شائع

الحقيقة وراء «أغرب انتحار في التاريخ»

انتشر انتحار رونالد أوبوس، عبر وسائل التواصل الاجتماعي منذ سنوات، باعتباره أغرب انتحار في تاريخ الولايات المتحدة، جذب معه آلاف الإعجابات والمشاركات بصورة تلقائية، ولكن ما هي قصة هذا الرجل المشوقة؟

انتحار رونالد أوبوس

تشير تفاصيل الجريمة الشهيرة، إلى أن رجلا يدعى رونالد أوبوس، قد لجأ للانتحار بعد أن شعر باليأس من الحياة، نتيجة لظروفه المادية الصعبة، فقرر القفز من أعلى مسكنه بالطابق العاشر في عام 1994، ليسقط صريعا في الحال، قبل أن يكشف تقرير التشريح الخاص بجثته أولى مفاجآت تلك الجريمة، والمتمثلة في أن رونالد لم يتعرض للوفاة جراء السقوط من الأعلى، بل نتيجة رصاصة طائشة أصابته أثناء سقوطه!

تبين من الفحص أن الرصاصة خرجت من الطابق التاسع، الذي يشهد إقامة زوجين مسنين، عرفا بين جميع سكان المنزل بكثرة خلافاتهما، التي وصلت بالزوج العجوز إلى تهديد زوجته بالقتل، وإطلاق الرصاصة بالفعل من مسدسه في لحظة غضب، لكنها لم تأت في رأس الزوجة بل استقرت في رأس رونالد بالصدفة البحتة أثناء سقوطه في الجو.

المثير أن الزوج العجوز قد أكد أثناء محاكمته أنه دائم التهديد لزوجته بسلاحه الخاص، على اعتبار أنه دائما ما يكون فارغا من الرصاص، ليكتشف المحققون ثاني مفاجآت تلك الجريمة العجيبة، من خلال شهادة أحد أقارب القاتل، الذي أوضح أنه رأى الابن الشاب للزوج والزوجة، وهو يضع الرصاصة في سلاح والده، ليتبين أن الابن خطط بأسلوب شيطاني للتخلص من أبويه في لحظة واحدة، بعد أن منعا عنه الأموال، وتتحول تهمة قتل رونالد المسكين من الأب إلى الابن.

أما الأغرب من كل ذلك، فيتمثل في ثالث وآخر مفاجآت تلك الجريمة المثيرة، والتي تشير إلى أن ابن الرجل العجوز، هو نفسه رونالد أوبوس، الذي عانى من ظروف مادية صعبة نتيجة قيام والديه بمنعه من الحصول على الأموال، فقرر الانتحار بعد أن توقع فشل مخططه بالخلاص منهما، لتنتهي حياته بالصدفة البحتة بسبب الرصاصة التي وضعها بنفسه في مسدس والده، ويصبح رونالد أوبوس هو القاتل والقتيل في وقت واحد!

حقيقة الجريمة

بالرغم من أنها جريمة مشوقة، رائعة التفاصيل، إلا أن هذا لا يعني أنها حقيقية، كما ادعت أغلب المنشورات التي وصفتها بأنها حالة الانتحار الأغرب في الولايات المتحدة، إذ اتضح أن تلك الرواية الشهيرة التي استخدمت لاحقا في عدد من المسلسلات الأمريكية، لها أصل يكشف عن كونها قصة مؤلفة.

تبين أن دون هاربر ميلز، وهو أحد الرؤساء السابقين للأكاديمية الأمريكية لعلوم الطب الشرعي، هو من حكى تلك القصة المثيرة، في إحدى الحفلات في عام 1987، فقط لتسلية المدعوين، وفقا لحوار صحفي أجراه في عام 1997، حيث أوضح أنه فوجئ لاحقا بوجود تلك القصة على شبكة الإنترنت، لتصله مئات الاتصالات الهاتفية من صحفيين وأساتذة وطلبة، يريدون أن يضعوا روايته المثيرة في كتاب، قبل أن تبدأ القصة في الانتشار أكثر وأكثر على شبكات التواصل الاجتماعي باعتبارها جريمة حدثت بالفعل.

في النهاية، لم يخطط رونالد أوبوس لقتل والديه قبل أن ينتهي به المطاف بقتل نفسه بالصدفة، لأنه لا يوجد في الواقع شخص بدعى رونالد أوبوس من الأصل، هي مجرد قصة مفبركة، لكنها تحمل معها الكثير من التفاصيل المثيرة التي حملت البعض على التصديق بأنها قصة حقيقية.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى