الصحة النفسية

ما الفرق بين الفصام الهيبفريني والشيزوفرينيا؟

يعد الفصام الهيبفريني أحد أكثر أنواع مرض الفصام أو الشيزوفرينيا سوءا، حيث يعرفه الكثيرون باسم الفصام غير المنظم، ليفسر اسمه مدى الاضطرابات التي يعاني منها المريض على المستوى العقلي والنفسي.

الفصام الهيبفريني

يعد مرض الفصام بشكل عام من الأمراض المزمنة التي تصيب نحو 1% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يبدو سر الإصابة وكذلك كيفية العلاج من الأمور المحاطة بالغموض حتى الآن، ليجعل من الفصام بأنواعه أحد أكثر الأمراض صعوبة سواء على المريض أو على أفراد أسرته والأصدقاء المقربين منه.

لا يختلف الفصام الهيبفريني تحديدًا عن مرض الشيزوفرينيا بشكله العام، من حيث غموض أسبابه ومأساة ضحاياه، وإن كانت هناك بعض الاختلافات التي تتمثل في قلة ظهور بعض الأعراض لدى المريض بالهيبفرينيا.

أعراض الفصام الهيبفريني

الفصام الهيبفريني
أعراض الفصام الهيبفريني

يكشف الاسم المعروف لمرض الفصام الهيبفريني، والمتمثل في الفصام غير المنظم، عن تعقيدات عدة يواجهها الشخص المصاب به، حيث تظهر في صور مختلفة مثل:

التفكير غير المنظم

هو العرض الأول من ضمن أعراض الفصام الهيبفريني، والذي يكشف عن تشتت ذهن المريض بالشيزوفرينيا، بدرجة تجعل أفكاره غير واضحة المعالم سواء للمقربين أو الغرباء عنه، ليؤثر ذلك دون شك على قراراته التي تصبح شديدة الغرابة في كثير من الأحيان.

غرابة طريقة التحدث

ليست طريقة التفكير وحدها ما تتسم بالعشوائية لدى مريض الفصام الهيبفريني، بل كذلك أسلوب التحدث، والذي يتنوع بشكل مفاجئ بين سرعة الوتيرة والبطء الشديد، أو ربما يشهد تنقل المريض من موضوع لآخر مختلف تمامًا دون وجود أي ترابط ملحوظ بينهما.

برودة ردة الفعل

يتسم مريض الفصام الهيبفريني بالغموض أحيانًا، في ظل عدم تمتعه بالقدرة على الكشف عن أي ردود فعل تلقائية، حيث يبدو باردًا في مشاعره بسبب وجهه الخالي من التعبير.

المشاعر غير المنطقية

إن كان وجه مريض الفصام غير المنظم يبدو هادئًا في كل الأوقات بصرف النظر عن الحدث، فإن الأمور تزداد سوءا مع قيامه بإظهار ردود فعل مخالفة تمامًا للموقف الحالي، كأن يبدو سعيدًا وسط حزن المحيطين، أو على العكس يصبح كئيبًا أثناء فرحة من حوله.

صعوبة إتمام المهام

لا يوجد شك في أن الحالة العشوائية غير المنظمة التي يعاني منها مريض الفصام الهيبفريني، تجعل فرصه في إتمام مهام الحياة الروتينية منخفضة، حيث تؤدي صعوبات التفكير وغيرها من أعراض المرض لتدهور حالته الاجتماعية والمهنية في أغلب الأحيان، قبل أن تمنعه حتى من القيام بأتفه المهام الروتينية، كالاستحمام وغسل الأسنان وارتداء الملابس.

غياب المهارات الاجتماعية

يبدو مريض الفصام غير المنظم عاجزًا عن تطوير أي مهارات اجتماعية لديه، حيث يفشل في التواصل بالأعين مع المتحدثين إليه، فيما يميل للانعزال لفترات طويلة، علمًا بأنه يجد صعوبة في التحكم في انفعالاته الطفولية.

التكرار

تظهر أعراض الفصام الهيبفريني على  المريض كثيرًا في صورة تكرار ممل للأشياء، حيث يتلخص ذلك أحيانًا في القيام بنفس النشاطات المعتادة كلما تم الانتهاء منها، أو ربما في التحرك من مكان لآخر بصورة دائرية لا تتبدل ملامحها.

التشتت الذهني

يظهر التشتت والتشوش العقلي جليًا حينما يجيب مريض الفصام الهيبفريني عن أسئلة الأشخاص المحيطين بإجابات لا تمت بصلة للاستفسار المطروح، كما يبدو هذا الأمر ملحوظًا أيضًا في ظل فقدان المريض أغراضه بصورة متكررة، علاوة على أنه يجد صعوبة في فهم أمور الحياة اليومية.

الفرق بين أعراض الفصام الهيبفريني والفصام العام

يعاني مريض الفصام أو الشيزوفرينيا بشكل عام من الأعراض المذكورة سابقًا في أغلب الأحوال، إلا أن مريض الفصام الهيبفريني لا يختبر بعض الأعراض الأخرى العامة التي تفرق بين الأزمتين.

لا يمر مريض الفصام الهيبفريني بحالات الهلوسة التي يشتهر بها مرض الفصام بشكل عام، والتي تظهر عادة في صورة رؤية أشياء غير حقيقية وسماع أصوات ليس لها وجود وربما شم وتذوق أمور لا تمت للواقع بصلة.

كذلك يبدو مريض هذا النوع الخاص من الفصام غير المنظم، في منأى عن التوهم الذي يصيب ضحايا الفصام العام، والذي يدفعهم للاعتقاد بأنهم مراقبون من قبل جماعات سرية أو كائنات فضائية، وربما يجعلهم يعتقدون بأنهم ملائكة أو حتى شياطين.

أسباب الإصابة بالفصام الهيبفريني

الفصام الهيبفريني
أسباب الفصام الهيبفريني

تعد أسباب الإصابة بالفصام الهيبفريني غير المنظم غامضة مثلما كانت بالنسبة للفصام بشكل عام، إلا أن هناك بعض الترجيحات التي يكشف عنها الخبراء والباحثون مثل:

الوراثة

يرى الخبراء أن الجينات قد تزيد فرص انتقال مرض الفصام بأنواعه من الأب أو الأم لصالح ابن أو أكثر، لتبدو العوامل الوراثية من عوامل الإصابة بهذا المرض العقلي ولو بنسبة بسيطة.

العوامل البيئية

من الوارد أن تؤثر الأساليب المعيشية والاجتماعية والبيئة المحيطة بالشخص، في درجة إصابته بالمرض المذكور، علمًا بأن التجارب القاسية التي يمر بها الإنسان في مرحلة مبكرة تحفز الأمراض النفسية والذهنية لديه.

الإدمان

سواء تمثل ذلك في إدمان المواد المخدرة أو المشروبات الكحولية، فإن الإدمان يلعب دورًا سيئًا في زيادة فرص المعاناة من الفصام الهيبفريني وكذلك مختلف أنواع المرض الأخرى، ليبدو التخلص من العادات السلوكية السيئة مطلوبًا قبل فوات الأوان.

كيمياء المخ

كذلك لا يمكن تجاهل دور حالة كيمياء المخ وتأثيرها على مدى استعداد الشخص للإصابة بمرض الفصام مختلف الأنواع، حيث تصبح زيادة بعض المواد على حساب أخرى من عوامل المعاناة من تلك الأزمة العقلية.

أزمات ما قبل الولادة

أحيانًا ما يبدو الشخص محفزًا على الإصابة بمرض الفصام منذ ولادته، ما ينتج عن الإصابة بفيروسات أو عن نقص التغذية وهو داخل الرحم، وخاصة في الثلث الأول أو الثاني من عملية الحمل.

أعمار الوالدين

بينما تتحدث الكثير من الدراسات العلمية عن تأثيرات إيجابية وأخرى سلبية لإنجاب الأبوين في سن متأخر، فإن المؤكد أن فرص معاناة الطفل في سنوات لاحقة من الفصام غير المنظم تبدو مرتفعة بالمقارنة بمن ولد لأبوين في مرحلة الشباب، ليكشف ذلك عن تأثر الشيزوفرينيا لدى الابن بعمر الأبوين عند ولادته.

تشخيص الفصام الهيبفريني

يتطلب تشخيص مرض الفصام بشكل عام، والفصام غير المنظم أو الهيبفريني بشكل خاص، قيام الطبيب المختص بملاحظة مجموعة من الأعراض التي يجب أن تظهر على المريض خلال فترة محددة.

يستبعد الأطباء في حال وجود احتمالية لإصابة المريض بالفصام الهيبفريني، الأعراض التي يعاني منها مريض أنواع الفصام الأخرى، مثل الهلوسة والتوهم، ليبدو التركيز على ملاحظة علامات التشتت الذهني وصعوبة التفكير وربما المظهر السيئ.

يحتاج الأمر استمرار الأعراض المذكورة لفترة تصل إلى 6 أشهر للتأكد من إصابة المريض بالفصام غير المنظم، مع ملاحظة عدم قدرته على إتمام نشاطاته اليومية خلال تلك المرحلة المعقدة، ليبدأ العلاج فيما بعد.

علاج الفصام الهيبفريني

الفصام الهيبفريني
علاج الفصام الهيبفريني

لم يتوصل الأطباء لعلاج جذري لمرض الفصام الهيبفريني كما ذكرنا، لكن ذلك لا ينفي حقيقة وجود بعض الخطوات التي تساعد المريض على مقاومة أعراض أزمته كي يتمتع بحياة مستقرة، مثل:

جلسات العلاج النفسي

هي تلك الجلسات التي يكشف فيها المريض عن الأعراض السيئة التي يعاني منها بسبب حالته، فيما يتعلم من خلالها كيفية التحكم في تلك الأعراض بعد فهمها جيدًا، وهو ما يتم من خلال جلسات فردية تجمع المريض بالطبيب وأخرى جماعية لأكثر من مريض، علاوة على جلسات العلاج المعرفي السلوكي المؤثرة بالإيجاب على مختلف مهارات الفرد.

الأدوية العلاجية

يحتاج المريض بالفصام إلى الحصول على بعض الأدوية العلاجية، والتي يجب ألا تغنيه عن حضور جلسات العلاج النفسي، حيث تعمل الأدوية مع الجلسات جنبًا إلى جنب على تحسين حالة المريض، مع التقليل من أسوأ الأعراض المزعجة التي يمر بها.

ممارسة نشاطات الحياة

يصبح تحسن مريض الفصام غير المنظم واردًا إن صار قادرًا على العمل والإنتاج أو الدراسة وفقًا للمرحلة العمرية الخاصة به، حيث يمنحه ذلك هدفا محددا يمكن السعي خلفه، كما يمنعه ذلك من وجود متسع من الوقت للتفكير في أسوأ الأمور.

دعم الأسرة

إن كانت الأدوية العلاجية والجلسات النفسية ضرورة لمريض الفصام بأنواعه المختلفة، فإن دور الأسرة في دعم فردها المصاب لا يقل أهمية، ما يتطلب قيام العائلة بجمع المعلومات الموثوق منها عن المرض، والتحدث مع طبيبه المختص لمعرفة كيفية التعامل معه بالشكل الأمثل، لتصبح الأسرة في تلك الحالة من عوامل تحسين حالة مريض الفصام.

في الختام، يبدو الفصام الهيبفريني من أنواع الشيزوفرينيا شديدة الخصوصية، فبينما يتجنب المريض أعراض التوهم والهلوسة الشهيرة، فإنه يبقى ضحية لتشتت ذهني شديد القسوة يجعل أفكاره وقراراته محل شكوك دائمة، لذا يعد دعم المريض وتحفيزه على العلاج هو الخيار المتاح حتى يكتشف العلم علاجات حديثة أكثر تأثيرًا.

المصدر
مصدر 1مصدر 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى