ثقافة ومعرفة

مارك زوكربيرج وإيلون ماسك.. هل ينهي القفص الحديدي سنوات من النزاع؟

في السادس من يوليو 2023، أعلنت شركة «ميتا» إطلاق تطبيق «ثريدز ‑Threads»، الذي يعتبر ذراع المؤسسة المستقل لمنافسة منصة «تويتر». 

تزامن هذا الإطلاق مع مجموعة من الانتقادات التي وُجهت لـ«تويتر» بشأن إعلان المنصة بشهر يونيو 2023 وضع سقف للتغريدات التي تظهر للمستخدمين، لأسباب تقنية. 

وعلى الرغم من أن هذه القيود لم تستمر سوى لبضع أيام، كان مارك زوكربرغ، مؤسس شركة ميتا، قد استفاد من إطلاق منصته «ثريدز» الجديدة رسميًا، في إعلان واضح لصراع جديد بينه وبين إيلون ماسك، مالك تويتر. 

لكن المفاجأة هي أن هذا الحدث لم يكن سوى جولة واحدة من معركة عملاقي مواقع التواصل الاجتماعي، فما القصة؟ 

«ثريدز».. منافس تويتر؟ 

مارك زوكربيرج

في الـ6 من يوليو 2023، نشر موقع الإذاعة الوطنية الأمريكي تقريرًا بعنوان: هل يقضي ثريدز على تويتر؟ في الواقع بدت كاتبة المقال متشككة من مدى قدرة التطبيق الجديد في استبدال المنصة المملوكة لإيلون ماسك. مع ذلك، تطرقت لبعض الأفكار الرئيسية التي قد تقود في النهاية لإجابة منطقية على السؤال أعلاه. 

على سبيل المثال، أوضحت الكاتبة في تقريرها أول مزايا هذا التطبيق وهي مطابقته من حيث الواجهة لتطبيق تويتر. كما أكدّت أنّ ثريدز ربما لن يقع في نفس الفخ الذي وقعت به تطبيقات أخرى ‑انهارت سريعا-؛ لأن ثريدز يمتلك قاعدة بيانات ومستخدمين ضخمة. 

 الخدعة التي قام بها مطورو هذا التطبيق هي  منح 3 مليار مستخدم لتطبيقات شركة ميتا مثل: فيسبوك، إنستجرام واتساب الفرصة في إنشاء حساب جديد على ثريدز بنفس البيانات المستخدمة سابقًا. 

لكن في نفس الوقت، يُعتقد أن نجاح هذا التطبيق الجديد واستبداله لتويتر يحتاج ما هو أكثر من الانطلاقة الصاروخية، مثل استمرار الاستثمار في تطويره، خاصةً وأن مارك زوكربيرغ يضُخ الأموال حاليًا في مشروع «ميتا فيرس» الثوري. 

وهذا ما قد يكشفه مرور الوقت. لكن الأكيد أن الصراع بين الرجلين أكبر مما نعتقد. إليك بعض القصص المثيرة. 

 

كيف بدأ الصراع؟ 

منذ 2016 تقريبا بدأ النزاع بين الثنائي الأهم في عالم التكنولوجيا، حيث اشتبكا حول عدة مواضيع مثل الذكاء الاصطناعي والصواريخ.

يعد المليارديران من بين أغنى الناس على هذا الكوكب، مما يضعهما في دائرة النخبة، حتى بمعايير وادي السيليكون. 

على الرغم من أن كلاهما يعمل في الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي، وقد دخلت شركاتهما في شراكة في الماضي، يبدو أنه لا يوجد ودًا بينهما. 

طبقا لـ«Wall Street Jour­nal» بقيت هذه المشاحنات خلف الأبواب المُغلقة، لكنّها مع الوقت أصبحت معروضةً للجماهير. 

خلف الكواليس، تعتقد المصادر المقربة من عملاقي التكنولوجيا، أنّ إيلون ماسك يرى أن زوكربيرغ جني الكثير من المال بسهولة، فيما كان يكدح هو لتطوير السيارات الكهربائية والصواريخ الفضائية. بينما تؤكّد نفس المصادر أن مارك زوكربيرج يطمح لنيل التقدير الذي يتلقاه ماسك. 

وفي الفقرات التالية ننقل أهم محطات هذه المشاحنات. 

 

خطأ فادح 

في سبتمبر 2016، كانت شركة «سبيس إكس»، المملوكة لإيلون ماسك تختبر صاروخ «فالكون 9» في موقع إطلاق في كيب كانافيرال بفلوريدا الأمريكية. انفجر الصاروخ، ودمر القمر الصناعي «AMOS‑6» التابع لفيسبوك، المملوكة لزوكربيرج.

علّق مارك على هذه الحادثة على حساباته الشخصية معبرًا عن احباطه من فشل الإطلاق، الذي تسببت تداعياته في تدمير القمر الصناعي الخاص بشركته مما أدى إلى فقدان شريحة كبيرة من المستخدمين للاتصال بالانترنت. 

مارك زوكربيرج

في الجهة المقابلة اعترف ماسك بالخطأ، لكنّه صرّح بأن شركته قد قامت بتعويض فيسبوك عن الخسائر بشكل فوري. 

الذكاء الاصطناعي 

في 2017، وخلال بث حي لمارك زوكربيرج على فيسبوك، طرح أحد المتابعين سؤالا حول انتقادات إيلون ماسك للذكاء الاصطناعي. 

أجاب زوكربيرج أن السبب في تشاؤم ماسك من تطوُّر آليات الذكاء الاصطناعي ينُم عن عدم إلمامه بالموضوع الذي يتحدّث عنه. 

فضيحة كامبريدج 

تعد فضيحة كامبريدج- أناليتيكا عام 2018 أحد أكبر الفضائح التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية بالسنوات الأخيرة. ودارت هذه الأزمة باختصار حول ضلوع شركة فيسبوك في تسريب بيانات مستخدميها لأغراض الدعايا السياسية قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية. 

في رد كيدي على انتشار هذه الفضيحة، قامت شركتي تيسلا وسبيس إكس، المملوكتان لماسك بحذف حساباتها على فيسبوك. قبل أن يتراجع إيلون ماسك، ويوضّح أن السبب في حذف الحسابات لم يكن سوى لأنه لا يُفضل فيسبوك، ولا علاقة له بهذه الأزمة السياسية. 

تسوية النزاع 

في يونيو 2023، طرح مالك تويتر فكرة لعب مباراة «جيو جيتسو» ضد مارك زوكربيرج. في الواقع، من غير الواضح ما إذا كان ماسك يمزح بشأن هذه المباراة القتالية. 

بينما على الجانب الآخر، يبدو أن زوكربيرج يأخذ فكرة المباراة على محمل الجد. بعد أن غرد ماسك لأول مرة أنه سيكون «مستعدا لمعركة قفص»، أعلن مارك أنّه مستعد تمامًا للعب هذه المباراة، أي أنّه لا يمزح. 

المثير للسخرية، هو أن هذا الصراع الذي امتد لسنوات، دفع البعض للبدء في وضع احتمالات فوز أحدهما على الآخر في المباراة القتالية. حيث يُعتقد أن فرص ماسك في الفوز على زوكربيرج ضئيلة جدًا، لأن الأول يتدرب على فنون القتال منذ مدة وسبق وأن حصد بعض الميداليات. 

المصادر: 

1- https://www.npr.org/2023/07/06/1186191438/threads-twitter-instagram-musk-zuckerberg

 

2-https://www.wsj.com/amp/articles/elon-musk-mark-zuckerberg-cage-fight-b71fa4ff

 

3- https://www.businessinsider.com/elon-musk-vs-mark-zuckerberg-feud-history-2021–1#most-recently-the-two-men-have-appeared-to-agree-to-settle-some-of-their-differences-in-a-cage-match-11

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى