تصيبنا الأحداث المحزنة بالغضب والهم، لكنها تعلمنا أمور جديدة عن الحياة في كل مرة، تماما مثلما تفعل بنا صور حزينة مثل تلك التي نكشف عنها الآن، لتعطي لنا بعدا مختلفا عن العالم. فراش الذكريات بينما توفيت الأم منذ شهور قليلة جراء إصابتها بمرض السرطان، قامت ابنتها بصناعة هذه الملاءة للفراش، والمكونة من عدد من المربعات التي كانت تشكل ملابس الأم المتوفية، تخليدا لها. اللقطة الأخيرة ليست صورة عادية لفتاة والكلب الخاص بها، بل هي الصورة الأخيرة لهما سويا، بعدما أكد الأطباء أن اليوم هو الأخير في حياة هذا الصديق الوفي لمرضه. وردة في القبر أوصت الجدة المسنة أبناءها بأن يقوموا بدفن الوردة الأولى التي أهداها إليها زوجها الراحل منذ عقود طويلة، معها في القبر، ما تحقق لها بالفعل. قبل وبعد لا يحتاج المشهد إلى وصف، شتان الفارق بين غابات أستراليا قبل اندلاع الحرائق وبعدها. أوفى الأصدقاء ربما رحلت السيدة المسنة عن الحياة منذ أيام، إلا أن كلبها لا يزال وفيا لها بالبقاء في غرفتها، وكأنه ينتظر عودتها. المعركة الأخيرة بينما حاربت الأم مرض السرطان اللعين لسنوات، تبين أن تلك اللقطة التي تجمعها مع أحفادها الصغار، هي الأخيرة في معركتها الملهمة قبل وفاتها. إعادة صورة توفي الأب الحنون منذ أشهر قليلة، لذا أرادت الابنة التي كانت تجلس بجانبه في الصورة القديمة منذ عام 1983، أن تعيد المشهد الآن مع زوجها وطفلها، لأن الحياة تستمر. ليس مقدرا لهما اللقاء يجلس كل منهما وحيدا، وكأنه ليس مقدر لهما اللقاء لقتل مشاعر الوحدة بداخله. وحيد في الكريسماس كذلك يعاني صاحب تلك الصورة من الوحدة، التي تجسدت في المطار بوضوح، نظرا لانشغال الجميع بالبقاء مع أفراد عائلاتهم خلال فترة أعياد الكريسماس. وجه الحزن ربما تكشف تلك الصورة عن الوجه الحقيقي للحزن، متمثلا في وجه هذا الحيوان المحبوب. حلم يتحقق تكشف تلك الصورة عن الجد المسن، الذي طالما حلم بحضور حفل زفاف حفيده والرقص مع زوجته، ما تحقق بالفعل قبل أن يرحل عن الدنيا بأقل من شهرين. لإسعاد الأطفال النهاية مع تلك الصورة الملهمة، التي تشهد تجمع عدد من سائقي حافلات الخدمة العامة بسياراتهم، أمام إحدى مستشفيات الأطفال، من أجل إضاءة المنطقة لبعض الوقت وإشعار الأطفال المرضى بالبهجة.