ثقافة ومعرفة

محمد الفاتح.. القائد الذي أجرى السفن على اليابسة

عرفت القسطنطينية قديما بأنها عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، وعلم الخلفاء والولاة أن سقوطها في أيدي المسلمين يعني الكثير، لذا كانت المحاولات المتكررة لغزوها وفتحها بدءا من عهد عثمان بن عفان ‑رضي الله عنه- واشتدت في عهد معاوية بن أبي سفيان ‑رضي الله عنه- إلى أن جاء الفتح على يد السلطان العثماني محمد الفاتح.

نشأة محمد الفاتح

ولد السلطان محمد بن مراد الثاني في أدرنة عام 1429م، ونشأ في ملك والده السلطان مراد الثاني الذي كان السلطان السابع للدولة العثمانية، واهتم السلطان مراد الثاني برعاية ابنه محمد الفاتح وتعليمه حتى يكون جديرا بالمسؤوليات التي ستلقى على عاتقه بعد توليه الحكم.

تعلم محمد الفاتح القرآن وأتم حفظه في سن صغيرة، وحفظ الكثير من الأحاديث وتعلم الفقه، كما درس فنون القتال والحروب، وأيضا تعلم الكثير عن الفلك والرياضيات بالإضافة إلى إتقانه العديد من اللغات الأخرى غير العربية مثل الفارسية واللاتينية واليونانية، وكان دائما يشارك مع والده في الحروب والغزوات.

ولمساعدته على تدبير أمور الدولة وإدارة شؤونها؛ قام السلطان مراد الثاني بتعيين محمد وهو صغير السن أميرا على مغنيسيا، وكان ذلك تحت إشراف مجموعة من كبار علماء عصره مثل الشيخ أحمد بن إسماعيل الكوراني، والشيخ آق شمس الدين؛ مما كان سببا أساسيا في تكوين فكره وثقافته على أسس إسلامية صحيحة.

بعد وفاة أبيه مراد الثاني تولى محمد الفاتح السلطنة في الخامس من شهر محرم عام 855هـ، السابع من شهر فبراير عام 1451م، وكان أول ما فعله بعد توليه السلطنة العثمانية أن بدأ التجهيز والاستعداد حتى يفتح القسطنطينية لجعل البلاد متصلة وتسهيل الفتوحات في منطقة البلقان.

محمد الفاتح

أهم إنجازات محمد الفاتح

  • سار على نهج أجداده من سلاطين الدولة العثمانية في الفتوحات.
  • أعاد هيكلة وإدارة المؤسسات ومرافق الدولة العثمانية بعد توليه الحكم العثماني بما يعود على الدولة وشعبها بالخير والصلاح.
  • عمل على تطوير كتائب الجيش من خلال دعمه لهم بالمال وتزويدهم بالسلاح.
  • أعاد هيكلة إدارة أقاليم الدولة العثمانية بتثبيت الولاة الصالحين وإقالة الولاة الظالمين والمقصرين.
  • طور البلاط السلطاني وأمدهم بما يحتاجون إليه من خبرات عسكرية وإدارية للمساعدة على تحقيق التقدم والاستقرار.
  • بعد استقرار دولته وتحقق قوة جيشه بدأ محمد الفاتح في الفتوحات ونشر الإسلام.
  • فتح القسطنطينية عاصمة بيزنطة وتحويلها إلى عاصمة الدولة العثمانية.

فتح القسطنطينية

الاستعداد لفتح القسطنطينية

عمل الشيخ أحمد الكوراني والشيخ آق شمس الدين أثناء تعليمهما لمحمد الفاتح على تشجيعه ليفتح القسطنطينية، مما جعل محمد الفاتح يجعل من فتح القسطنطينية هدفا عظيما له حتى قبل أن يتولى السلطنة

ولما تسلم محمد الفاتح سلطنة الدولة العثمانية كان أول ما سعى إليه هو إعداد جيش كبير يتكون من أكثر من 250 ألف مقاتل، وبدأ في تجهيز القلاع والحصون على حدود القسطنطينية مثل قلعة روملي، واعتنى كذلك بجمع الأسلحة اللازمة لهدم حصون المدينة، واستعان بمهندسين خبراء لتطوير المدافع.

الهجوم على القسطنطينية

بعد إتمام التجهيزات ووضع الخطة لفتح مدينة القسطنطينية عاصمة بيزنطة، وصل الجيش العثماني بقيادة السلطان محمد الفاتح إلى القسطنطينية في يوم الخميس الموافق السادس والعشرين من ربيع الأول عام 857هـ، السادس من أبريل عام 1453م وبدأت المعركة.

بعد أن أحكم الجيش العثماني قبضته على القسطنطينية حاول الجيش البيزنطي الدفاع عن المدينة ووزعوا الجيش على أسوارها، ولكن عبقرية السلطان محمد الفاتح كانت بارزة أثناء المعركة؛ حيث قام على حين غفلة من العدو وبخطة عبقرية بنقل السفن من مرساها إلى القرن الذهبي عن طريق جرها على أبواب مدهونة بالزيت في الطريق بين الميناءين الذي كان صعبا ووعرا للغاية.

وكانت فكرة نقل السفن عن طريق البر هي السبب الرئيسي في الانتصار في المعركة وفتح القسطنطينية بعد فضل الله ‑تعالى- وعونه، وكان العالم بأسره يعتبر ما حدث معجزة من المعجزات، كما كان لوجود سفن المسلمين في القرن الذهبي أثر كبير في إضعاف معنويات العدو المُدافع عن أسوار المدينة، مما أدى في النهاية إلى هزيمة البيزنطيين وانتصار المسلمين، ورفعت راية الإسلام على القسطنطينية.

وفاة محمد الفاتح

في الرابع من ربيع الأول عام 886هـ، الثالث من مايو عام 1481م توفي القائد العثماني العظيم محمد الفاتح، وقيل إن سبب وفاته كان أن أحد أطبائه دس له السم في طعامه.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى