رياضة

ليسوا طرفا في الصراع.. مشاهير كرة قدم عالميين ساندوا القضية الفلسطينية

على الرغم من وضوح القضية الفلسطينية بالنسبة لأي متحدثٍ باللغة العربية، لا تزال نفس القضية مُبهمةً لأي شخص لا ينتمي لهذه البُقعة الجُغرافية، ما يجعَل أراء المؤثرين في العالم الغربي مُنحازة للجانب الخاطئ من الصراع، نظرًا للتحكُّم شبه المُطلق في الألة الإعلامية من الطرَف المُعتدي، الذي نجَح على مدار سنوات في تمرير روايته المزعومة عن حقه في أرضٍ لم تكن يومًا حقًا له. 

من ضمن هؤلاء المؤثرين الذين تعاطفوا مع رواية الطرف المُغتصِّب المُحرَّفة كانت «ماريا جوارديولا»، نجلة المدير الفني الإسباني لمانشستر سيتي، التي تعمَل بالأساس كعارضة أزياءٍ وصانعة محتوى رقمي. مثل غيرها، تأثَّرت «ماريا» بالصوَر المُفزعة التي ملأت شبكة الإنترنت مطلع أكتوبر الجاري. 

كانت ابنة جوارديولا تستقي معلوماتها عن القضية الفلسطينية عبر حساب على تويتر، وبالصُدفة، كان هذا الحساب محايدًا. لذا، وبعد أن أعادت تغريد أكثر من تغريدة يدعَم من خلالها الحساب حق المواطنين الأبرياء في الكيان المُحتل في الحياة، اصطدمت بمنشور، يتحدَّث عن إبادة جماعية تحدُث في حق سكّان قطاع غزة المُحاصر على مرأى ومسمع من العالم. 

 

وكأي إنسان، تفاعلت ماريا مع المنشور وأعادت تغريده، كإعتراف ضمني منها ببدء فهمها لحقيقة الصراع، وهوية المعتدي والمُعتدى عليه. وفي الحقيقة، لم تكن وحدها من قامت بذلك، لطالما اشتبك مؤثرين، ونجوم الرياضة عدّة مع القضية وتفاعلوا معها، على الرغم من كونهم ليسوا طرفا حقيقيا في الصراع. وفيما يلي نستعرض أبرز هؤلاء. 

مارادونا.. أنا فلسطيني من قلبي 

كان مارادونا مثار جدلٍ طوال مسيرته تقريبًا، لكنّه، على الرغم من كل المآخذ التي قد تُدين بعض تصرفاته أثناء لعبه لكرة القدم، أو حتى كمدير فنّي، كان صاحب موقفٍ، لا يخجل من الاعتراف بتوجهاته السياسية بأي موقف، بل والوقوف لدعم الطرف المظلوم حسب وجهة نظره. 

دَعَم دييجو الاشتراكية بأمريكا الجنوبية، وأعلن صراحةً عن كراهيته لكل محاولات الولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة على الشعوب الفقيرة هناك. كما وقَف ضد اجتياح العراق، حين شارك في احتجاج مناهض لحرب العراق عام 2004 في كوبا، حيث ارتدى قميصًا كُتب عليه «أوقفوا چورچ بوش». 

https://twitter.com/PibePeronista/status/1018618508622606337?t=gosZkfaYFyYxuyheQZgFEQ&s=19

في 2012، أثناء إشرافه على تدريب نادي الوصل الإماراتي، صَرَّح مارادونا أكثر من مرة عن تعاطفه مع ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني، لأنّه يفهم هذه المعاناة جيدًا كطفل نشأ كإبن لعامل بسيط في أحد مصانع بيونس أيريس. 

في 2014، وصف مارادونا الاعتداء الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية بالعمل المُخزي، قبل أنّ يقف أمام رئيس السلطة الفلسطينية «محمود عباس» عام 2018، أثناء إقامة فعاليات كأس العالم بروسيا قائلًا: «من قلبي، أنا فلسطيني». 

إريك كانتونا.. «سأقاوم» 

في 2018، انتشر مقطع مصوّر على يوتيوب بعنوان «Can­tona hop­ing for Pales­tine». هذا المقطع كان عبارة عن فعالية موسيقية أقيمت بفرنسا، دُعي إليها النجم صاحب المواقف السياسية والاجتماعية الواضحة، والذي لم يتوان عن استغلالها لإلقاء قصيدة «سأقاوم» للشاعر الفلسطيني «سميح القاسم» على الحضور. 

لم تكُن هذه المرة الأولى التي يقف فيها الفرنسي، الذي لا يربطه بالقضية الفلسطينية أي شيء سوى الإنسانية، مع الطَرف المُستضعَف في هذا الصراع. 

في 2012، وبالتزامن مع انطلاق بطولة اليورو، وقَّع كانتونا على رسالة رفقة مجموعة من لاعبي كرة القدم، لمطالبة الجهات المعنية بالإفراج عن لاعب كرة القدم الفلسطيني «محمد سرسك»، الذي اعتقل في وقت سابق دون وجه حق، وقام بتسليمها لميشيل بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وقتئذ. 

https://youtu.be/fNt3284o2s4?si=YxQNEUnSyQ177Ki2

كان الغرض الرئيسي من الرسالة هو الإشارة لسياسة الكيل بميكيالين، حيث مُنحت إسرائيل وقتئذ حق استضافة بطولة أوروبا للشباب عام 2013، وحملت الرسالة مجموعة من التساؤلات حول كيفية التعامُل مع كيان يضرب عرض الحائط بكل المفاهيم التي يحُث عليها الاتحاد الأوروبي، إضافة لانتهاكه كل الأعراف والقوانين الدولية بلا عقاب يذكر. 

مورينهو.. الإنسان أولًا 

تاريخيًا، عُرفت بعض الحروب بحروب الأغنياء، فيما تم تهميش حروب أُخرى لأن الطرف الأضعف فيها لا ينتمي للعالم الأول، إن صَح التعبير. هذا بالأساس هو السِر الذي يكمن بداخله تغافل قطاع عريض من الدول الأوروبية عما تعنيه القضية الفلسطينية، لكن هذا ما رفضه البرتغالي «جوزيه مورينهو»، كإنسان في المقام الأول. 

في مايو 2022، وفي لحظة استثنائية، استغل «جوزيه مورينهو» سؤالا طرحه عليه مذيع «سكاي سبورتس» الإنجليزية حول رأيه في الغزو الروسي لأوكرانيا. بالطبع، أبدى جوزيه تعاطفه مع الضحايا الأوكران، لكنّه أشار، إنّه كإنسان، يشعُر بالتعاطف مع كل الأبرياء؛ في أوكرانيا وسوريا وقطاع غزة. 

جاري لينيكر.. فضح الاحتلال 

لطالما كان المهاجم الإنجليزي السابق متحدثًا جريئًا عن القضية الفلسطينية، مستغلًا حساباته على مقاطع التواصل الاجتماعي لنشر الفظائع التي يرتكبها جنود الاحتلال في فلسطين. 

كانت أبرز هذه المواقف، حين قرر لينيكر، نجم برشلونة الأسبق، مشاركة مقطع يظهر فيه جنود الاحتلال وهم يكبلون طفلا فلسطينيا بالضفة الغربية، معلقًا على المقطع بأنّه تصرف مُقزز. 

https://youtu.be/Uks6wEC-NBg?si=zCsncoQT8pYq3zvk

انتشرت تغريدة اللاعب، الذي هوجم بضراوة من عديد المنصات التابعة لجيش الاحتلال، بل ووصل الأمر إلى تعليق «بيتر ليرنر»، المتحدث الرسمي لجيش الاحتلال على التغريدة، حيث زعم أن اللاعب لم يفهم ما شاهد، لأنه لا يعرف السياق. 

لم يتوقف لينيكر هنا، بل تعجَّب من فظاعة ما رأاه، فحتى وإن أخطأ الطفل بإلقاء الحجارة على الجنود، لا يجب أن يُكبل قم يوضع في قفص حديدي، لأنّ هذا يحط من شأنه كإنسان أولا وأخيرًا. 

 

في الحقيقة، ربما لا يُنتظر التعاطف من العالم الأول مع القضية الفلسطينية، لكن الأكيد أن مثل تلك المشاركات، قد تجعل ملايين من الناس يعيدون التفكير في مدى صدق الرواية التي تُلقن لهم ليل نهار. لأننا نعتقد أن أي إنسان، مهما كان سيئا، سيظل لديه القدرة على التعاطف إذا ما عُرضت عليه الحقيقة كاملةً. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى