ثقافة ومعرفة

الغزو التكنولوجي.. وأهم القوى المؤثرة في العالم

لم تعد القوى المؤثرة في العالم تتمحور حول الأثرياء في العالم فقط؛ فالعالم يتغير بشكل أسرع من أي وقت مضى، ومع اتصال مليارات الأشخاص ببعضهم البعض بشكل كبير في شبكة عالمية غير مسبوقة؛ فإن ذلك كله أتاح انتشارًا فوريًا للأفكار والابتكارات الجديدة مما أثر على القوة ومظاهرها حول العالم بأكمله.

كما أثّر ذلك التغير في التركيبة السكانية للعالم، وأثّر في القيم والمواقف التي يتعرض لها الأشخاص يوميًا، وعمل على التقدم الهائل الذي نراه في التكنولوجيا، ومع كل هذه التغيرات المتتالية في العالم يجب أن نسأل أنفسنا، من يحكم هذا العالم؟ وما هي القوى المؤثرة عليه؟ وكيف أثرت علينا؟

القوى المؤثرة في العالم

  • الغزو التكنولوجي

القوى المؤثرة في العالم

دائمًا ما كانت الشركات الرائدة في العالم تركز على الصناعة؛ فابتكر هنري فورد وتوماس أديسون العديد من الاختراعات في المجال المادي باستخدام الذرات، وتوصلوا إلى طرق جديدة لإعادة تنظيم هذه الذرات لاختراع الاختراعات الملموسة مثل المصباح المتوهج، واستثمرت الشركات مبالغ ضخمة من رأس المال للاستفادة من هذه الأفكار في الصناعات الملموسة.

أما اليوم فإن الواقع مختلف تمامًا، حيث تصادمت التكنولوجيا والتجارة المادية بطريقة تجعل البيانات أكثر قيمة بكثير من الأشياء المادية الملموسة؛ فطغت التكنولوجيا ‑بما أتاحته لنا من سرعة وسهولة- على العمل التقليدي، فغزت التكنولوجيا الصناعات التقليدية بسرعة رهيبة.

 

  • المال

القوى المؤثرة في العالم

يمكن القول إن المال هو أحد أهم الاختراعات البشرية، وكذلك هو أحد القوى المؤثرة في العالم، فصار تعريف المال أكثر ضبابية من أي وقت مضى، فاختارت البنوك المركزية مثلًا طباعة تريليونات من الدولارات من العملات منذ الأزمة المالية، وعلى الجانب الآخر اختار البعض استخدام تقنية blockchain لإنشاء العملة المشفرة المنافسة في بضع نقرات فقط.

وبغض النظر عما هو نقود وما هو ليس كذلك فإن الناس في عالمنا الحالي يقترضون مبالغ ضخمة؛ فقد جمع العالم الآن 247 تريليون دولار من الديون بما في ذلك 63 تريليون دولار اقترضتها الحكومات المركزية؛ لذلك فإن الطريقة التي ننظر بها إلى المال وكيف يتطور بمرور الوقت هي عامل أساسي يؤثر على مستقبلنا.

  • الشرق

كنا قادرين على الحصول على معاينة وتوقع ما تستطيع القوى العظمى الشرقية القيام به غير أن الصين حيرّت الكثيرين، الصين الآن لديها عدد لا يحصى من المدن مع إنتاجية اقتصادية أعلى من بلدان بأكملها!

ويوجد في الصين أكثر من 100 مدينة يزيد عدد سكانها على مليون نسمة، هذه المدن لكل منها اقتصادات رائعة سواء كانت مبنية على المصانع أو إنتاج الموارد الطبيعية أو اقتصاد المعلومات.

كمثال مثير للإعجاب، يمكن النظر قليلًا على اقتصاد منطقة دلتا نهر اليانغتسي، وهي منطقة واحدة تحتوي على شنغهاي، وسوتشو، وهانغتشو، ووشي، ونانتونغ، ونينغبو، ونانجينغ، وتشانغتشو، ويبلغ إجمالي الناتج المحلي لها (PPP) 2.6 تريليون دولار، وهو أكثر من إيطاليا بأكملها.

  • سرعة التقدم التكنولوجي

هناك العديد من القوى التي ستؤثر في العالم وعلى مستقبلنا فيه، إحدى أهم القوى المؤثرة في العالم هي سرعة التقدم التكنولوجي حيث إن معدل التغيير في السرعة نفسه في الواقع يزداد سرعة كل عام ويجلب معه المزيد من التطورات التكنولوجية أكثر من الماضي.

كما تحدث الابتكارات بسرعة مذهلة، ويمكن أن تجذب المنتجات الجديدة ملايين المستخدمين في أشهر فقط، وتعد لعبة Poké­mon Go بمثابة دراسة حالة مثيرة للاهتمام حول هذه الإمكانات، حيث جمعت هذه اللعبة 50 مليون مستخدم في 19 يومًا فقط وهي بمثابة غمضة عين مقارنة بالسيارات (62 عامًا) أو الهاتف (50 عامًا) أو بطاقات الائتمان (28 عامًا)؛ ونظرًا لأن التقنيات الجديدة يتم إنشاؤها بوتيرة سريعة والأسواق تتبناها بسرعات قياسية فمن العدل أن نقول إن المستقبل معها قد يأتي بسرعة فائقة.

  • تحول جغرافيا البشرية

الجغرافيا والقوى المؤثرة على العالم

تتغير التركيبة السكانية العالمية دائمًا، لكن موجة المد السكاني في العقود القادمة ستعيد تشكيل الاقتصاد العالمي بالكامل، فمن المتوقع أن الدول الغربية والصين سيستقر عدد السكان فيها بسبب معدلات الخصوبة والتركيب الديموغرافي.

وفي الوقت نفسه في القارة الإفريقية وعبر بقية أنحاء آسيا سوف يترجم الازدهار السكاني المقترن بالتوسع الحضري السريع إلى نمو المدن الضخمة التي تضم أكثر من 50 مليون شخص.

 

  • التجارة

التجارة

التجارة الرشيدة والتوافقية بين طرفين هي التي تجعل كلا الطرفين أفضل حالًا، واستنادًا إلى مبدأ الاقتصاد الجزئي وعلى إجماع الاقتصاديين على أن التجارة الحرة مفيدة في نهاية المطاف؛ فإن الدول تعمل في جميع أنحاء العالم باستمرار على إزالة الحواجز التجارية منذ الحرب العالمية الثانية؛ لذلك ستستمر التجارة جزءًا مهمًا في الاقتصاد والاستثمار، وإحدى القوى المؤثرة في العالم لسنوات عديدة قادمة.

يجب دائمًا أن نتذكر أنه لا تكون القوى الكامنة وراء التغيير واضحة دائمًا للعين المجردة، حيث يحتاج الأمر إلى التنبؤ بناءً على الماضي، ويبقى الأمر واسعًا؛ فليست هناك قوة وحيدة مؤثرة في العالم بل إن القوى المؤثرة في العالم عديدة تؤثر فيه بجانب بعضها البعض.

 

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى