نصائح

7 خطوات للقضاء على الطاقة السلبية في حياتك

تؤثر الطاقة السلبية على صاحبها وعلى كل المحيطين به، فتزداد مشاعر القلق والتوتر والإحباط، وتؤدي في النهاية للإصابة بأمراض نفسية، يصعب اقترانها مع تحقيق النجاح والتطور، لذا نقدم بعض الطرق التي تساعدنا على التخلص من أي طاقة أو مشاعر سلبية تضرنا نحن قبل أي شخص آخر.

الطاقة السلبية

ربما لا يوجد تعريف محدد يكشف عن تفسير الطاقة السلبية، إلا أن الخبراء اتفقوا على أنها كل المشاعر أو الأفكار السيئة، والتي ما أن تسيطر على عقل صاحبها، حتى تدفعه إلى ممارسة سلوكيات لا تؤهله للنجاح.

يؤدي الوقوع تحت سيطرة الطاقة السلبية إلى مشاعر أكثر سوءا من الواقع، حيث يمكن لضحية الأفكار المظلمة أن يبقى في حالة دائمة من التوتر والقلق، كما يصبح التشاؤم هو أسلوب تفكيره الذي يمنعه من خوض التجارب الجديدة أو من الإبداع في عمله أو تطوير علاقاته الاجتماعية المختلفة.

مصادر الطاقة السلبية

الطاقة السلبية
مصادر الطاقة السلبية

تتعدد مصادر الطاقة السلبية التي تضر بصاحبها وبمن حوله من بشر، فيما يمكن جمع عوامل الخطر أسفل 3 مصادر هي الأكثر شمولًا، وهي:

الأشخاص السلبيون

هو المصدر الأول والأكثر خطورة للطاقة السلبية، والذي يتمثل في الشخص السلبي، والذي ما إن يجلس معك حتى يتحدث عن أمور محزنة وأفكار متشائمة، فيما لا يكل أو يمل من توجيه الانتقادات واللوم لكل ما يحيط به.

يحذر خبراء علم النفس دومًا من الاحتكاك بتلك النوعية من البشر، والتي تبث سمومها في عقول الآخرين، فسواء قاموا بذلك بقصد أو دون قصد، فإن النتيجة المؤكدة هي انتقال أفكارهم السلبية إلى البشر المحيطين بهم، لذا يعد الخيار الأفضل هو تجنبهم قدر الإمكان.

البيئة السلبية

من الوارد أن يكون سر المعاناة من الطاقة السلبية يتلخص في التواجد في مكان يحفز تلك الأفكار السيئة، ليس المقصود هنا فقط أماكن العمل التي شهدت نزاعات سابقة مع الزملاء، أو أماكن التنزه التي شهدت خلافات مع الأصدقاء، بل كذلك الأماكن التي لم تشهد كل ذلك لكنها تتسم بعدم الإيجابية شكلًا أو موضوعًا.

يبدو من المؤكد أن التواجد داخل منزل غير مرتب تتراكم فيه الأوراق والأغراض المخزنة عديمة القيمة، أو بداخل مطعم لا يراعي معايير السلامة أو النظافة، يزيد من التوتر ويسهل كثيرًا من سيطرة الطاقة السلبية على عقول الزوار، لذا ينصح بعدم اعتياد التواجد في أي مكان يحفز تلك المشاعر السلبية لديك.

الحديث الداخلي السلبي

لا يمكن وضع اللوم فقط على الآخرين أو على الأماكن المحيطة بنا، بل كذلك يمكن للحديث السلبي والذي يدور بين الشخص ونفسه، أن يكون سر تعاسته الدائمة، وشعوره بقلة الحيلة أو التشاؤم تجاه الأمور المستقبلية، بعكس ما يحدث مع صاحب الحديث الداخلي الإيجابي، والذي يؤكد الخبراء أنه أقل عرضة لأمراض القلب والأوعية الدموية والاكتئاب ونزلات البرد أيضًا.

ينبه الباحثون إلى أن تجاهل الأزمات ليس هو المطلوب من أجل التحلي بالطاقة الإيجابية وتجنب الطاقة السلبية، بل مواجهتها بثقة وبالاعتماد على نظرة تتسم بالاتزان ولا تخلو من التفاؤل، كي تصبح أقل تعقيدًا.

أعراض الطاقة السلبية

الطاقة السلبية
أعراض الطاقة السلبية

إن كنت اختبرت الطاقة السلبية في هيئة بشر أو أماكن شديدة السلبية ومضادة للإيجابية، أو عبر التفكير الداخلي المحبط وغير المتفائل، فلعلك تدرك الأعراض التالية التي يؤدي الانتباه إليها مبكرًا لمقاومتها، مثل:

توجيه الانتقادات

يؤدي توجيه الانتقادات للآخرين أحيانًا إلى الشعور الداخلي بالراحة، كونها من الطرق التي يفرغ من خلالها الإنسان بصورة تلقائية غضبه من شخص أو موقف أو مكان ما، لكنها في النهاية تندرج تحت قائمة أعراض الطاقة السلبية، والتي تؤدي عاجلًا أم آجلًا إلى تعاسة صاحبها.

الشكوى المستمرة

ربما لا يشهد هذا العرض انتقاد الآخرين، لكنه لا يخلو رغم ذلك من الشكوى الدائمة، وكأن البكاء على اللبن المسكوب قد يحقق أي فائدة، حيث يحدث الأمر أحيانًا بصورة لا إرادية من الشخص، حينما يخرج ما في جعبته من أفكار سلبية على الملأ، لتصبح النتيجة المؤكدة حينها هو شعور الآخرين بالإحباط أو الغضب أو على أقل تقدير بالملل.

الأرق الدائم

تتنوع الأسباب المؤدية إلى مواجهة صعوبات النوم وتحديدًا الأرق المستمر، فيما بات من المؤكد أن الوقوع تحت سيطرة الأفكار السلبية يعد من بين أبرزها، نظرًا لأن تلك الأفكار المحفزة للتوتر تقلل من الاسترخاء وتجعل النوم حلمًا بعيد المنال، علمًا بأن الطاقة السلبية إن كانت تؤدي للأرق، فإنها أحيانًا ما تنتج عن الأرق، لتصبح العلاقة بين الأمرين متشابكة ومضرة بعقول أصحابها في نهاية المطاف.

تدهور الحالة الصحية

تؤدي الطاقة السلبية إلى تدهور الحالة الصحية كما ذكرنا من قبل، وبصور غير متوقعة، حيث يعمل التوتر على تحفيز بعض المشكلات العضوية، كونه يخل باتزان الهرمونات في الجسم، ليضعف الجهاز المناعي، قبل أن يجعل الإصابة بأمراض القلب ومشكلات الهضم واردة، هذا إضافة إلى الدور النفسي السلبي الذي يقوم به، حينما يحفز مرض الاكتئاب والقلق لدى ضحية أفكارا لا تتسم بالإيجابية بأي حال من الأحوال.

خطوات القضاء على الطاقة السلبية

الطاقة السلبية
خطوات القضاء على الطاقة السلبية

تتعدد الطرق التي يمكن اتباعها إذن من أجل التخلص من الطاقة السلبية، سواء عبر تعديل طريقة التفكير أو السلوك، ما نكشف عنه في السطور التالية:

الامتنان لكل ما حولنا

سواء كانت الأمور تسير على ما يرام، أو كانت معقدة للغاية، لا بد وأن تشعر بالامتنان لكل ما تملك من ميزات وإيجابيات، فحمد الله على نعمه ينقلنا من مرحلة الغضب إلى حالة أخرى من التقدير، ما يظهر جليًا بمرور الوقت وأمام أعين الآخرين، ليخلق فيما بينكم حالة من الإيجابية تساعد كثيرا على تجاوز الأزمات والوصول للمراد.

الضحك على النفس

إن كان من الصعب على شخص ما تقبل سخرية لطيفة من أقرب الناس إليه، فهذا دليل واضح على جدية مبالغة، وأحيانا إشارة إلى التعرض لضغوطات فائقة، وهو ما يمكن تجاوزه سريعًا من خلال تدريب النفس على أخذ الأمور بحدة أقل، والسخرية والضحك من الأمور الصعبة، بل يشار إلى أن الضحك على الذات، أحيانًا ما يخفف من التوتر ويمنح شعورًا أفضل لصاحبه.

مساعدة الآخرين

هناك ترابط قوي ما بين السلبية والأنانية، فمن يعيش لنفسه وحسب، لن يملك بالتأكيد أهدافا سامية أو قيمة يحلم بالوصول إليها، وسيمر بطريق طويل وصعب جدا حتى يصل لمبتغاه، إن وصل، وهو ما يتنافى مع الإيجابية التي تبنى من خلال السعي وراء قيمة، تساعدك وتساعد غيرك، لذا ينصح بتقديم المساعدات للآخرين ومهما بدت بسيطة القيمة، إذ يمكن لسلوك تقليدي مثل فتح باب المصعد لمن يقف بجوارك لانتظاره، أو شكر من يقدم لك أي خدمة حتى وإن لم تتطلب منه بذل أي مجهود، أن يكون أحد أسباب سعادة الآخرين لينعكس عليك بالإيجاب.

تعديل طريقة التحدث

ربما يظن البعض أن أسلوب التحدث السلبي لا يضر إلا بالمستمع، وهو ما يخالف الواقع دون شك، نظرًا لأن اللهجة التشاؤمية قد تمنع صاحبها من وضع الأهداف البعيدة أو التفكير في المستقبل من الأساس، وهو أمر ينطبق كذلك على التحدث بسوء عما حدث في الماضي، لذا ينصح عند خوض حديث عن واقعة مؤسفة حدثت لك من قبل بعدم وضع اللوم على النفس، والتعلم من الأخطاء دون المبالغة بشأنها.

معرفة الأشخاص الإيجابيين

لن يكون البقاء وسط مجموعة من الأشخاص السلبيين محفزا للتقدم والتطور على الإطلاق، ومهما كان الإنسان يتمتع بالثبات والإيجابية، ما يجب أن ينبهنا إلى عدم الاختلاط كثيرا بمن يثبطون العزائم، بل التواجد وسط هؤلاء ممن يشجعون على تحقيق الأهداف والوصول للأفضل.

اتخاذ القرارات

تقترن صفة السلبية دائمًا بالخوف من المستقبل ومن كل جديد، الأمر الذي تظهره مشاعر الرهبة من اتخاذ القرارات الصعبة منها أو السهلة، من هنا يجب أن يتسم سلوك الإنسان دومًا بالحزم والحسم، للقضاء على تلك المشاعر المحبطة، والتي تظهر عند مواجهة المواقف الصعبة، ما يتحقق عبر اقتحام الأزمات الذي يمنح الإنسان الشعور بالقوة من أجل تحمل أي مشكلة، وعدم الخوف من الأمور الغامضة.

تحمل المسؤولية

هناك فارق كبير بين من يجد نفسه مجرد رد فعل، ومن يرى أنه صاحب الفعل، فشعور الشخص بأنه دائما ما يكون ضحية لما يتم من حوله، لن يجعله يتقدم ولو خطوة واحدة للأمام، كونه يعاني من عدم امتلاك زمام أموره، بعكس الشخص الإيجابي الذي يؤمن بأنه من يتحكم في مصيره بنفسه، ما يجعله دائما يعمل ويجتهد من أجل الوصول لمبتغاه.

في الختام، تبقى الطاقة السلبية المسيطرة على الإنسان هي العامل الأبرز وراء تعاسته، فسواء أدت إلى إحباطه وعدم تقدمه للأمام مهما مرت السنوات، أو بدت مضرة به على صعيد الصحة العضوية أو النفسية، فإن القضاء عليها يبقى هو الخيار الوحيد إن كان الهدف هو النجاح.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى