صحة ولياقة

أسباب النسيان عند الكبار والطرق الصحيحة لعلاجه

قد ينتج النسيان عند الكبار وفقد التركيز في المواقف الحياتية المختلفة عن العديد من العوامل المرتبطة بالتقدم في السن والتغيرات الطارئة على الجسم في تلك المرحلة، فمن الطبيعي أن تتأثر قدرات الشخص العقلية والذهنية مع تقدمه في العمر ووصوله إلى مرحلة الشيخوخة والتي تبدأ بتباطؤ في العمليات الذهنية والعقلية وصولًا إلى النسيان وعدم التركيز؛ وهي كلها تطورات طبيعية لا مفر منها تصيب الأشخاص بدرجات متفاوتة وفي مراحل مختلفة.

النسيان عند الكبار

قد لا تسبب حالة النسيان لبعض الأمور من حولنا الكثير من القلق في الحالات الطبيعية، كنسيان رقم هاتف ما أو عدم القدرة على تذكر اسم أحد الأشخاص؛ ولكن مع تقدم الشخص في العمر فمن الضروري أن تثير تلك الحالة بعض القلق، وذلك خشية ارتباط تلك الأعراض بإصابة الشخص بنوع من أنواع الاضطرابات النفسية أو الخلل العقلي، وذلك عندما تبدأ تلك الأعراض في الاستمرار والتكرار بشكل ملحوظ، بما يعيق الشخص عن الاستمتاع بمهامه اليومية وهواياته وعلاقاته الاجتماعية بشكل طبيعي.

أعراض النسيان عند الكبار

النسيان عند الكبار
من الأعراض البارزة الدالة على وجود اضطراب ما يتسبب في حالة النسيان وعدم التركيز عند كبار السن، ما سوف نلخصه في التالي، مع وجوب الالتفات إليها وعدم إهمالها بمجرد ظهور واحدة أو أكثر منها، مع ضرورة مناقشتها مع الطبيب المختص للتعامل معها بشكل مناسب وتفادي تفاقم الحالة والدخول في مضاعفات صحية وسلوكية غير محمودة مما يزيد من فرص التدخل الدوائي للسيطرة على تلك الأعراض:

  • نسيان المكتسبات المعرفية الأخيرة في وقت قصير.
  • نسيان المواعيد والأحداث الحياتية الهامة، وصعوبة القدرة على استرجاع تلك المعلومات.
  • تكرار السؤال عن نفس الأمر لمرات عديدة، أو تكرار نفس الأوامر والجمل دون وعي.
  • فقد الإدراك بالزمان والمكان لبعض الوقت في بعض الحالات.
  • الحاجة إلى استخدام بعض الوسائل المساعدة لتذكر المعلومات المرتبطة بحياتهم المعتادة.
  • فقد القدرة على التعامل مع الأرقام أو اتباع خطوات منتظمة اعتاد عليها الفرد من قبل.
  • استغراق وقت طويل لإنجاز المهام اليومية المعتادة، أو عدم القدرة على إنجازها.
  • تكرار بعض الأخطاء العرضية عند إجراء بعض التعاملات المادية.
  • الإصابة بمشاكل في الرؤية مع عدم القدرة على تقدير المسافات والألوان والحكم على الأشياء.
  • صعوبة الاشتراك والتفاعل في مناقشات طويلة، أو متابعتها أحيانًا.
  • عدم إيجاد التعبير المناسب لوصف الأشياء من حوله.
  • الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية والشخصية كالتوتر الدائم والتردد مع العصبية الزائدة وغير المبررة.

أسباب كثرة النسيان عند الكبار

أسباب النسيان
يستمر المخ على امتداد رحلة حياة الإنسان في إنتاج العديد من الخلايا العصبية والدماغية المسئولة عن كفاءة قيام المخ بعمله، ويمكن اعتبار الذاكرة كنوع من أنواع العضلات التي يجب استخدامها بطريقة مستمرة ومناسبة حتى لا تتأثر بالكثير من العوامل التي قد تسبب ضعفها وفقد الشخص القدرة على تخزين المعلومات واستدعائها متى شاء، ومن أهم تلك العوامل والتي تشترك بشكل كبير مع أسباب النسيان عند الشباب:

نمط الحياة غير الصحي

النمط غير الصحي والعادات اليومية الخاطئة، وأخطرها التدخين وتعاطي المخدرات والتي تمثل أهم المسببات الرئيسية لارتفاع معدلات النسيان عند الشباب والكبار على حدٍ سواء، حيث تعد تلك المواد بمثابة سم يدمر خلايا المخ وأوعيته الدموية، الأمر الذي قد تصل مضاعفاته إلى الإصابة بالخرف، ذلك بالإضافة إلى اتباع أنماط غذائية غير صحية، مع عدم انتظام عملية النوم وعدم الحصول على القدر الكافي من ساعات النوم ليلا، والتي يتم فيها إعادة تنظيم العمليات العقلية والبيانات المخزنة بالمخ، كما يتم خلال تلك الساعات إنتاج المزيد من الناقلات العصبية وخلايا الدماغ.

سوء التغذية

عدم التغذية السليمة وافتقار الجسم للكثير من العناصر الغذائية الهامة مثل الفيتامينات والبروتينات الضرورية لصحة خلايا الدماغ، والمسؤولة عن تحسين صحة الناقلات العصبية وخلايا الدماغ، وأبرزها فيتامين B12 والذي قد يؤدي نقص معدلاته في الجسم إلى تلف كبير بخلايا الدماغ.
للأسف فإنه مع تقدم الشخص في السن يضعف إنتاج الجسم لتلك المغذيات الحيوية، لذا يتم الاستعاضة عنها من المصادر الخارجية مثل المكملات الغذائية، والأطعمة المتنوعة، مع ضرورة الحصول على قدر كافٍ من الماء والسوائل بما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يوميًا لتفادي خطر الإصابة بالجفاف لدى الكبار والمؤدي إلى تدهور الكثير من العمليات الحيوية بالجسم وعلى رأسها العمليات العقلية.

الضغوط النفسية والصراعات اليومية

تؤثر الصراعات والضغوط التي تؤثر بشكل كبير في صحة الجهاز العصبي وخلايا الدماغ والتي تنعكس على كافة العمليات العقلية بدايةً من التذكر والتركيز ووصولًا إلى القدرة على أداء المهام المنظمة أو الدقيقة وتسبب النسيان، حيث تزيد تلك الضغوط مشاعر التوتر والقلق والمؤدية إلى زيادة إنتاج هرمون الكورتيزول والذي يتسبب في تلف خلايا المخ مع مرور الوقت، ذلك بالإضافة إلى التعرض لبعض الصدمات النفسية أو التغيرات الاجتماعية أو العاطفية القاسية، كفقد شخص مقرب، أو الانفصال عن الموطن أو البيت.

الاضطرابات الهرمونية ومشاكل الغدة الدرقية

تراجع معدل إنتاج الجسم للهرمونات والبروتينات التي تعمل على حماية خلايا المخ من التلف أو الالتهاب الناتج عن تعرضها لهجمات الشوارد الحرة المتزايدة؛ بالإضافة إلى انخفاض تحفيز النمو العصبي مع التقدم بالعمر، وتدهور الجزء المسؤول عن تكوين الذكريات واسترجاعها في المخ، ويُطلق عليها منطقة الحصين، كما أن للإصابة بأحد أنواع خلل الغدة الدرقية من أهم الأسباب المؤدية إلى تدهور عملية الأيض أو التمثيل الغذائي بالجسم، الأمر الذي يتسبب في الشعور المستمر بالارتباك والتشتت أو الخمول والاكتئاب، ومن ثم فقد التركيز والنسيان عند الكبار.

أمراض الشيخوخة

النسيان عند الكبار
تتأثر الدورة الدموية في جسم كبار السن خاصةً مع الإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة بـ الشيخوخة مثل السكري واضطراب ضغط الدم، الأمر الذي يترتب عليه انخفاض التروية بالمخ، والتي يقصد بها نقص كمية الدماء المحملة بالأكسجين والعناصر الغذائية الهامة الواصلة إلى خلايا المخ مما يؤثر على العمليات الذهنية والإدراكية، ولا سيما عملية التذكر بالسلب.

تناول أنواع معينة من الأدوية

من الآثار الجانبية للعديد من الأدوية حدوث مشاكل الوعي والإدراك والذاكرة، خاصةً عند الاستخدام العشوائي لتلك الأدوية والتي يجب أن تصرف بوصفة من الطبيب وتحت إشرافه لتجنب ذلك التأثير الخطير ولا سيما في حالة كبار السن، حيث يتعامل الجسم مع ما يتعرض له من مركبات كيميائية وعلاجات في تلك الفترة بنوع من البطء والحساسية؛ ومن أهم تلك الأدوية:

  • الحبوب المهدئة أو المنومة، ومضادات الهيستامين.
  • مضادات الاكتئاب.
  • بعض أنواع مسكنات الألم القوية.
  • علاجات سلس البول.
  • أدوية اضطراب ضغط الدم.
  • مرخيات العضلات.

الفرق بين النسيان نتيجة التقدم بالسن والمرض العقلي

النسيان عند كبار السن
يختلط الأمر عند الكثيرين عند ظهور بعض أعراض النسيان المتكررة ما بين كونها أحد الارتباطات الطبيعية بتقدم الشخص في العمر، أو احتمالية إصابته بمرض عقلي ما مثل ألزهايمر أو الخرف، والذي يصيب نسبة كبيرة من كبار السن؛ ولكن هناك بعض النقاط التي يمكن بها التفريق بينهما، حيث يصاب مريض ألزهايمر بتلك الأعراض بشكل أكثر حدةً وتكرارًا، فحالات النسيان عند الكبار للذاكرة قصيرة المدى والأمور المعتادة مثل نسيان مكان المتعلقات الشخصية أو الخلط بين أسماء الأشخاص سلوك طبيعي لا يؤثر على حياتهم بشكل كبير ويمكن تداركه؛ في حين يؤثر الاضطراب العقلي على معظم قدرات الشخص وعملياته الحيوية، وعلى رأسها التذكر والإدراك، والتي تنعكس بشكل كبير على حياته اليومية.

علاج النسيان عند الكبار طبيعيًا

قد منحنا الله تعالى الكثير من الكنوز الطبيعية ذات الخواص العلاجية المميزة والتي تستخدم بصورة واسعة في علاج الكثير من المشاكل الصحية وعلى رأسها النسيان عند كبار السن، والتي تمتاز بنسبة كبيرة من الفاعلية والأمان بعيدًا عن مخاطر المركبات الدوائية الكيميائية وتأثيرها على الجسم، على أن يتم تناول تلك المواد باعتدال، وبعد استشارة الطبيب المختص، لتحديد المناسب منها، والجرعات المناسبة لكل حالة، ومن أهمها:

  • عشبة الجنسنج، والتي أثبتت فاعلية كبيرة في تعزيز العمليات الذهنية وتحسين الصحة العقلية لاحتوائه على مركب الجنسينوسايد.
  • عشبة إكليل الجبل، وذلك من خلال استنشاق الزيت العطري المميز به، أو تناوله في صورة مشروب دافئ يوميًا.
  • الأطعمة الغنية بفيتامين B12 وأوميجا 3 مثل البيض والحليب بمنتجاته المختلفة.
  • الأسماك الدهنية مثل التونة والسلمون، لما تحتوي عليه من أحماض دهنية مفيدة؛ وأهمها أوميجا 3.
  • المكسرات المختلفة مثل اللوز والبندق والفول السوداني، لأنها مصدر ممتاز لفيتامين H ومضادات الأكسدة.

كيفية التعامل مع حالات النسيان عند كبار السن 

التعامل مع النسيان
عند ملاحظة تزايد مرات النسيان عند الكبار وعدم التركيز لفترات طويلة ومتكررة فحينها يحب الاتجاه فورًا إلى التدخل الطبي لاتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة، حيث يساعد الفحص العضوي والنفسي المبكر على السيطرة على تلك الأعراض قبل تفاقمها أو الدخول في حالة من حالات المرض العقلي أو الخرف؛ سيقوم الطبيب بدراسة الأعراض الموجودة وتحليلها لاستبعاد عوامل الخطورة، والوقوف على السبب الرئيسي لتلك الأعراض المزعجة ومن ثم تحديد العلاج المناسب تبعًا لحدة الحالة وتاريخ ظهورها وما يتم تناوله من أدوية وعقاقير طبية في تلك الفترة؛ كما يساعد أيضًا:

  • الامتناع فورًا عن كافة الممارسات السلبية مثل التدخين وتعاطي المخدرات.
  • العمل على خلق روابط اجتماعية قوية والتفاعل الإيجابي مع المحيطين، مما يدعم الحالة النفسية والعقلية.
  • الحرص على الحصول على قدر كاف من النوم والراحة، وهي من أهم علاجات النسيان وعدم التركيز عند الشباب أيضًا.
  • الانتظام في ممارسة قدر من التمارين الرياضية لتحسين الدورة الدموية بالجسم، وأبسطها المشي في الهواء الطلق يوميًا لنصف ساعة.
  • ممارسة تمارين التمدد والاسترخاء مثل اليوجا والتي تساعد على تهدئة النفس والتخلص مما يقع عليها من ضغوط.

في الختام، فإن تكرار مرات النسيان عند الكبار قد يصيبهم بحالة من الإحباط والتوتر، ولكن يجب أن يؤمن الشخص بقدرته على تحسين مهاراته الإدراكية وحماية ذاكرته من التدهور؛ وكما تعمل الرياضات الجسدية على تقوية الجسم والعضلات، فإن هناك مجموعة من الرياضات العقلية المختلفة والممتعة والتي تعمل على تقوية العقل والذاكرة؛ من أفضلها رياضات التفكير والتخطيط كالشطرنج والمتاهات.

المصدر
مصدر 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى