الصحة النفسية

أعراض الفصام وأهمية الكشف المبكر عنها

يعد مرض الفصام المعروف أيضًا باسم الشيزوفرينيا، من أخطر الأمراض العقلية، ليس فقط لأنه يعصف بحياة المريض ويربك حساباته كافة، بل كذلك لأن العلماء لم يتوصلوا حتى الآن لعلاجه المؤكد، لذا يتلخص الخيار المتاح في اكتشاف أعراض الفصام مبكرًا، أملًا في السيطرة عليها قدر الإمكان.

الفصام

يعتبر الشيزوفرينيا من نوعية الأمراض الذهنية المزمنة، فما أن ظهرت أعراض الفصام على المريض في سن المراهقة في أغلب الأحوال أو حتى خلال سنوات تالية، حتى غيرت من طريقة تفكيره للأسوأ، وعبثت برؤيته للأمور بصورة شبه تامة، بعد إصابته بالتشوش وبالتالي التشتت وعدم الاتزان.

لا تعد أعراض الفصام شبيهة بأشهر أعراض مرض الانفصام كما يعتقد البعض، إذ لا ينجرف المريض في حالة الفصام إلى كارثة تعدد الشخصيات التي تجعله ينتقل من شخصيته العادية لشخصية ثانية أو ثالثة أو أكثر بحسب الحالة، لكنه في الوقت نفسه يبدو تائهًا غير قادر على اتخاذ أبسط القرارات، وهي الأعراض التي نوضحها بالتفصيل.

أعراض الفصام الأولى

أعراض الفصام
أعراض الفصام الأولى

هي أعراض الشيزوفرينيا في المراحل الأولى، والتي تصبح أكثر سوءا بمرور الوقت، إن لم ينتبه لها الأشخاص المقربون من المريض، حيث تتمثل في:

ضعف التركيز

يعاني مريض الفصام من صعوبة شديدة في التركيز، حيث تصبح أسهل الأمور معقدة بالنسبة إليه رويدًا رويدًا، ما يؤثر على مستواه الأكاديمي إن كان لا يزال في مرحلة الدراسة، أو يضر بمستقبله الوظيفي إن كان يعمل.

مشكلات النوم

تؤثر أعراض الفصام سلبًا على مستوى الراحة النفسية للمريض، حيث تؤدي به إلى اختبار صعوبات شديدة في النوم، فما بين الأرق وتبدل مواعيد الاستغراق في النوم، تزداد وضعية مريض الشيزوفرينيا سوءا في فترة ليست بالطويلة.

القلق الشديد

لا يختلف مرض الفصام عن أغلب الأمراض العقلية أو الذهنية في درجة إضرارها بالحالة النفسية لمرضاها، لذا يبقى ضحية الفصام أسيرًا لمشاعر سلبية مختلفة، تندرج أسفل مشاعر القلق والتوتر شبه الدائم.

الغضب المبالغ

إن كانت أعراض الفصام الأولية تجمع بين صعوبات التركيز أو النوم، وبين الغرق في مشاعر القلق والتوتر، فإن المتوقع أن يعاني مريض الشيزوفرينيا من الغضب بسهولة مقارنة بالأصحاء من حوله، ليبدو مبالغًا في ردود فعله من وجهة نظر الآخرين.

العزلة

هي النتيجة الطبيعية لكل أعراض الفصام المذكورة، حيث يفضل المريض الابتعاد عن الأعين والانعزال في مكان خالٍ من البشر، وخاصة مع عدم تفهم الكثيرين لطبيعة مرض الشيزوفرينيا، الذي لا يضر إلا بصاحبه.

أعراض الفصام الإيجابية

أعراض الفصام
أعراض الفصام الإيجابية

ليس المقصود هنا بالطبع أنها أعراض مفيدة للمريض، حيث يطلق مصطلح أعراض الفصام الإيجابية على تلك الأعراض الزائدة عن الواقع والتي لا تسيطر على أفكار البشر الآخرين، حيث تتلخص في:

الهلوسة

تشمل أعراض الشزوفرينيا المرتبطة بالهلوسة، رؤية وسماع وشم المريض لأمور ليست واقعية، إضافة إلى الإحساس بأشياء غير موجودة، مثل:

  • سماع أصوات تخيلية، مثل الصراخ أو الهمهمة أو حتى العبارات المحبطة.
  • رؤية أشياء لا يراها أي إنسان آخر.
  • شم روائح بعكس الآخرين.
  • الإحساس بالتلامس مع شخص غير موجود من الأساس.

التوهم

يتمثل التوهم لدى مريض الفصام في الاعتقاد بأشياء غير مبنية على الواقع، حيث يمكن لمريض الشيزوفرينيا أن يظن التالي:

  • المراقبة أو الملاحقة من جانب عملاء سريين أو من بشر عاديين.
  • التهديد بالقتل سواء من بشر يعرفهم المريض أو من أشخاص غرباء تمامًا عنه.
  • التعرض لعملية زرع في الدماغ، جعلته تحت سيطرة أفكار أشخاص آخرين.
  • تسمم الأطعمة أو المشروبات الخاصة به بفعل فاعل.
  • امتلاك قدرات خارقة أو ربما الاعتقاد بأنه إله يسير بين الناس.

التخشب

هي الحالة العجيبة التي تظهر على مريض الفصام في مرحلة من المراحل، حيث يعاني خلالها من:

  • التوقف عن الحديث مع البشر المحيطين به.
  • عدم الحركة ولو لبضع خطوات.
  • الاستقرار في نفس المكان طوال الوقت.

التفكير المشوش

تظهر أعراض الفصام المتعلقة بتشوش التفكير وعدم انتظامه، حينما يتحدث المريض مع الأشخاص الآخرين، لتنكشف بوضوح في صورة:

  • التحدث بصورة غير مقنعة بل ولا تمت للمنطق بصلة من وجهة نظر المستمع.
  • سرعة وتيرة الكلام أو على العكس البطء خلال التحدث بشكل ملحوظ.
  • الانتقال المفاجئ من موضوع لآخر دون وجود صلة بين الموضوعين.
  • نطق الكلمات بصورة مضطربة لا يفهمها المحيطون.

أعراض الفصام السلبية

أعراض الشيزوفرينيا
أعراض الفصام السلبية

هي أعراض الشيزوفرينيا التي وصفت بالسلبية كونها تحرم المريض من الكثير من القدرات، ومن بينها القدرة على الاستمتاع بالحياة، وغيرها مثل:

  • افتقاد الشغف في النشاطات التي يمارسها المريض بإرادته أو بغير إرادته.
  • عدم التحمس لأي شيء مهما بدا ممتعًا من قبل.
  • صعوبة مقاومة الرغبة في الانعزال.
  • عدم الرغبة في التحدث مع أي شخص.
  • فقدان المشاعر والأفكار الطبيعية التي كانت تملأ العقل.
  • غياب النشاط والطاقة اللازمة للقيام بأي نشاط مهما كان بسيطًا.
  • عدم الاهتمام بالمظهر أو بالنظافة الشخصية.
  • ضعف الذاكرة بصورة واضحة للمحيطين.
  • كره تعلم الأشياء والمهارات الجديدة.
  • صعوبة اتخاذ القرارات.

يرى خبراء الصحة أن أعراض الفصام السلبية ليست واضحة مثل الأعراض الأخرى الإيجابية للمرض، لكنها قد تبقى لفترات أطول، وحتى بعد اختفاء الأعراض الإيجابية، علمًا بأن بعض مرضى الشيزوفرينيا يعتقدون أن الأعراض السلبية هي الأكثر صعوبة.

هل هناك علاج للفصام؟

ربما يجهل الأطباء إلى الآن العلاج النهائي لمرض الفصام الذي يصيب وفقًا للإحصاءات شخصاً واحداً من كل 100، مثلما لم يتحدد بشكل قاطع سبب المعاناة من تلك الأزمة الذهنية، وإن كان هو العامل الوراثي أم البيئة المحيطة، إلا أن عرض المريض المحتمل على الطبيب يبقى مطلوبًا بشدة وفي أسرع وقت، لملاحظة الأعراض التي يمر بها وكذلك لإجراء الاختبارات اللازمة لبدء العلاج.

تتنوع العلاجات التي يعتمد عليها الطبيب وفقًا للحالة، بين جلسات نفسية مثل جلسات العلاج السلوكي المعرفي، التي يتعلم من خلالها المريض كيفية مقاومة أعراضه بعد إدراكها بشكل كامل، وبين أدوية علاجية تسيطر على أعراض الفصام الأشهر كالتوهم والهلوسة، علاوة على تعليم أسرة المريض كيفية مساندته ودعمه بالشكل المطلوب.

في كل الأحوال، يبدو اكتشاف علاج الشيزوفرينيا مطلبًا عادلًا للمرضى، مثلما يعد من الضروري زيادة وعي الأصحاء بأن اللجوء إلى العنف والإيذاء ليس من ضمن أعراض الفصام كما قد يعتقدون، كي يصبح اختلاط ضحية هذا المرض العقلي بالبشر أكثر سهولة، وبالتالي تزداد فرص الشفاء وليس العكس.

المصدر
مصدر 1مصدر 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى