علاقات

كسر القواعد.. وأخطاء تربوية تضر بالطفل نفسيا عند النضوج

تعد نوايا الآباء الطيبة غير كافية في كثير من الأحيان من أجل منح أطفالهم المشاعر الإيجابية المطلوبة، حيث يقومون ببعض الأفعال التي تبدو بريئة فيما تؤثر بالسلب على الحالة النفسية للطفل، ما يدفعنا للكشف عن أخطاء تربوية قد تؤدي لمعاناة الأطفال مع النضوج بمرور السنوات.

الحماية من الفشل والخطر

يفشل الكثير من الآباء في مقاومة الرغبة في تخليص أبنائهم من الأزمات المحيطة بهم، وخاصة إن كانت تلك الأزمات شديدة السهولة بالنسبة إليهم، وهو أمر ربما يحمي الطفل من عواقب تلك المشكلة الآن لكنه يمنعه من التعلم، لذا يصبح التحدي الحقيقي لكل أب وأم هو أن يمنحا الطفل الحرية الكافية لمواجهة مشكلاته على طريقته الخاصة، مع توفير المناخ الآمن وتقديم الدعم في الوقت المناسب.

عيش الحياة من خلالهم

بينما يحظى الأطفال الآن بالكثير من الفرص التي لم تكن سانحة للأطفال منذ سنوات طويلة، فإن الأمر يصبح مغريا بالنسبة للآباء أحيانا من أجل أن يعيشوا حياتهم عبر حياة طفلهم الصغير، ما يحدث بوضوح عندما يلزم الأب ابنه بممارسة رياضة معينة كان يرغب هو في احترافها في الصغر، أو عندما تجبر الأم طفلتها على ارتداء نوعية الملابس التي كانت تحلم بالحصول عليها في نفس عمرها، وهي السلوكيات التي قد يقتنع الأب والأم أنها ملائمة للطفل الصغير، رغم كونها من بين أخطاء تربوية تحرم الطفل من سعادة اتخاذ قراراته وتحقيق أحلامه الخاصة دون تدخل.

إغداق الأطفال بالألعاب

تتعدد الأسباب التي تدفع الآباء أحيانا إلى ارتكاب واحدة من أخطاء تربوية تحرم الطفل من الاتزان النفسي بمرور الوقت، وتتمثل في شراء الكثير من الألعاب له وكل ما يطلبه بشكل عام دون تفكير، حيث يميل الأب والأم إلى ذلك السلوك إما للشعور بالذنب من عدم قضاء الوقت الكافي مع الطفل والرغبة في إسعاده بتلك الطريقة، أو نظرا للخوف من قيام الطفل بإلقاء اللوم عليهم بعد سنوات لشعوره بالحرمان، أو ربما لمواجهة بكاء الطفل دون إزعاج، فيما يؤدي ذلك إلى اعتقاد الطفل بأن السعادة ترتبط بالأشياء المادية ما يدفعه إلى الشراء بجنون مع النضوج، علاوة على أن تعدد الألعاب تحرم الطفل من لذتها بل وتدفعه إلى تحطيمها أحيانا دون أي شعور بالذنب.

كسر القواعد

قد يظن الأب أو الأم أن كسر القواعد التربوية مع الطفل هو أمر طريف لا ضرر منه، إلا أن السماح للطفل بالسهر وتناول الطعام في وقت متأخر ومشاركته لهذا الأمر وهو يدرك أنه سلوك خاطئ، يندرج تحت قائمة أخطاء تربوية تؤدي إلى تشتت الطفل ليصبح شخصا بالغا يعاني من فقدان الهوية، ولا يستطيع التحكم في مشاعره أو أفعاله.

إعطاء المثل السيئ

ربما لا يوجد ما هو أسوأ من إلزام الطفل بعدم الكذب قبل أن نقوم نحن بخداع الآخرين أمام أعينهم، حينها يعاني من التخبط وربما تتوه لديه المبادئ، ليصبح ارتكاب الأخطاء وادعاء القيام بعكس ذلك هو سلوكه المعتاد في السنوات التالية.

التقليل من أزماتهم

يؤدي توجيه اللوم للطفل بسبب عدم قدرته على الاستذكار أو صعوبة فهمه للدروس إلى نتائج عكسية في بعض الأحيان، ذلك عندما يعاني الطفل من الأساس من بعض صعوبات التعلم التي تجعل التعليم بالنسبة إليه كالكابوس، حينها لا يتوقف نجاح الطفل دراسيا على المجهود المبذول بقدر ما يتطلب استشارة المتخصصين لعلاج الأزمة في أسرع وقت ممكن، بدلا من التقليل أو الاستخفاف بأزمته.

التنافس على الحب

قد يقع بعض الآباء في معضلة التنافس على قلب الطفل، ذلك عندما يقوم الأب مثلا بشراء هدية ما له قبل أن تقوم الأم بشراء ما هو أفضل منها له، أملا في أن يحصل كل طرف على مشاعر حب أكثر من الآخر، الأمر الذي لا يفيد الابن دون شك مع شعوره بتلك المنافسة غير الإيجابية على قلبه، لذا يبقى عمل الأب والأم كفريق واحد من أجل إسعاد الطفل هو الخيار الأفضل، والذي يقلل من فرص ارتكاب أخطاء تربوية يصبح الابن هو ضحيتها الأولى والأخيرة في كل الأحوال.

في كل الأحوال، هي أخطاء تربوية ربما يمارسها الكثيرون بدون قصد، لذا يبقى تعديلها سريعا هو الخيار الوحيد المتاح من أجل تكوين شخصية طفل سوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى