذكاءات المتعددة” وقد توصل إلى أنه لا يمكن اعتبار تلك الذكاءات موروثة؛ بل من البديهي أنها مكتسبة ويتعلمها المرء عبر سنوات حياته؛ كلٌ حسب قدرته على الاستيعاب من تجاربه وخبراته.

  • الذكاء اللغوي واللفظي: تعني قدرة الشخص على التوظيف السليم للغة الكتابة أو الحديث، في المواقف المناسبة.
  • الذكاء المنطقي: وهو قدرة المرء على تحليل المشكلة التي يمر بها واستخدام قدرته على التفكير الجيد والبحث والتقصي عن الحقائق.
  • الذكاء الفردي: لا يقف الشخص اعتمادًا على غيره؛ بل يظل واثقًا بقدراته وما لديه من مهارات، ويواصل طريقه في التطوير منها قدر المستطاع.
  • الذكاء النغمي “الموسيقي”: هناك من لديهم ملكات خاصة بهذا النوع من القدرات؛ حيث يقلد النغمة كما هي.
  • الذكاء البيئي: يظهر من معناه قدرة الشخص على التعامل مع ظروف بيئته وكل ما تشمله بطريقة صحيحة.
  • الذكاء الاجتماعي: يعبر عن العلاقات الاجتماعية السليمة التي يمكن للشخص بنائها، وقدرته على التأثير في هؤلاء والتعامل معهم.
  • الذكاء التصوري: يعبر هذا النوع عن تخيل المساحات واستغلالها على الشكل الأمثل.
  • الذكاء الحركي: في حالة وجود هدف معين لديه؛ تجده يستخدم حواسه وحركاته بالشكل الذي يحققه.

نظرية روبرت ستيرنبرج

نظريات الذكاء في علم النفس
نظرية روبرت ستيرنبرج

بحث ستيرنبرج جيدًا في نظرية جاردنر السابق ذكرها؛ ليجدها مفتقدة 3 أنواع من الذكاء، لتظهر لنا واحدة من نظريات الذكاء في علم النفس، وهي ما أسماها “نظرية الذكاء الثلاثي”:

  • الذكاء التحليلي: هو الاختبار التقليدي للذكاء، وتعتمد على مدى الإمكانية في حل المسائل والمشكلات.
  • الذكاء الإبداعي: التفكير خارج الصندوق وعدم التقيد بالأفكار التقليدية، بل يعتمد على خياله.
  • الذكاء العملي: يربط الشخص بين كل الأمور ويختار ما يتوافق مع متطلبات بيئته، مع تفعيل خبراته وتجاربه التي اكتسبها على مدار عمره.
المصدر
مصدر 1مصدر 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى