ثقافة ومعرفة

عدد طبقات الأرض بين الأساطير والعلم الحديث

طبقات الأرض.. مصطلح كثيرًا ما نسمعه ولكن هل نعرف ما هي طبقات الأرض وما هو عددها؟ ربما الكثير من الناس لا يعرفون هذه المعلومات، حتى إن العلم اختلف حول أنواع أو عدد تلك الطبقات ما بين الماضي والحاضر، لكن مع التقدم الكبير في مجال علوم الجيولوجيا اختلفت النظرة كثيرًا للأرض، وباطنها وظهرت علوم مختصة بدراسة طبقات الأرض، فما هي طبقات الأرض وكم عددها؟

نظرة للأرض على مدار التاريخ

عدد طبقات الأرض بين الأساطير والعلم الحديث

  • العصور التاريخية القديمة حملت نظرة مختلفة كثيرًا عن الأرض ربما اعتمدت في بعضها على الأساطير، فهناك من قال إن الأرض قرص مسطح يطفو على المحيط، وهناك من قال إن الأرض مكعب من 4 جوانب، وهناك أيضًا من قال إن الأرض عبارة عن جبل كوني متعدد الطبقات تصل عدد طبقاته إلى 7 طبقات.
  • ومع التقدم الذي شهدته العلوم ظهرت نظرة جديدة للأرض فبدأ اليونانيون يقدمون نظرية كروية الأرض وأنها تتكون من المعادن، واستمرت تلك النظرية لعدة قرون مع بعض الاختلافات حيث تغيرت النظرة من كروية الأرض إلى بيضاويتها.
  • جاء القرنان السادس والسابع عشر بما يشبه الزوبعة في مجال دراسة الأرض وطبقاتها، وهو ما يمثل البداية العلمية حول تكوينات أو طبقات الأرض حيث قال مكتشف مذنب هالي العالم إدموند هالي إن الأرض جوفاء وإن الأرض تتكون من قشرة بعمق 800 كيلو متر أسفلها فجوة هوائية بنفس العمق أيضًا يليها النواة.
  • شهد أواخر القرن الثامن عشر نظرة جديدة لتكون الأرض والتي انتقلت من الاعتماد على الماء إلى النار أو الحرارة وهى النظرية التي تبلورت في أوائل القرن التاسع عشر باسم نظرية البلوتونيوم، حيث قالت إن الأرض تكونت نتيجة تصلب مجموعة كتل منصهرة بشكل تدريجي على مدار السنين مما أثر على العمر التقديري للأرض الذي حدد في السابق والذي استند بشكل كبير إلى التوراة والإنجيل.
  • والجدير بالذكر أن الثورة الصناعية الكبرى في القرن التاسع عشر وما تبعها من قفزات علمية وتكنولوجية ساعدت بشكل كبير في تعميق النظرة إلى الأرض وعمرها وطبقاتها وبخاصة في القرن العشرين مع التطور الكبير في علم الزلازل، والذي ساعد كثيرًا في تعميق المعرفة بالأرض وطبقاتها وساعد بشكل كبير في معرفة طبقات الأرض بشكل أعمق من معرفتنا بها من قبل.

طبقات الأرض قديمًا

عدد طبقات الأرض بين الأساطير والعلم الحديث

قديمًا مع بداية التعرف على طبقات الأرض قسم العلماء طبقات الأرض إلى 3 طبقات أساسية تتمثل بالترتيب من الخارج إلى الداخل في:

  1. القشرة الخارجية.
  2. الوشاح أو الصهارة.
  3. النواة (اللب).

لكن العلم لا يتمتع بالثبات بل بالتطور الدائم ومع دخول تكنولوجيا جديدة على الدراسات الجيولوجية استطاع العلماء الوصول إلى أن عدد طبقات الأرض ليس 3 طبقات وإنما 4 طبقات أساسية تتمثل في:

  1. القشرة.
  2. الوشاح الأعلى.
  3. الوشاح الأدنى.
  4. النواة (اللب).

ثم توصل العلماء إلى أن النواة ليست كتلة واحدة وإنما هي طبقتان فأصبح عدد الطبقات 5 طبقات هي:

  1. القشرة الخارجية.
  2. الوشاح الأعلى.
  3. الوشاح الأدنى.
  4. اللب الخارجي.
  5. اللب الداخلي وهو الجزء الصلب في النواة.

وربما يميل البعض إلى تقسيم طبقات الأرض إلى 4 طبقات رئيسية وهي:

  1. القشرة.
  2. الوشاح.
  3. اللب الخارجي.
  4. اللب الداخلي.

وهو تقسيم اعتمد لفترة طويلة.

طبقات الأرض وفقًا لأحدث النظريات

عدد طبقات الأرض بين الأساطير والعلم الحديث

وفقًا لأحدث النظريات والتقنيات تم التوصل إلى أن عدد طبقات الأرض يبلغ 7 طبقات، حيث ثبت أن كل طبقة تقريبًا من الطبقات الأساسية المعروفة قديمًا ليست طبقة واحدة؛ لذا فإن طبقات الأرض وفقًا لأحدث تقسيم هي:

  1. الغلاف الصخري أو ليزوسفير (Lithos­phere).
  2. القشرة (The crust).
  3. الوشاح الأعلى (Upper mantle).
  4. الأسينوسفير (asthenos­phere).
  5. الوشاح الأدنى (Low­er mantle).
  6. اللب الخارجي (Out­er core).
  7. اللب الداخلي (Inner core).

كان القرآن الكريم أول من أشار إلى نظرية أن طبقات الأرض 7 كما في قوله تعالى «اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِن َالْأَرْضِ مِثْلَهُن َّيَتَنَزَّل ُالْأَمْر ُبَيْنَهُن َّلِتَعْلَمُوا أَن َّاللَّهَ عَلَى ٰكُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنّ َاللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُل ِّشَيْءٍ عِلْمًا» (الطلاق آية 12)، وهي تمثل نوعا من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى