علاقات

لماذا تبدو الحياة بدون أصدقاء مفيدة أحيانا؟

يدرك أغلبنا أهمية الصداقة على الصعيد النفسي للبشر، حيث توفر للمرء الدعم والمساندة في أوقات الفرح والحزن، كما تمنحه فوائد الرفقة سواء في الحياة العامة أو العمل أو الدراسة، إلا أن الحياة بدون أصدقاء قد لا تبدو محبطة على الجانب الآخر في كل الأوقات، حيث يمكنها أن تمنح الشخص بعض الفوائد غير المتوقعة كما نوضح الآن.

الوحدة والإبداع

إن كان البقاء طوال الوقت وسط الأصدقاء يبدو مسليا، فإنه يؤدي دون أن نلاحظ إلى تشتت أفكارنا وربما منعنا من القيام بما نرغب فيه حقا، فيما يؤدي وجود أوقات الفراغ التي لا يعكر صفوها أي شخص آخر، إلى إتاحة الفرصة للعقل من أجل التفكير بحرية ومن ثم الإبداع دون تأثر أو تدخل من الآخرين.

إدراك حقيقتنا

بينما تعتبر محاكاة سلوكيات الأصدقاء من المظاهر المعتادة في أغلب الأحيان، وخاصة في الأعمار الصغيرة، فإن الحياة بدون أصدقاء ولو لبعض الوقت، قد تساهم في إدراك الشخص لحقيقته المجردة دون تأثر بوجهات نظر وسلوكيات الأصحاب، كما تجنبنا أزمة محاولة إرضاء الأصدقاء حتى ولو على حساب مشاعرنا، ليس المطلوب هنا هو تجنب تكوين الصداقات، فقط ينصح بالإبقاء على عدد قليل منهم حتى يمكننا رؤية الأمور على حقيقتها دون تشتت.

تجنب الصداقات الزائفة

السعي إلى تكوين صداقات مع الآخرين، لن يفيد الشخص بقدر ما يضره بمرور الوقت، حينها يصبح هذا الشخص كمن يلزم نفسه بالتواجد وسط بشر ربما لا يملكون أي صفات مشتركة معه، لتصبح علاقة الصداقة زائفة إلى حد بعيد، علما بأن الرغبة الدائمة في التواجد وسط أصدقاء يكشف أحيانا عن عدم القدرة على الانفراد بالنفس، وبالتالي الشعور بالحزن مع البعد عنهم ولو لساعات فيما بعد.

النضوج

يصبح الوصول إلى مرحلة النضج النفسي بدرجة أقرب إلى المثالية ممكنا عند اعتياد الحياة بدون أصدقاء أو ربما بدون أعداد كبيرة منهم، حيث يدرك الشخص كيفية إسعاد نفسه بنفسه دون أن يربط مشاعر الراحة لديه بوجود الأصدقاء من حوله، علما بأنه يصبح أكثر قدرة على اتخاذ القرارات المفيدة له، وليست تلك التي تعد مناسبة للآخرين فحسب دون أن يشعر.

في كل الأحوال، لا يبدو من المنطق أن نقلل من أهمية تكوين الصداقات، إلا أن ذلك يجب ألا ينسينا أهمية التصالح مع النفس والقدرة على التعايش مع ظروف الحياة بدون أصدقاء أحيانا إن اضطررنا إلى ذلك، حتى نكتسب حينها فوائد لم تكن في الحسبان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى