الصحة النفسية

خطوات فعالة للتعامل مع مريض الذهان

يتبادر إلى أذهان البعض الكثير من التساؤلات، حول كيفية التعامل مع مريض الذهان، إذ يعد من أشهر الاضطرابات العقلية، التي تصيب الشخص بأعراض خطيرة، تدفعه إلى ارتكاب أفعال غير منطقية، مما يتسبب في هلاكه جسديًا ونفسيًا، الأمر الذي يؤثر سلبًا على جميع المحيطين به بطريق غير مباشر.

أعراض مرض الذهان

يعاني مريض الذهان من عدة أعراض سلبية، تؤثر على صحته العقلية والجسدية، وتعرقل حياته الاجتماعية والوظيفية بشكلٍ عام، بل وتحد من قدرته على التواصل مع جميع المحيطين به، حتى الأقارب والأصدقاء، وتتمثل بعض هذه الأعراض في:

  • الانقطاع عن التواصل مع الآخرين، والابتعاد عن الجميع حتى المقربين من العائلة.
  • صعوبة ومعاناة في التركيز، وعدم القدرة على أداء المهام الوظيفية أو الدراسية.
  • الشعور الدائم بالتوتر والقلق والارتباك، حتى في المواقف التي لا تستدعي ذلك.
  • الجمود التام، وانعدام التأثر وتعابير الوجه أو الإيماءات، في المواقف المختلفة التي تستدعي هذه المنبهات.
  • الكسل وكثرة النوم، خلال فترات متفرقة من اليوم.
  • الإهمال التام في النظافة الشخصية والمظهر الخارجي، حتى عند الخروج من المنزل.
  • الإصابة بالأوهام، من خلال بعض الأفكار غير المنطقية التي تراوده، إذ يشعر أن لديه قوة خارقة وأشياء من هذا القبيل.
  • الهلاوس السمعية والبصرية، حيث يرى المريض أشياء ليس لها وجود، كذلك يسمع ويتحدث إلى أشخاص لا يوجدون سوى في مخيلته فقط.

كيفية التعامل مع مريض الذهان

كيفية التعامل مع مريض الذهان

من الضروري جدًا التماس العذر لمريض الذهان، إذ تصدر عنه بعض التصرفات الغريبة وغير المنطقية، إثر معاناته وعدم قدرته على التحكم في أفعاله، لذا إن كان أحد أفراد أسرتك مصابا بهذا المرض، يجب عليك الإحاطة علمًا بجميع الأعراض التي قد يتعرض لها، ومعرفة كيفية التعامل مع مريض الذهان بشكل عام، الأمر الذي يتم من خلال اتباع بعض الخطوات:

التعرف على المرض

قبل أن تتساءل كيف أتعامل مع مريض الذهان، يجب أن تتعرف أولًا على طبيعة المرض، والأعراض والعلامات التي تظهر على الشخص المصاب، كذلك معرفة النوبات والانتكاسات التي قد يتعرض لها، خلال فترة علاجه الطويلة، ومدى خطورتها وتأثيرها على صحته العقلية والنفسية.

كن مستمعًا جيدًا

إذا كنت تحرص على سلامة الشخص المصاب، والحفاظ على صحته العقلية، فمن الضروري أن تكون مستمعًا في المقام الأول، حتى وإن كان الحديث غير نافع أو غير منطقي، إذ يساعد الاستماع إلى المريض في تعزيز صحته النفسية، وزيادة شعوره بأهميته وأهمية ما يقوله ويشعر به.

إظهار الاهتمام

من الضروري أن تظهر اهتمامك عند التحدث إلى مريض الذهان، الأمر الذي يتم عن طريق توجيه بعض العبارات والكلمات إليه، والتي تُشعره بأنك تكترث لأمره وتسعى لراحته.

تجنب الاندهاش

من أهم الخطوات المتبعة ضمن كيفية التعامل مع مريض الذهان، أن تتجنب إبداء التعجب والاندهاش، أو الخوف مما يقوله المريض، إذ تتم ترجمة هذه الأفعال لدى الشخص المصاب، بطريقه تشعره أنك تخشاه وتخشى كلماته وطريقة تفكيره، لذا حاول الحفاظ على تعابير وجهك قدر الإمكان، والزم الهدوء حتى ينهي حديثه تمامًا.

اختصر عباراتك

إذا أردت التحدث أو إقامة نقاش مع مريض الذهان، يجب أن تكون محددًا وواضحًا في حديثك معه، كذلك حاول قدر الإمكان أن تكون عباراتك مقتضبة وبسيطة، إذ يصعب على المريض فهم الجمل والكلمات المعقدة الطويلة، مما يؤدي إلى استثارة غضبه بسهولة، وهو الأمر غير المستحب خلال فترة علاجه وتكيفه مع المرض.

كن مصدر أمان وثقة

من الصعب جدًا أن يثق مريض الذهان في جميع من حوله، خاصة في وجود أعراض الهلاوس والأوهام، التي تشعره أن الجميع ضده، لذا إن أردت كسب ثقته يجب عليك أولًا تصديق ما يقوله، ولا تظهر له أبدًا العداء، أو أنك ضد سلوكياته وأفعاله، حتى وإن لم تكن هذه السلوكيات وفق رغباتك ومبادئك.

تجنب التسلط

من الضروري إدراك فكرة أن مريض الذهان غير مسؤول عن أفعاله، وتصرفاته الصادرة منه، إذ تكون سلوكياته مرضية بنسبة كبيرة، لذا حاول الحفاظ على هدوئك، وابتعد قدر الإمكان عن التسلط وتوجيه الأوامر، أو إجباره على فعل أشياء معينة عن غير اقتناع منه.

لا تغضب

كيفية التعامل مع مريض الذهان

الغضب وردود الأفعال القوية، من أهم الممنوعات عند تعلم كيفية التعامل مع مريض الذهان، إذ يقوم المريض بالكثير من الأفعال السيئة غير المبررة، والتي تكون غير منطقية أيضًا، وهو الأمر الخارج عن إرادته، لذا ابتعد كل البعد عن الغضب والانفعال، الأمر الذي يؤثر على المريض سلبًا، والذي لا يثق سوى في معتقداته وأفكاره.

كن مساندًا

من الضروري أن تكون مساندًا وداعمًا للشخص المصاب بالذهان، وهو ما يتم عن طريق تشجعيه الدائم وتحفيزه لتلقي العلاج، والذهاب إلى الطبيب المختص وتنفيذ جميع تعليماته، مما يؤثر إيجابًا على صحته وسلامته النفسية، ويساعده في تخطي المرض واللجوء إلى الجهات المختصة للمساعدة وتقديم العون.

بالإضافة إلى ما سبق، فإن هناك عدة محظورات يجب الابتعاد عنها، أثناء التحدث أو النقاش مع مريض الذهان، لتسهيل التعامل معه وتوفير بيئة آمنة له، وتتضمن هذه المحظورات:

  • الابتعاد عن إلقاء اللوم على الشخص المصاب.
  • تقبل أفعاله وسلوكياته الذهانية الخارجة عن إرادته.
  • تجنب مجادلته، أو نقاشه بما لا يتوافق مع هواه ومعتقداته.
  • لا تنكر واقعه الذي يعيشه في مخيلته، واحتفظ سرًا بشعورك الداخلي بعدم تصديقه.
  • لا تأخد كلماته على محمل الجد أبدًا، خاصة فيما يتعلق بالأفكار والتهيؤات التي يراها ويشعر بها.
  • لا تواجهه بطريقة مباشرة أبدًا، إذ من المحتمل أن يفقده هذا الأسلوب ثقته فيك، لذا اسع دائمًا للبحث عن طرق مختلفة للتواصل معه.
  • تجنب التركيز على تصحيح مفاهيمه، والأوهام والهلاوس التي يشعر بها، خاصة المتعلقة بجنون العظمة وغيرها من الأفكار الثابتة في مخيلته فقط.
  • لا تخبره بشكل مباشر أنه مريض ذهان، حيث إن مواجهته بهذا الأمر مباشرة قد تتسبب في انتكاسته، وإصابته ببعض المضاعفات والنوبات.
  • لا تسخر منه أو تتجاهل مخاوفه الذي يشعر بها، مهما بدت سطحية وبسيطة.
  • لا تستنزف وقتك، ولا تهدر طاقتك في محاولة إثبات عدم صحة أوهامه، والأفكار والهلاوس التي يراها.
  • إياك أن تتناقش معه بالمنطق.
  • لا تأخذ كلماته أبدًا على محملٍ شخصي، حتى وإن بدت كلماته موجهة إليك.

الرعاية والعلاج النفسي

كيفية التعامل مع مريض الذهان

قبل أن تقوم برعاية مريض ذهان، أو تسعى لعلاجه النفسي بوسائل مختلفة، سواء كان ذلك عن طريقك أو من خلال الاستعانة ببعض المصحات العقلية، فكر مليًا قبل كل شيء، في الطريقة التي تفضل أن يعاملك بها الغير، في الوقت الذي تكون فيه مضطربا نفسيًا، تشعر بالضيق والاكتئاب.

لذا أثناء رحلة التعامل مع مريض الذهان، والتي قد تطول ويتخللها شيء من المشقة والتعب، حاول أن تكون حانيًا بالقدر الكافي، املأ قلبك بالتعاطف تجاه الشخص المصاب، كذلك حاول أن تركز دائمًا على الإيجابيات لديه، وقم بتحفيزه إذا قام بفعل شيء جيد، مهما كان هذا الفعل بسيطًا من وجهة نظرك، إلا أن تحفيزه بالتأكيد سيعني له الكثير، ويساعده على تخطي بعض الأعراض، التي تعرقل حياته وتؤثر عليه سلبًا.

المصدر
مصدر 1مصدر 2مصدر 3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى