عجائب

النصب باسم «فيس بوك».. لماذا يجب ألا «تنشرها ولك الأجر»؟

«انشرها ولك الأجر».. «إن لم تنشرها فاعلم أن الشيطان قد منعك».. «تحداني يهودي أن أجمع مليون لايك».. «انشرها وستسمع خبرا جميلا».. كم مرة واجهتك هذه العبارات على فيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى؟ بل كم مرة استسلمت لها وتفاعلت معها، ظنا بأنك تقوم بفعل الخير؟ للأسف، فإن حقيقة الأمر هي العكس تماما!

يعج موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بالعديد من المنشورات مختلفة المضمون، متشابهة الهدف. فما بين تطبيقات تطلعك على الصديق الأقرب لقلبك أو الفنان الأقرب شبها لوجهك، تأتي أحيانا منشورات استجداء العاطفة القائمة على مطالبة المستخدم بالتعبير عن إعجابه بالمنشور والضغط على «like»، أو بالتعليق عليه، أو بإعادة نشره من جديد على الصفحة الخاصة، بحجة أن ذلك سيجعله يحصل على الثواب، وهو في باطن الأمر، ما سيجعل صاحب المنشور الأصلي يحصل على العديد من الأموال، وأحيانا الكثير من المعلومات الشخصية الخاصة بك أنت.

صاحب المنشور الأصلي دائما ما يكون مستهدفا لأمور غير أخلاقية، فبداية من نيته في الحصول على المال من خلال تفاعلك مع المنشور، ووصولا إلى الحصول على بياناتك الخاصة، التي تتضمن تاريخ الميلاد، ومحل السكن، وعنوان بريدك الإلكتروني الشخصي، وهو ما يؤهله لاختراق حسابك الشخصي، يكون تفكير هذا الشخص بعيدا كل البعد عن ما يدور في ذهنك من نوايا طيبة، تتمثل في نشره لأدعية دينية طلبا للثواب، أو تحميل صورة لطفله المريض طلبا للدعاء له، وهو ما قد يتضح لاحقا أنه ليس ابنه من الأساس.

وتعد سرقة البيانات من خلال الإنترنت أمرا منتشرا جدا، سواء على فيس بوك أو على العديد من المواقع الإلكترونية الأخرى. حيث يستهدف قراصنة الإنترنت جمع كل ما يؤهلها لتكون على علم كافٍ بميول الأفراد واتجاهاتهم، ومن ثم يتوصلون للطريقة الأفضل للسيطرة على عقولهم، ليصبح كل شيء سهلا جدا بالنسبة إليهم بعد ذلك.

لذا يقوم هؤلاء بإرسال منشور ديني للشخص المهتم بالأمور الدينية، ومنشور آخر عاطفي لمن يؤمن بحب مساعدة الغير مثلا، وبالتالي تصبح عمليات النصب أسهل كثيرا من ذي قبل.

«الطريق إلى الجحيم مفروش بالنوايا الحسنة»، الشاعر الإيطالي دانتي أليجييري

فعليك أن تعلم عزيزي القارئ، أن مشاركة تلك النوعية من المنشورات، لن يفيد إلا صاحب المنشور الأصلي من خلال زيادة شعبية صفحته، ومن ثم زيادة رصيده المالي، لمجرد قيامة بسرقة صورة لطفل مريض أو لحيوان يتألم، دون أي وازع ديني أو أخلاقي من جانبه، بجانب زيادة فرص تعرضك لعملية نصب ما أنت لا تدري عنها شيء.

وتأكد تماما أن عدم المشاركة في تلك المنشورات لن يمنع الخير من أن يعم الأرجاء. فقط، سيمنع قراصنة الإنترنت ومحترفي عمليات التربح من خلال أصحاب النوايا الطيبة، من ملء جيوبهم بالأموال أكثر وأكثر.

أخيرا، هذا الموضوع يستثنى من هذه القاعدة، حيث نسعى لتوعية مستخدمي فيس بوك الذين يقعون في فخ القراصنة.. لذا، انشره ولك الأجر!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى