آراء ومساهمات

وسام سعيد يكتب: 4 «بلاوي» تنتظرك بعد الأربعين!

مبرووك… كل سنة وإنت طيب… عديت الأربعين… قابل وقعَّد بقى!!

ليس هذا ـلا سمح الله- تهديدًا بالمستقبل، ولا دعوة للتشاؤم أو الخوف من خبايا وخفايا غير سارة قد تحملها الأيام، بقدر ما هو تلخيص معروف ومتكرر لشكل الحياة عند الرجال بعد «الأربعين».

فكل ما قد تنعمت به أو تشربته من راحة ومتعة طوال سنوات طفولتك وشبابك، سيصبح رصيدًا هامًا لك يعزيك ويقويك ويثبتك وقت المواجهة العاصفة مع ما يدعى «مشكلات منتصف العمر»، والتي تبدأ في الظهور والإعلان عن نفسها فورًا بعد إطفاء الشمع من فوق «التورتة» مباشرة، وفور أن يغادر المهنئون بيتك يوم عيد ميلادك، ويتركونك وحدك تواجه الطوفان.

هذه الظواهر لا تستأذنك، ولا تملك حيالها استعدادات خاصة، ولو تصورت أن لديك خبرة كافية من تحذيرات أصدقائك “الأربعينيين” فأنت واهم، هتتفاجئ يعنى هتتفاجئ… انسَ.. كان غيرك أشطر!!

وفي محاولة فاشلة للتحذير والسيطرة على الموقف، نحاول عبر هذه السطور رصد أهم 4 مصائب قد تتسلل ناعمة ثم تخترق وتصيب وتعطي درسًا حياتيًا يصب في مصلحتك بلا شك… يضاف إلى ما يصب فيها من عوامل خارجية أخرى.

1- النزوة الطائشة:

وحيال هذه الحفرة لا تحاول أن تدعي الشرف والطهر وتستبعد أن تصيبك سهامها، وقل لنفسك لعلها بقايا كبت من فترة المراهقة أو أمنيات محرمة دفينة لم تتحقق… فقط تأكد أنها كالخفاش الذي هجم عليك مباغتًا… قد يربكك لفترة ويمضى، وقد يلتصق في وجهك ولا يغادره إلا بالطبل البلدي!!

النزوة لا تطرق بابك ولا تخطرك قبل أن تباغتك، ولكنك فجأة تجد نفسك مضبوطًا ومتلبسًا بالوقوع فيها، والناس في التعامل معها نوعان..

الأول: يعي ويدرك أنها من كماليات وإكسسوارات سن الأربعين، فتمر عليه دون التورط في علاقة قد تعصف بحياته وتدخله في صراع مع ذويه لا طاقة له به.

والثاني: فاقد للسيطرة ينجذب لبريق «النزوة» ورائحتها الخادعة الأخاذة، فيدخل بقدميه «غرز» في رمال متحركة، وده بقى قولوا عليه «يا رحمن يا رحيم».. مش راجع تاني!!

2- الكرش وحزام الجنب:

ويعتبر امتدادًا لما أصاب جسمك من تحول وتبدل في شكله قبل وبعد زواجك، فالرجل الأعزب يظل رشيقًا ومتناسق الجسم قبل زواجه، ثم يبدأ في التحول لكائن غريب الأبعاد، بعد زواجه بـ 6 شهور، وهي غالبًا الشهور التي تحمل فيها زوجته، وكأنه يشاركها الوحم أو انفتاح الشهية.

ومع ظهور النواة الأولى لحزام الجنب الذي يبدد رونق وهندام الجسم، ويقضي تمامًا على فكرة دخول القميص في البنطلون، يرضخ الرجل المتزوج لهذه الحالة ويستسلم لها متسلحًا بعدة مبررات يرددها لنفسه ولزوجته من نوعية: «الراجل متعته في لقمته»، «مش واخدين منها غير الأكلة الحلوة»، «أنا راجل بأشقى وبأتعب ومحتاج أتظبط وأعمل دماغ أكل».

وسام سعيد يكتب: 4 «بلاوي» تنتظرك بعد الأربعين!!

وعند بلوغه الأربعين، يكون قد مضى وقت الندم والصحوة، والتوبة والإقلاع عن الذنب، فيدخل في قالب وشاسيه الموظف، ويجد نفسه محصورًا في إطار «استايل» معين من الملابس، نتيجة لوجود الكرش وحزام الجنب الذي توحش وصار عوامة كبيرة يحملها معه، قد تساعده في الطفو على سطح حمام السباحة أو وقت نزول البحر. وهنا يصبح لديه خياران لا ثالث لهما..

الأول: أن يتصالح مع نفسه ويقرر أن يزود مقاس ملابسه رقمًا كل عام وينطلق في كوكب المانجا ويأكل ما يحلو له.

الثاني: أن يعلن حالة الاكتئاب ويبدأ حياة بائسة سوداء بلا طعم ويبدأ نظام الحميات الغذائية، فينجو من فخ الكرش ولكنه يودع السعادة.

3- مراهق يجيبلك جلطة:

«يطلع عليك القديم والجديد»، وهذا النوع من الخوازيق هو الرد الحاسم والفعلي على أولئك الذين يقولون بلسان الوهم: «إمتى بقى العيال تكبر ويعدوا مرحلة الطفولة ويبطلوا عياط ونترحم بقى من «البامبرز»، لأن ابنك المراهق ببساطة هو البوابة الملكية الأولى لأمراض السكري والضغط وانسداد الشرايين والجلطة المخية، وربما السكتة الدماغية إذا ما قررت نقاشه أو جداله في أمر ما.

فتعامل حيال هذا النوع دائما بمنطق «اضرب ولاقي» لأن العند والتحدي مع هذا السن لن يجديَ شيئًا.

ومن الآن، اترك له قصة الشعر كما يريدها، وتعود سماع مهرجانات شحتة كاريكا والمدفعجية وعمر كمال وشاكوش، ولا تندهش من البنطلون المقطوع من ركبته، ولا تحاول أن تسفه منه وقل لنفسك قطعة في ركبته أحسن من قطعة في حتة تانية وربنا يستر على ولايانا!!

4- شنطة الأدوية:

تلك التي كنت تنظر إليها في يد جدك وجدتك ضاحكًا، وربما تقذف بها بعيدًا لو صادفتها فوق سريرك أو مكتبك، فها هي تلازمك الآن، فلا تخجل من أنك دخلت عالم الفيتامينات والمكملات الغذائية، وبدأت في أخذ كبسولات وجرعات ضد «اليوريك أسيد» أو «السكر المبكر» أو «الضغط» أو «آلام الركب والمفاصل».

وتقبلها بصدر رحب، واحمد الله، وقل لنفسك دائما: «وماله.. إيه يعني شنطة صغيرة أشيل فيها شريطين دوا ولا قطرة عين… ما إحنا ياما كلنا الزلط وبلعنا بمية نار».

واعلم أن هناك مراحل أصعب من هذه المرحلة، حين سترتدي يومًا ما طاقيتك البيضاء، ويقال لك «يا حاج»، وتصبح من رواد الجامع اللي تحت بيتكم، وتعدي تجيب الخضار، وتخش سريرك بعد صلاة العشا علشان تصحى الصبح تشرب شاي بنعناع في البلكونة مع أختـ… قصدي مراتك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى