ثقافة ومعرفة

تعيش في خط الاستواء.. وحقائق علمية مذهلة عن البطاريق

يفتتن الكثير من البشر بطيور البطاريق، بدءا من الطريقة المضحكة التي تتمايل بها في مشيتها، إلى نمط حياتها المذهلة، ولكن بمجرد إمعان النظر في تلك الكائنات، نكتشف أن لها جانبا مُغفلا وكبيرا لا بد من الوقوف عنده.

وفي السطور التالية يقف موقع قل ودل ليمعن النظر في حياة طيور البطاريق…

بيئات مثلى للبطاريق

البطاريق
البطاريق

تنتشر العديد من المعلومات الخاطئة، عن حياة البطاريق والبيئة المناسبة للعيش بها، حيث يُعرف أنها لا تعيش إلا في المناطق الجليدية القريبة من القطبين، الشمالي والجنوبي، في حين أن الحقيقة تتمثل في أن غالبية أنواع طيور البطاريق، تعيش في المناطق المعتدلة أو المدارية، من حيث المناخ.

كما أنه لا توجد أية بطاريق في القطب الشمالي، فكل البطاريق التي عاشت في العالم تقريبا، كانت في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، مما يدل أنه لا بطاريق في مدغشقر بخلاف ما يظهره مسلسل رسوم متحركة تلفزيوني أمريكي شهير باسم «بطاريق مدغشقر»، والاستثناء الوحيد في ذلك يتمثل في طائر بطريق مارق مر بهذه البقعة من العالم عن غير قصد خلال رحلة صيد عام 1956.

18 نوعاً من البطاريق

البطاريق
البطاريق

يوجد في العالم 18 نوعا وسلالة مختلفة من البطاريق في العالم، وتعد سلالة «بطريق الغالاباغوس» أشهر تلك السلالات، وتعيش على خط الاستواء، ويشكل نوعا «البطريق الإمبراطور» و«بطريق آديلي»، النوعيّن الوحيديّن اللذين يتكاثران فقط في القطب الجنوبي، كما يعرف أن أقدم طائر بطريق كان يعيش في نيوزيلندا.

من خلال الأقمار الصناعية

طيور البطاريق
طيور البطاريق

وبالحديث عن بطاريق «الإمبراطور» فيتم تصوير أعدادها الهائلة في القطب الجنوبي، من خلال الفضاء، بعد تحديد مواضع المستعمرات التي تعيش فيها عبر البحث في صور الأقمار الصناعية، وتساعد اللطخات البنية الناجمة من فضلات البطاريق على تحديد المستعمرات.

طيور البطاريق
طيور البطاريق

وتناقصت أعداد البطاريق المنتمية لهذا النوع، والتي كانت ضعف ما كان يُعتقد في السابق.

ما بين الطيور والأسماك

البطاريق
البطاريق

على مدار وقت طويل، ظن المستكشفون الأوائل، أن البطاريق ما هي إلا أسماك، ولكنهم سرعان ما تراجعوا عن ذلك الاعتقاد، ليصنفوا البطاريق على أنها كائنات تقف في منتصف الطريق ما بين فئة الطيور والأسماك، ومن بعد التقاط الكثير من الصور، أصبح العالم مهووسا بالبطاريق، مع شعور بالبهجة عند تمايلها منتصبة على قدميها، ولرؤية أذرعها الشبيهة بالأجنحة، وللهيئة المضحكة لأفرخها التي تتكور أجسادها، بينما تدور البطاريق البالغة حولها وكأنها تتزلج.

ما بين السباحة والطيران

البطاريق
البطاريق

في عام 1911، اعتقد المستكشف الإنجليزي الكابتن روبرت سكوت و3 رجال آخرين، في النظرية السائدة، التي تفيد بأن البطاريق لم تصل بعد إلى درجة التحور الكافية لجعلها قادرة على الطيران، وأنها قد تشكل الحلقة المفقودة ما بين عصر الطيور والديناصورات.

ولكن بعد فحص بيض البطاريق التي جمعوها من رحلتهم إلى القطب الجنوبي، ودراسته لتشريح هذا البيض، وجد سكوت أن أسلاف هذا النوع من الطيور فقدت القدرة على الطيران منذ 70 مليون عام كاملة، بعد أن أصبحت ماهرة بشكل كبير في السباحة، وصارت عظامها أثقل.

البطاريق
البطاريق

وثقلت عظامها من أجل مساعدتها على الغوص، وبات بوسع تلك البطاريق السباحة تحت الماء بسرعة تصل إلى 25 ميلا في الساعة، بما يعادل 40 كيلومترا في الساعة، بالإضافة لقدرتها على بلوغ أعماقا تزيد على 500 متر.

حول التكاثر

البطاريق
البطاريق

يُشاع خطأً أن البطاريق كائنات رومانسية بطبيعة الحال، ويعزو العلماء أعداد البيض وحياة التكاثر بشكل زائد، للبطاريق القطبية، وخصوصا البطاريق المنتمية لنوع لـ«بطريق المعكرونة»، والتي تعيش في أقصى جنوب الكرة الأرضية، حيث تتكاثر في مستعمرات يصل عددها فيها إلى نحو 100 ألف بطريق.

تبني صغار أخرى

طيور البطاريق
طيور البطاريق

في كثير من الأحيان، تلجأ إناث البطريق وتحديدا من النوع «الإمبراطوري»، إلى تبني صغار أخرى مهملة من قبل أُسَرِها، عندما تفقد الأفرخ التي خرجت من البيض الخاص بها.

كما تتسم بالعنف أحيانا، إذ يندلع عراك بين حشود إناث البطاريق، في طور احتضان البيض حتى يفقس، وذلك في صراع ضارٍ لانتزاع الأفرخ من بعضها البعض، وقد تمتد فترة خطف هذه الأفراخ ما بين دقائق معدودات وبضعة أيام، وغالبا ما ينتهي الأمر بنبذها لتنفق جراء البرودة القارسة.

بل إن الأمر اختلط ذات مرة على إحدى إناث البطريق لتخطف فرخ عدو لها، والمعروف بطائر «كركر»، وهو طائر آكلٍ لأفرخ البطاريق، في عمليات خطف تتسم بالغرابة والوحشية حيرت العلماء طوال عقود.

البطاريق وهرمون البرولاكتين

طيور البطاريق
طيور البطاريق

ويُفسر العلم تلك الظاهرة في الاختطاف، إلى أن الإناث تضطر للذهاب للبحر للحصول على الغذاء، تاركةً للذكور مهمة حضانة البيض لكي يرقد عليه ويبقى دافئا، وتكمن هنا المشكلة في إفراز هرمون البرولاكتين، الذي يثير لدى الطيور الإناث الرغبة في الاعتناء بأفرخها، ولكن يتوقف هذا بمجرد أن يغيب بيضها عن عينيها، وهو ما يجعلها تفقد الاهتمام بالأمر برمته.

تهديدات تواجه البطاريق

طيور البطاريق
طيور البطاريق

طيور «بطريق الإمبراطور» تنفرد عن سواها من الطيور في كونها تبني أعشاشها في ذروة فصل الشتاء، وعلى النقيض، تواجه أنواع البطاريق التي تعيش بالقرب من البشر تهديدات من كل الأنواع، بدءا بالصيد الجائر مرورا بالتسرب النفطي وصولا لخطر القطط المتوحشة، وهو ما يجعلها أميل لأن تصبح أقل من حيث العدد، ويشكل نوع «بطريق الغالاباغوس» الذي لا يزيد عدد الطيور المنتمية إليه على 2000 طائر، مثالاً على ذلك، فطيور «البطريق الإمبراطوري» تنفرد عن سواها من الطيور في كونها تبني أعشاشها في ذروة فصل الشتاء.

السر وراء عدم التجمد

بطريقة غريبة تحافظ طيور البطاريق بها على درجة حرارة ريشها الكثيف في ظروف قاسية تصل فيها درجة الحرارة إلى مستويات أقل من الصفر، ويرجع ذلك إلى أن خصائص الريش القصير والسميك لطيور البطاريق، يحول دون تجمد ذلك الريش عند حركتها في مياه تقل درجة حرارتها عن الصفر في منطقة القطب الجنوبي المتجمد.

ومن خلال مسام متناهية الصغر في أجساد تلك الطيور يمكن رؤيتها تحت المجهر الإلكتروني، بالإضافة إلى إفراز تلك الطيور لمزيد مما يعرف بمادة الزيت التي يفرزها الطائر لتنظيف نفسه من خلال غدة في جسده، والتي تعمل كمادة عازلة تقيها من الماء.

ويعتقد أن هذه العوامل تمنح ريش طيور البطريق في القارة القطبية خواصا تتسم بقدرة فائقة على مقاومة الماء، فذلك الريش الخارجي القصير والمكثف الذي يغطي أجسادها يتداخل ليشكل طبقة واقية سميكة من الريش تساعدها في الحفاظ على دفئها، فضلا عن طبقة سميكة من الدهون تحت جلدها تعد أيضا طبقة عازلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى