الصحة النفسية

متلازمة التعب المزمن.. وكيف نتخلص من الإجهاد غير المبرر؟

هل تعاني أحيانًا من الإجهاد، وخاصةً بعد ممارسة الأنشطة البدنية أو الأعمال الجسدية؟ ربما يبدو الأمر منطقيًا حينها، وبعكس ما يحدث لضحية متلازمة التعب المزمن، والذي يسيطر عليه الإعياء دون أسباب واضحة، ومهما طالت فترات الراحة.

متلازمة التعب المزمن

يعرف الخبراء متلازمة التعب المزمن، بأنها اضطراب يحول دون قدرة المصاب على ممارسة النشاطات اليومية العادية، من واقع معاناته من الإجهاد والتعب غير القابل للشفاء بالراحة أو الاسترخاء.

تتعدد الأسماء التي تطلق على متلازمة التعب المزمن، فما بين مصطلحات طبية مختلفة مثل متلازمة الإجهاد المزمن والتهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضلات، تبدو الأعراض واحدة وتؤدي في كل الأحوال إلى حالة إعياء غريبة، يجتهد العلماء حتى الآن من أجل تفسير أسبابها.

أسباب متلازمة التعب المزمن

متلازمة التعب المزمن
أسباب متلازمة التعب المزمن

ربما لم يتوصل العلماء حتى الآن لأسباب معاناة البعض من متلازمة الإجهاد المزمن، إلا أن هناك بعض الترجيحات التي تكشف عن عوامل مختلفة وراء زيادة فرص الإصابة بهذا الاضطراب المزعج، مثل:

  • وجود استعداد وراثي تجاه هذا الاضطراب، بحيث يملك المريض الجينات المحفزة له تلقائيًا، والتي لا تضمن الإصابة في كل الظروف رغم ذلك.
  • الإصابة بأي من أنواع الحساسية مثل الحساسية الموسمية وحساسية الأنف وكذلك حساسية الطعام أو الأكل.
  • سيطرة مشاعر القلق والتوتر على الإنسان لفترات ليست بالقصيرة.
  • المعاناة من مرض معين قد يبدو بسيطًا مثل الإنفلونزا والتهاب الحلق وحتى تعب المعدة.
  • عدم قدرة خلايا الجسم على إنتاج مستويات الطاقة المطلوبة.
  • الإصابة باضطرابات غير معتادة بالجهاز المناعي في الجسم.
  • انخفاض معدلات إفراز هرمون الكورتيزول، والذي يطلق الجسم سراحه عادة تجاوبًا مع القلق.
  • بلوغ مرحلة منتصف العمر، أو تجاوز الأربعين عامًا على وجه التحديد.

يرى العلماء أن الأسباب السابقة أحيانًا ما تكون كفيلة بإصابة الشخص بمتلازمة التعب المزمن، وخاصة بالنسبة للنساء اللاتي ترتفع مخاطر معاناتهن من الاضطراب المذكور من مرتين إلى 4 مرات بالمقارنة بالرجال.

أعراض متلازمة التعب المزمن

متلازمة التعب المزمن
أعراض متلازمة التعب المزمن

إن كان التوصل لأسباب المعاناة من متلازمة التعب المزمن بصورة مؤكدة، يعد من المهام المعقدة حتى وقتنا هذا، فإن الأمر يختلف بالنسبة للأعراض الواضحة لهذا الاضطراب، والتي تختلف من مريض لآخر وفقًا لحدة الأزمة، لكنها تتنوع بين:

أعراض جسدية

هي تلك الأعراض المؤثرة بالسلب على قدرة الإنسان على القيام بالنشاطات اليومية، والتي تظهر في صورة صداع مستمر، مضاف إليه ألم واضح في عضلات الجسم.

يعاني مريض متلازمة الإجهاد المزمن كذلك من أوجاع في المفاصل، دون أن يصاحبها احمرار أو تورم، علاوة على التهاب في الحلق وتورم في العقد اللمفاوية.

أيضا يبدو المريض غير قادر على المشي لمسافات قصيرة للغاية، مع إيجاد صعوبة في كتابة بعض الأسطر، وكأنه لا يملك إلا القليل من مستويات الطاقة غير القادرة على دعمه من أجل تنفيذ رغباته.

أعراض ذهنية

تؤدي تلك الأعراض إلى إضعاف القدرات العقلية للمصاب باضطراب التعب المزمن، إذ ربما يصاب بدرجة من فقدان الذاكرة، مع انخفاض ملحوظ في القدرة على التركيز.

لا يتوقف الأمر عند هذا الحد المزعج، بل يعاني ضحية متلازمة الإجهاد المزمن من حالة طبية تعرف باسم انخفاض ضغط الدم الوضعي، والتي تتمثل في الشعور بالدوار أو فقدان الوعي بمجرد التحول من وضعية النوم أو الجلوس إلى الوقوف.

أعراض النوم

تزداد صعوبة متلازمة التعب المزمن على المريض، مع تسببها في معاناته من صعوبات شديدة في النوم، مع الإصابة بـ الأرق الشديد، حيث يبدو وكأنه قد صار ضحية لحالة أرق مزمنة تعيقه عن النوم بسهولة بصفة شبه يومية.

كذلك يصبح مريض الإجهاد المزمن أكثر استعدادًا للإصابة بعدد لا بأس به من اضطرابات النوم، علمًا بأنه حتى إن حصل على ساعات النوم المثالية ليلًا، فإنه قد يشعر رغم ذلك بعدم الراحة عند الاستيقاظ.

الجدير بالذكر أن الأعراض السابقة كافة قد تظهر في صورة نوبات، تشتد حدتها أحيانًا قبل أن تهدأ في أحيان أخرى، فيما يمكنها العودة من جديد حتى بعد الاختفاء التام لفترة ما.

مضاعفات متلازمة التعب المزمن المتوقعة

تشبه متلازمة الإجهاد المزمن الوحش الكاسر، والذي لا يتوانى عن تدمير ضحيته، سواء عبر إصابتها بالأعراض السابقة، أو من خلال زيادة فرص معاناتها من المضاعفات التالية:

  • متلازمة الفيبروميلاغيا أو الألم العضلي التليفي، والتي تؤدي كما يكشف اسمها إلى آلام شديدة بالعضلات.
  • متلازمة الأمعاء المتهيجة والمؤثرة على حالة القولون، لتتسبب في الإصابة بانتفاخات البطن وسوء الهضم.
  • الحساسية الكيميائية المتعددة والتي تعرف كذلك باسم عدم تحمل البيئة مجهول الأسباب.
  • خلل المفصل الصدغي الفكي، المؤدي لألم عضلات المضغ بالفك.
  • أعراض ما بعد الارتجاج مثل الصداع وعدم التركيز والشعور بالدوار.
  • صداع التوتر صاحب النتائج شديدة السلبية على ذهن المصاب.
  • التهاب المثانة الخلالي المعروف أيضًا باسم متلازمة المثانة المؤلمة.
  • التهاب البروستات الجرثومي المزمن.
  • ألم حوض الجسم شديد الحدة على أغلب ضحاياه.
  • الاكتئاب الذي يحتاج لبدء مرحلة علاج مع طبيب نفسي.

ينبه الباحثون إلى أن المضاعفات السابقة أحيانًا ما تشكل هي أسباب المعاناة من متلازمة التعب المزمن، ليعيدنا ذلك إلى حيرة العلماء بشأن عوامل الإصابة المؤكدة لهذا الاضطراب.

تشخيص متلازمة التعب المزمن

متلازمة التعب المزمن
تشخيص متلازمة التعب المزمن

يحتاج الأطباء في البداية وقبل تحديد كيفية العلاج، إلى تشخيص متلازمة الإجهاد المزمن لدى المريض المحتمل، ما لا يتحقق عبر فحوصات وأشعة تقليدية أو تحاليل معروفة مثل تحاليل الدم، بل عبر ملاحظة مدى تكرار ظهور الأعراض المذكورة مسبقًا، مع تبين درجة حدتها، وفي ظل مراجعة التاريخ الصحي للمريض.

كذلك يقوم الأطباء باستبعاد الأسباب الجانبية المؤدية لظهور أعراض شبيهة بعلامات متلازمة التعب المزمن، ومن بينها داء كثرة الوحيدات ومرض لايم الالتهابي والتصلب المتعدد، إضافة إلى الذئبة الحمراء والاضطراب الاكتئابي.

لا يمكن إغفال التشابه الواضح بين أعراض التعب المزمن وعلامات شرب الكحوليات أو الحصول على أدوية مضادات الهستامين، وكذلك أعراض اضطرابات النوم أو السمنة، ما يكشف في جميع الأحوال عن ضرورة اللجوء للأطباء عند الرغبة في التشخيص دون الاعتماد على وجهة النظر الشخصية أو آراء المقربين.

علاج متلازمة التعب المزمن

متلازمة التعب المزمن
علاج متلازمة التعب المزمن

بقدر الغموض الذي يحيط بأسباب متلازمة الإجهاد المزمن، نلاحظ عدم الوضوح الخاص بطرق العلاج، حيث لم يتم التوصل لوسيلة شفاء جذرية للأزمة، وخاصة مع تعدد درجات الاضطراب وحدته، إلا أن بعض طرق العلاج قد تساهم في تحسين الحالة وإبقاء أعراضها المزعجة تحت السيطرة، مثل:

وضع الحدود

لا تعد تلك الخطوة من خطوات علاج التعب المزمن، بقدر ما يمكن وصفها بأنها وسيلة للوقاية من أعراضه المزعجة، فيما تتمثل في وضع الحدود التي لا يمكن تجاوزها تحت إشراف الطبيب.

يتطلب الأمر إذن قيام المريض بمراقبة نفسه، مع كتابة النشاطات التي يمارسها بصفة يومية وملاحظة تأثيراتها السلبية على الجسم، من أجل التوصل للأنشطة المقبولة له وللأنشطة الأخرى المضرة به.

تغيير نمط الحياة

يحتاج مريض متلازمة التعب المزمن إلى إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة، حتى تصبح مناسبة لحالته، حيث يشمل ذلك تقليل نسب الكافيين التي يمكن الحصول عليها على مدار اليوم، أو ربما تجنبها تمامًا، للحد من دورها السلبي المؤثر على النوم والمحفز للأرق.

كذلك يبقى ضحية التعب المزمن بحاجة إلى السيطرة على عادة التدخين السيئة، حيث ينصح إما بالتوقف التام عن الحصول على النيكوتين أو على الأقل تقليل ذلك الأمر قدر الإمكان، مع تجنب الكحوليات صاحبة الأضرار المتعددة.

تحسين فرص النوم

إن كانت متلازمة التعب المزمن دائمًا ما تلقي بظلالها على مشاعر الراحة، والمؤثرة بالسلب على درجة الاسترخاء خلال ساعات النوم، فإن الحل يتمثل بوضوح في القيام بكل ما يساعد على محاربة الأرق وتسهيل النوم ليلًا.

يحتاج مريض متلازمة التعب المزمن إذن إلى اتباع روتين نوم ثابت، يشهد الذهاب للفراش في نفس الموعد من كل ليلة، مع الاستيقاظ أيضًا في وقت محدد لا يتغير إلا في أضيق الحدود، مع أهمية تجنب القيلولة إن كانت تتعارض مع النوم في المساء.

الاسترخاء

يبدو مريض متلازمة التعب المزمن من أكثر البشر حاجة إلى الاسترخاء، حيث يتحقق ذلك عبر طرق عدة، من بينها ممارسة اليوجا متعددة الفوائد العضوية والنفسية، أو من أي نشاطات التأمل.

كذلك يمكن لجلسات التدليك التي تجرى بواسطة المتخصصين، أن تساهم بنسبة ما في تقليل أعراض متلازمة التعب المزمن، مع الوضع في الاعتبار أن استشارة الطبيب قبل اتخاذ أي خطوة علاجية هو أمر لا يمكن تجاهله.

الحصول على المكملات

أحيانًا ما تساهم بعض المكملات في تحسين حالات متلازمة الإجهاد العام، إلا أن الأمر لا يمكن تطبيقه على الجميع، بل يحتاج لاستشارة الطبيب دومًا من أجل اختيار المكمل المناسب، حتى لا يؤدي إلى ظهور أعراض جانبية شديدة الإضرار بحالة المريض.

يشير العلماء في أغلب الأحوال إلى أن مكملات ثنائي النوكليوتيد الأدنين وأمين النيكوتين، لها دور جيد في مقاومة أعراض التعب المزمن، مثلها مثل مكملات المغنيسيوم أو أحماض الأوميجا 3.

العلاج السلوكي المعرفي

من الوارد أن تسبب المتاعب التي يعاني منها ضحية متلازمة التعب المزمن، إلى إصابته بحالة نفسية شديدة السوء، حيث يؤكد الخبراء أن نسبة كبيرة من المصابين بهذا الاضطراب قد عانت من الاكتئاب والقلق الشديد في مرحلة من المراحل، ليبدو العلاج النفسي مطلوبًا.

يرشح الخبراء دومًا جلسات العلاج السلوكي المعرفي، والتي توصف لمرضى الكثير من الأزمات النفسية، مثل الاكتئاب والقلق الدائم واضطراب ثنائي القطب، لتبدو مفيدة للغاية لكل من يعاني من الإجهاد العام مجهول الأسباب.

الحصول على الأدوية العلاجية

بالطبع لا يمكن شفاء ضحايا متلازمة الإجهاد المزمن عبر تناول دواء علاجي محدد، مع التغير الدائم لأعراض الأزمة من وقت لآخر، إلا أن بعض الأدوية قد تساعد المريض على تجاوز محنته، إن بدأ يتعرض لمضاعفات تخص الاضطراب المزعج.

يحتاج المصاب بهذا الإجهاد المزمن إلى تناول بعض الأدوية العلاجية لمقاومة الآلام الحادة، من أجل التأقلم مع الأوجاع المصاحبة للاضطراب المؤلم، وخاصة تلك التي تصيب المفاصل، كما يمكن للطبيب أن يصف بعض الأدوية المهدئة أو العلاجات النفسية الأخرى، لمواجهة الحالة النفسية السيئة للمريض حينها.

تجدر الإشارة إلى أن بعض الأدوية العلاجية التي توصف لضحايا متلازمة التعب المزمن للسيطرة على الأزمة قدر المستطاع، قد تؤدي لظهور أعراض جانبية شبيهة بعلامات الاضطراب نفسه، مثل الدوخة وضعف الذاكرة، ليكشف ذلك عن أهمية الجلوس مع الطبيب لتحديد مكاسب وخسائر كل دواء، لاتخاذ قرار تناوله أو تجنبه فيما بعد.

نصائح لمرضى متلازمة التعب المزمن

متلازمة التعب المزمن
نصائح لمريض متلازمة التعب المزمن

بينما تعد طرق العلاج المتبعة تحت إشراف الأطباء ضرورية من أجل التحكم في أعراض متلازمة التعب المزمن، فإن اتباع بعض النصائح الجانبية أيضًا قد يأتي بأفضل النتائج بمرور الوقت، مثل:

تنظيم الوقت والجهد

يمر ضحية الإجهاد العام بفترات تتحسن حالته خلالها بشكل ملحوظ، مقارنة بفترات أخرى قاسية تشهد نوبات مؤدية لتراجع الحالة كثيرًا، وبدرجة قد تعيقه عن القيام بأبسط المهام مثل الاستحمام بعد الاستيقاظ في الصباح، ليبدو المريض بحاجة ماسة إلى تنظيم وقته كي يترك لنفسه المساحة المريحة لإنجاز نشاطاته دون استعجال.

كذلك يبقى المريض بحاجة شديدة إلى التأكد من أن شعوره المؤقت بالراحة لا يعني ضرورة استغلال الموقف للقيام بكل النشاطات المؤجلة تحسبًا لعودة نوبات المرض من جديد، نظرًا لأن هذا القرار الخاطئ سوف يؤدي عاجلًا أم آجلًا إلى استعادة أعراض الاضطراب بصورة أكثر قسوة، ما يكشف عن أهمية الاتزان.

اختيار الرياضة الملائمة

يدرك أغلبنا دور الرياضة المذهل في تحسين الحالة الصحية للإنسان، وسواء على الصعيد العضوي أو النفسي، إلا أن الوضع يبدو مختلفًا قليلًا بالنسبة لمريض متلازمة التعب المزمن، في ظل معاناته من الإجهاد عند ممارسة أقل المجهودات، لتبدو الرياضة التقليدية مضرة به وليس العكس.

ينصح هنا باستشارة الطبيب المعالج من أجل اختيار المجهودات البدنية التي يمكن ممارستها بأمان، لاكتساب فوائدها دون أي أضرار، مع أهمية القيام بتلك المهمة تدريجيًا، والتوقف بمجرد ظهور أي أعراض مزعجة.

اتباع العادات الغذائية المفيدة

يؤدي اتباع أفضل العادات الغذائية الملائمة لضحية متلازمة التعب المزمن، إلى التحكم في أعراض هذا الاضطراب بدرجات ملحوظة، حيث يشمل ذلك تقسيم الطعام إلى وجبات صغيرة يمكن تناولها لمرات عدة على مدار اليوم، من أجل ضمان الحفاظ على مستويات الطاقة دون تدهور.

كذلك تشمل العادات الغذائية المطلوبة تناول الأكلات الصحية الطبيعية، مع تجنب السكريات أو المواد المستخدمة للتحلية، وبالطبع الكحوليات وكذلك الكافيين، مع الوضع في الاعتبار أن تقسيم الوجبات له دور كبير أيضًا في تقليل فرص المعاناة من الغثيان المصاحب أحيانًا لمريض متلازمة التعب المزمن.

تقوية الذاكرة

يحتاج ضحية متلازمة الإجهاد المزمن إلى القيام بكل ما يحول دون تراجع قدراته على التذكر يومًا بعد الآخر، حيث يتحقق ذلك أحيانًا عبر أبسط الأشياء، ومن بينها ممارسة ألعاب الأحاجي Puz­zles، أو الألعاب التي تتطلب ترتيب الأحرف والكلمات، وغيرها من وسائل التسلية القادرة على تنشيط الذاكرة، والتي أحيانًا ما يمكن ممارستها عبر أجهزة الهواتف الحديثة.

أما فيما يخص التعامل الأمثل مع ضعف الذاكرة، فإن المطلوب هو كتابة تفاصيل الأعمال والمهام اليومية مع الاستيقاظ أو على مدار اليوم، حتى نقلل من خطورة نسيان خطوات ضرورية، مع إمكانية الاستعانة بمنبه الهاتف للتذكير بالمهام في الوقت المناسب.

انتقاء العمل الملائم

على الرغم من أن فرص حصول كل شخص على عمل مناسب تمامًا لطبيعته وظروفه الخاصة، ليست كبيرة أو مضمونة، فإن الأمر يحتاج من مريض متلازمة التعب المزمن إلى السعي في اتجاه واحد، هو العثور على العمل الملائم لأعراض الاضطراب الخاص به.

تبقى الوظائف التي يمكن القيام بها من المنزل، من الأعمال المناسبة لمريض متلازمة الإجهاد المزمن، حيث توفر له أكثر ما يحتاج إليه، سواء المرونة الشديدة في المواعيد، أو القدرة على الحصول على الراحة في الوقت المناسب، لتبقى تلك النوعية من الوظائف وغيرها من الأعمال التي تضمن حصول المريض على حقه في الراحة حينما يشاء، هي الأفضل دون جدال، علمًا بأن نصف مصابي هذا الاضطراب تقريبًا يعملون بانتظام.

إخبار المقربين بطبيعة المرض

لا يعد تفهم الأشخاص المحيطين بضحية متلازمة التعب المزمن لطبيعة أزمته من المهام السهلة، بل يمكن لبعض الأشخاص المقربين منه ألا يدركوا مدى تأثير هذا الاضطراب على المريض من جميع الجوانب، لتأتي أهمية شرح الأمر.

ليس المطلوب أن يقوم مريض متلازمة الإجهاد المزمن بشرح تفاصيل أزمته لكل شخص يعرفه، فقط ينصح بالكشف عن بواطن الأمور للمقربين فحسب، مع عدم التكتم على الوضع الصحي عند التحدث مع طرق العلاقة الزوجية المحتمل، نظرًا لأن تأثير تلك الأزمة بالسلب على الحياة الزوجية يبدو مؤكدًا.

في الختام، يتضح دون أي مجال للشك مدى تعقيد حالات متلازمة التعب المزمن، والتي تضر ضحاياها على المستوى الجسدي والنفسي بلا رحمة، لذا ينصح دومًا بدعم مريض هذا الاضطراب دون توقف، في ظل اتباع المريض نفسه الخطوات المذكورة مسبقًا وحتى تبدأ معاناته في التلاشي يومًا بعد الآخر.

المصدر
مصدر 1مصدر 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى