الصحة النفسية

الفصام الوجداني.. عندما تجتمع أعراض الهوس والاكتئاب معًا

يعد الفصام الوجداني من الأمراض النفسية المزمنة، والتي تجمع بين أعراض الشيزوفرينيا أو الفصام وأعراض اضطراب المزاج، لذا يشخص في البداية بعض المصابين به بالخطأ باعتبارهم يعانون من الاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب، ما يكشف عن أهمية تحديد أعراض الفصام الوجداني بوعي قبل بدء علاجه.

الفصام الوجداني

يحيط مرض الفصام الوجداني نفسه بكم هائل من الغموض، حيث لا يدرك الأطباء حتى الآن إن كان أكثر ارتباطًا بالشيزوفرينيا أم باضطراب المزاج، كما أنه لا يصيب إلا نسبة قليلة للغاية لا تتجاوز 0.03% من البشر، علمًا بأن أعراضه تصيب الرجال والنساء على حد سواء، وإن كانت تظهر على الرجال في عمر أصغر.

ينقسم مرض الفصام الوجداني المعروف أيضًا باسم الاضطراب الوجداني الفصامي، إلى نوعين لا ثالث لهما، الأول هو النوع ثنائي القطب، والذي يشهد نوبات من الهوس وأخرى من الاكتئاب العام، أما الثاني فهو الذي قد لا يشهد إلا الأعراض الاكتئابية فحسب، ترى ما هي أعراض هذا المرض الغامض؟

أعراض الفصام الوجداني

الفصام الوجداني
أعراض الفصام الوجداني

تنقسم أعراض الاضطراب الوجداني الفصامي إلى مجموعة تتشابه كثيرًا مع أعراض الفصام، وأخرى تعرف بأعراض الهوس علاوة على أعراض ثالثة ترتبط بمرحلة الاكتئاب والحزن الشديد، كما نوضح الآن.

أعراض الفصام الوجداني الشبيهة بالفصام

  • الهلوسة ورؤية وسماع وربما الإحساس بأمور ليس لها وجود على أرض الواقع.
  • التوهم الذي يتمثل في الاعتقاد بأشياء غير حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
  • بطء أو سرعة وتيرة الكلام، مع سهولة الانتقال من موضوع لآخر رغم غياب الارتباط بينهما.
  • صعوبة تنظيم الحياة العملية والاجتماعية، حيث يبدو الالتزام بموعد من الأمور المعقدة.
  • الشعور بعدم القدرة على الحركة، وربما المعاناة من الدوار.

يلفت الخبراء الأنظار إلى أعراض إضافية تخص الاضطراب الوجداني الفصامي، تحرم الشخص من أغلب قدراته الإيجابية، مثل غياب الحافز وبطء الحركة وتبدل ساعات النوم وعدم الاهتمام بالصحة والنظافة الشخصية، بجانب تجنب التواصل بالأعين مع الآخرين، وقلة الحماس أو الرغبة في ممارسة النشاطات والهوايات، بل ويؤدي إلى ندرة مرات ظهور مشاعر المريض.

أعراض الفصام الوجداني المتعلقة بالهوس

  • الشعور بالنشاط الشديد وعدم الرغبة في الحصول على الراحة.
  • الشعور بسهولة بانفعالات شديدة.
  • الشعور بالثقة الزائدة والمبالغة في النفس.
  • سهولة التشتت وصعوبة التركيز على شيء ما لفترة طويلة.
  • اعتقاد المريض بأنه شخص مميز ومختلف ويملك قدرات خاصة، ما يضعه في مواقف شديدة الصعوبة.

أعراض الفصام الوجداني الاكتئابية

  • سوء المزاج
  • عدم التمتع بالطاقة والنشاط
  • الإحباط والنظر للأمور بصورة سلبية
  • الشعور بالذنب وقلة تقدير النفس.
  • عدم الحماس للأشياء التي كانت تسعده من قبل.
  • صعوبة الاستغراق في النوم أو النوم لفترات طويلة.
  • النهم بالطعام أو على العكس كراهيته، ليبدو قياس الوزن مطلوبًا بشكل دائم.
  • التفكير في الموت والانتحار، والذي قد يصل بالمريض إلى اتخاذ تلك الخطوة بالفعل.

أسباب الفصام الوجداني

الفصام الوجداني
أسباب الفصام الوجداني

لم تتحدد إلى الآن الأسباب الرئيسية وراء إصابة البعض بهذا الاضطراب الوجداني الفصامي، إلا أن هناك بعض العوامل التي يكشف عنها الخبراء وراء الإصابة بهذا المرض الذهني، وهي:

العوامل الوراثية

من الوارد للابن أن يرث النزعة تجاه اكتساب أعراض الفصام الوجداني أو الشيزوفرينيا من أحد والديه، ليكشف ذلك عن دور العوامل الوراثية والجينات في تحديد فرص الإصابة.

كيمياء المخ

يرتبط مرض الفصام الوجداني بالإفرازات غير الطبيعية للدوبامين، لتصبح كيمياء المخ متأثرة سلبًا في تلك الحالة، علاوة على أن الخلايا العصبية تتأثر سلبًا أيضًا، لتبدو مضرة هي الأخرى بصاحبها.

البيئة المحيطة

يعتقد الكثير من أهل العلم أن انتشار العدوى أو ارتفاع نسبة التوتر والقلق في المجتمعات، لها دور في الإصابة بمرض أو الاضطراب الوجداني الفصامي، فيما يجهل العلماء إلى الآن كيف يحدث ذلك تحديدًا.

مضاعفات الفصام الوجداني

قد يؤدي الفصام الوجداني إلى معاناة المريض من مضاعفات أخرى لا تقل خطورة عن الأعراض المذكورة مسبقًا للمرض، حيث تتمثل في:

  • شرب الكحوليات بكثرة وإدمان المواد الممنوعة.
  • المعاناة من اضطرابات القلق.
  • الدخول في مشاحنات مع أفراد الأسرة وزملاء العمل والأصدقاء في كل مكان.
  • الفقر الشديد وربما التشرد.
  • الانعزال الاجتماعي بصورة واضحة المعالم.
  • المعاناة من البطالة وعدم القدرة على كسب المال.
  • التفكير في الانتحار وربما أخذ خطوات جادة في هذا الأمر.

علاج الفصام الوجداني

الفصام الوجداني
علاج الفصام الوجداني

يبدو علاج الاضطراب الوجداني الفصامي بشكل نهائي غير متاح الآن، إلا أن بعض الخطوات العلمية التي يمكن الخضوع لها تحت إشراف الأطباء فقط، قد تساعد المريض على تجاوز جزء كبير من محنته، مثل:

تناول الأدوية العلاجية

يحدد الطبيب المعالج الأدوية العلاجية المناسبة للمريض وفقًا لنوع مرضه وشكل النوبات التي يعاني منها، حيث نجد على سبيل المثال أن الأدوية المضادة للذهان هي الأكثر انتشارًا بين مرضى الفصام الوجداني، كونها تقلل من الأعراض الذهانية مثل التوهم والهلوسة وتشتت الذهن وعدم القدرة على التفكير، وبجانب مضادات الاكتئاب وأدوية تحسين المزاج التي توصف لمن يعاني من الأعراض الاكتئابية لتلك الأزمة النفسية.

الخضوع للجلسات النفسية

بينما تبقى زيارة الطبيب النفسي هي أولى خطوات العلاج التي تتحدد من خلالها الأدوية العلاجية التي يحصل عليها المريض، فإن مجموعة من الجلسات النفسية التالية تبقى مطلوبة ولكن من أجل مده بالمعلومات عن أزمته وتعويده على وضع الأهداف والسيطرة على الأزمات اليومية التي يواجهها، علمًا بأن الطبيب قد يطالب أفراد أسرة المريض بحضور بعض الجلسات لتعلم كيفية تقديم الدعم والمساندة.

تعلم المهارات

يبقى مريض الفصام الوجداني بحاجة إلى تعلم بعض المهارات الغائبة، والتي تسهل كثيرًا من حياته المعقدة من الأساس، حيث يصبح أكثر قدرة على العمل وأكثر امتلاكًا للمهارات الاجتماعية، كما أنه يدرك كيفية الاهتمام بنفسه على الصعيد الصحي والشكلي.

البقاء بالمستشفيات

في بعض الأحيان، يصبح بقاء المريض ضروريًا بالمستشفيات حفاظًا عليه من أي أضرر، ما ينطبق على بعض حالات الاضطراب الوجداني الفصامي، سواء تلك التي تفكر في الانتحار بصورة جدية، أو التي تهدد الآخرين بالأذى.

العلاج بالكهرباء

بينما يمكن لبعض مرضى الفصام الوجداني عدم التجاوب مع الجلسات النفسية أو حتى الأدوية العلاجية، فإن الحل يتلخص حينها في جلسات العلاج بالكهرباء، والتي تشهد إرسال تيار كهربائي سريع للمخ بعد الخضوع للتخدير تحت إشراف الطبيب، ليؤدي ذلك إلى إجراء تعديلات مطلوبة في كيمياء المخ.

في الختام، يجمع الخبراء على صعوبة الوقاية من أعراض الفصام الوجداني وربما مضاعفاته المزعجة، إلا أن اكتشاف المشكلة النفسية بصورة مبكرة، وعلاجها دون تأخير، قد يعني تقليل الأزمات بدرجة كبرى، حتى قبل أن تؤثر على حياة المريض الاجتماعية أو العملية.

المصدر
مصدر 1مصدر 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى