صحة ولياقة

ماذا يحدث لنا عند مشاهدة المسلسلات لفترات طويلة؟

هل تشعر بالمتعة عند مشاهدة المسلسلات بأنواعها المختلفة، بدرجة تدفعك إلى متابعة حلقاتها واحدة تلو الأخرى عبر منصات الإنترنت، لتنتهي منها في غضون أيام قليلة أو ربما ساعات؟ ربما إذن تنعم ببعض الفوائد النفسية لهذا الأمر، الذي لا يخلو من الأضرار أيضا، كما نوضح.

فوائد نفسية عند مشاهدة المسلسلات

لا يدرك الكثيرون كم الفوائد النفسية التي نحظى بها عند مشاهدة المسلسلات المحببة لنا، وعلى مدار ساعات متتالية وحلقة وراء الأخرى، إذ تؤكد الطبيبة وخبيرة علم النفس ريني كار، أن متابعة الأعمال الدرامية تساعد المخ على زيادة إفراز هرمون الدوبامين، والذي يخلق الشعور بالمتعة والمكافأة، لذا يقوم البعض عقب انتهاء كل حلقة تلفزيونية بمشاهدة الحلقة التي تليها فورا، للرغبة في الحصول على المزيد من هذا الدوبامين المنعش.

كذلك ترى روبين نابي، وهي أستاذة التواصل بجامعة سانتا باربارا الأمريكية، أن تعايش المشاهد مع إحدى شخصيات المسلسل الذي يتابعه، يساعده على تفريغ مشاعر داخلية لديه، بدرجة تزيد من انغماسه في متابعة مسلسل معين دونا عن الآخر.

لا يمكن تجاهل أهمية مشاهدة المسلسلات أيضا في تقليل مشاعر التوتر، حيث تعمل تلك الأعمال التلفزيونية على إعطاء المخ ما يشبه الاستراحة من القلق اليومي الذي يتعرض له في العمل وفي الشارع وفي الأماكن المختلفة التي يتردد عليها بصفة يومية، حتى يمكن للمرء أن يجدد نشاطه ويصبح قادرا على إعادة ممارسة نشاطاته اليومية في اليوم التالي.

يشير خبراء علم النفس إلى أن متابعة حشد من الناس لمسلسل ما، والنقاش بشأنه يأتي ببعض الفوائد النفسية، حينما يخلق مناخا من الترابط، حتى وإن كان بسبب الاتفاق على حب شخصية ما أو كرهها، علما بأن العلاقات العاطفية والزوجية تتحسن بدرجة ما، حينما يحرص طرفا العلاقة على متابعة المسلسلات سويا.

أضرار لا يمكن الاستهانة بها

على الرغم من أن مشاهدة المسلسلات تحقق للكثيرين متعة لا يمكن وصفها، إلا أن الأزمة هنا تكمن في التوقيت الذي يلي انتهاء متابعة تلك الأعمال، حيث يصف خبراء علم النفس الحالة التي يشعر بها الشخص المتعلق بالمسلسل حينها بأنها أحد أشكال الاكتئاب الظرفي، حيث ينخفض معدل الدوبامين الذي يفرزه المخ بوضوح مع انتهاء العمل الذي تابعه لفترة طويلة، ليشعر بالحزن الشديد أحيانا.

كذلك تبدو مشاهدة المسلسلات على مدار ساعات طويلة من اليوم، مؤثرة بالسلب على النوم وبدرجة ملحوظة، حيث أوضح الخبراء من جامعة ميتشجين الأمريكية أن الانغماس في متابعة عدد من الحلقات المتتالية لمسلسل ما، يعني زيادة فرص الإصابة بالأرق والشعور بالإجهاد، هذا إلى جانب الدور السلبي الذي تؤديه مسلسلات الرعب أو الجرائم والتي تزيد الأدرينالين بدرجة يستحيل معها الاسترخاء والحصول على النوم العميق.

وبينما يحذر خبراء الصحة دائما من خطورة الجلوس لوقت طويل دون الحرص على الحركة بين الحين والآخر، فإن مشاهدة المسلسلات لساعات متتالية، يمكنه أن يصبح سر المعاناة من بعض الأزمات الصحية، وخاصة وأن متابعة تلك الأعمال المسلية يرتبط لدى أغلب البشر بالإفراط في تناول الطعام وغيره من العادات الغذائية المضرة، علما بأن فرص المعاناة من مشاعر الوحدة السلبية ترتفع عند مشاهدة التلفزيون أو المنصات الإلكترونية دون مشاركة الآخرين.

في الختام، يرى الخبراء أن مشاهدة المسلسلات قد تأتي بفوائد حقيقية لمتابعها، إن حرص على تقنين ساعات المتابعة لها، بدرجة تمنح المرء فرصة القيام بنشاطات أخرى، ودون أن تتعارض مع مهام العمل الخاصة به، علاوة على عدم التعرض للأجهزة الإلكترونية قبل النوم، حتى لا يتأثر سلبا بأضوائها الزرقاء المعادية للاسترخاء.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى