معظم النساء تحدث لهن تغيرات الجسم بعد الولادة، ففترة ما بعد الولادة من الفترات المهمة، التي تجب العناية فيها بالأم، حيث تواجهها بعض المشاكل، التي لا تستطع التعامل الجيد معها، لذلك يجب عليها أن تكون على دراية تامة بما يمكن أن تواجهه من تغيرات وبكيفية التعامل معها.
ما هي تغيرات الجسم بعد الولادة؟
تعد الولادة أكبر وأهم حدث في حياة كل سيدة، فقد مر جسمها للتو بتجربة مليئة بالتحديات، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت للتعافي من آثار الولادة، وقد تجد الكثير من النساء يسعين للإجابة على بعض الأسئلة الشائعة حول تغيرات الجسم بعد الولادة، ومن الأكثر الأسئلة شيوعا ما يلي:
لماذا أبدو كالحامل؟
معظم النساء يجدن أجسادهن بعد الولادة لم تعد كما كانت قبل الحمل، وتجد بعضهن أن بطونهن بعد الولادة بشهر لا تزال كبيرة مثل الحامل في الشهر السادس تقريبًا، وربما يرجع السبب لأن الرحم، الذي ظل يتمدد ببطء في أثناء مدّة الحمل، يحتاج إلى وقت للعودة إلى حجمه الطبيعي. قد يستغرق هذا من 6 إلى 8 أسابيع بعد الولادة هذا في أحسن تقدير.
ثم إن السوائل الزائدة التي تتراكم في الجسم خلال الحمل لا تنخفض مرة واحدة بل تنخفض تدريجيًا، وهذا يفسر سبب التورم والانتفاخ الذي يظهر على الكثير من النساء بعد الولادة.
قد يبدو الأمر مزعجا لدى البعض، لكن لا داعي للقلق إنها مسألة وقت، حاولي أن تستمتعي بطفلك، ويفضل ألا تقارني نفسك بأي امرأة أخرى لأن الجميع مختلفون.
تصبغ الجلد
تصبغ الجلد أو ما يعرف بـ كلف الحمل (ظهور بقع بنية داكنة في منطقة الوجه والرقبة) يحدث لدى بعض النساء خلال الحمل، بسبب التغيرات الهرمونية في الحمل، وعادًة ما يزول تصبغ الجلد المرتبط بالحمل من تلقاء نفسه بعد الولادة، ولكن في بعض الأحيان قد يستمر أكثر من عام. قد يكون من المفيد استخدام كريم واقٍ من الشمس مع تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة، حتى لا يزداد الأمر سوءا.
في بعض الأحيان، يمكن أن يكون تصبغ الجلد مرتبطًا بوسائل منع الحمل الهرمونية (مثل حبوب منع الحمل) أو أدوية أخرى، إذا استمر الكلف مدّة طويلة بعد الولادة يفضل زيارة طبيبك ليصف لك العلاج المناسب.
الإصابة بفقر الدَّم
بعض النساء يعانين فقر الدَّم خلال الحمل، وقد نجد أن بعض النساء بعد الولادة، يشعرن بالتعب الشديد طوال الوقت، وقد يكون السبب استمرار المعاناة من فقر الدَّم الناجم عن نقص الحديد، لذلك يجب التحدث إلى الطبيب عند الشعور بإرهاق وإعياء شديد ليقدم لك النظام الغذائي المناسب لك ومكملات الحديد.
يجب عليك الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل، الخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة مثل الجرجير، واللفت، والسبانخ، والحبوب الكاملة مثل الشوفان وحبوب القمح، لزيادة نسبة الحديد بالدم.
إذا تأكدت إصابتك بفقر الدَّم بعمل التحليل اللازمة، يمكنك تناول مكملات الفيتامينات بأمان خلال الرضاعة الطبيعية بعد استشارة الطبيب، ويجب عليك الحذر ففقر الدَّم يمكن أن يؤثر على إمدادات الحليب.
تساقط الشعر
يعد تساقط الشعر أمرًا شائعًا لدى العديد من النساء بعد الولادة، وهو أمر مزعج ويمكن أن يؤثر على ثقة بعض النساء بأنفسهن، ويفسر بعض الأطباء تساقط الشعر بعد حوالي شهرين إلى 4 أشهر من الولادة، بسبب تغير الهرمونات بالجسم، وهناك أسباب أخرى لتساقط الشعر المؤقت مثل الإجهاد، أو نقص الحديد.
يعد تساقط الشعر بعد الولادة مؤقتًا، لذا يجب أن تراقبي نمو وكثافة وطول شعرك بعد الولادة، تشير بعض البحوث إلى أن تساقط الشعر نادرًا ما يستمر بعد 15 شهرًا من الإنجاب.
إذا كان شعرك يخرج في كتل، أو إذا كان لديك بقع صلعاء كبيرة، يفضل استشارة طبيب أمراض جلدية، قبل شرائك المستحضرات الموجودة في السوق، التي تعد بالمساعدة في علاج تساقط الشعر بعد الولادة ولا يوجد دليل كاف لإثبات فعاليتها.
مشكلات الأسنان
تعاني الكثير من النساء بعد الولادة من مشكلات في الأسنان، منها التسوس والتهاب ونزيف باللثة، ويرجع أطباء الأسنان السبب للتغيرات الهرمونية خلال الحمل الذي يجعل لثتك أكثر عرضة للبلاك، مما يؤدي إلى حدوث الالتهاب والنزيف.
كما تساهم الرضاعة الطبيعية في ضعف الكالسيوم بالجسم الذي يؤدي إلى تسوس الأسنان، لذلك احرصي على زيارة طبيب الأسنان بعد الولادة ليساعد في علاج أمراض اللثَة ومنع المزيد من المشاكل.
الإفرازات المهبلية
من الطبيعي بعد الولادة سَواء كانت الولادة طبيعية أو قيصرية خروج إفرازات مهبلية ودم، وهو المعروف بدم النفاس، ويستمر نزول دَم النفاس حتى 8 أسابيع بعد الولادة، في البداية يكون لونه أحمر، ثم يتغير تدريجًا إلى الأحمر الباهت أو البني، ثم يتحول إلى الأصفر أو الأبيض. ولا داعي للقلق فهو أمر طبيعي يحدث لكل سيدة تلد، حتى مع نزول بعض الكتل الصغيرة من الدَّم المتجلط من المَهْبِل.
كبر حجم القدم
نعم فالكثير من النساء يصبن خلال الحمل بتورم في القدمين، مما يضطرهن إلى لبس أحذية أكبر درجتين أو 3 درجات من مقاساتهن قبل الحمل، ولكن الغريب أنه بعد الولادة لا ترجع مقاسات القدمين كما كانت عليه، خصوصا في الحمل الأول.
تغيرات الجسم بعد الولادة الطبيعية
هناك العديد من التغيرات الطبيعية التي تطرأ على الأم بعد ولادتها مثل:
الألم المهبلي
قد تشعر بعض النساء من ألم مهبلي، إذا تم خلال الولادة الطبيعية إجراء خياطة بمنطقه المَهْبِل، بسبب شق جراحي أو تمزق بالمهبل، وعادة ما يتسبب في ألم شديد بعد الولادة يستمر حوالي أسبوع، وقد يصل إلى أسبوعين أو 3 أسابيع في بعض الأحيان؛ ويزداد الألم عند المشي أو الجلوس، حتى يلتئم الجرح ويقل الإحساس بالألم عليك اتباع بعض النصائح التالية:
- ينبغي الحرص على جعل مكان الجرح نظيفا دائما.
- محاولة سكب الماء الدافئ على منطقة المهْبل خلال التبول.
- محاولة الجلوس في ماء دافئ.
- ينصح بممارسة تمارين كجيل، لـ تقوية عضلات الحوض، وتجنب شد الجرح عند الجلوس.
صعوبة التبول
تعاني بعض النساء التي وضعت طبيعيا من صعوبة شديدة في التبول، يرجع سببها لحدوث تورم بالأنسجة المحيطة بالمثانة، وأحيانا يحدث خوف من التبول حتى لا يلمس البول المنطقة الواقعة حول المهبل ويسبب ألما.
تغيرات الجسم بعد الولادة القيصرية
الولادة القيصرية عملية جراحية كبرى يتم فيها شق البطن والرحم لإخراج الطفل من رحم الأم، في حالة تعذر الولادة بشكل طبيعي، وغالبًا ما يحدث لدى الأم التي تلد قيصريا العديد من التغيرات بعد الولادة منها:
الخدر والتنميل
يحدث لدى بعض النساء التي تلد قيصريا الشعور بالخدر والتنميل في الجزء السفلي من الجسم خاصة إذا كانت مخدرة تخديرا نصفيا خلال العملية، ويستمر هذا الشعور لمدة أسبوع بعد الولادة، أما التنميل فقد يطول الإحساس به عند البعض ليصل إلى عدة أسابيع لكن لا داعي للقلق فهذا الإحساس ينتهي تدريجيا.
صعوبة الحركة
تعاني الأم التي تلد قيصريا من صعوبة شديدة في الحركة بعد الولادة، نظرًا لوجود ألم بالجرح أسفل البطن مما يجعل الحركة أمرًا صعبا قد يزيد من الشعور بالألم، وعادة ما تعود الأم إلى الحركة بشكل طبيعي بعد 3 أسابيع من الولادة.
ألم في البطن
تعاني كل النساء اللاتي يلدن قيصريا من ألم في البطن ومغص، من جرّاءِ العملية وقد يستغرق عدة أسابيع.
الإمساكـ والبواسير
يعد الإمساك أمرًا شائعا بعد الولادة القيصرية، فقد يستغرق الأمر عدة أيام لعودة حركات الأمعاء إلى طبيعتها، لذلك ينصح أطباء النساء بتناول بعض الملينات التي لا تفرز في لبن الأم وعدم الإفراط في تناولها، حتى لا يؤدي إلى تفاقم الإمساك.
يفضل شرب الكثير من الماء وتناول الأطعمة الغنية بالألياف لتجنب الإمساك، وتعد الإصابة بالبواسير أمرًا شائعًا بعد الولادة القيصرية التي قد تستغرق عدة أسابيع لعلاجها، يمكنك استخدام الكريمات لتخفيف الألم.
هل يعود الجسم كما كان بعد الولادة؟
جميع النساء تحدث لهن تغيرات بالجسم بعد الولادة، والكثير منهن لا تعود أجسامهن كما كانت سابقًا، والغريب أن البعض لا يهتم بهذا الأمر فتجد الأم تصب كل اهتماماتها حول المولود الجديد، ولكن البعض ينزعج من هذه التغيرات، وتنتابه نوبات من الاكتئاب والضغط العصبي نتيجة لحدوث تغيرات بالجسم بعد الولادة، كما يجب أن تعلمي أن طريق العودة إلى جسمك قبل الولادة أمر ليس باليسير.
لذلك إليك مجموعة من النصائح قد تساعدك على استعادة جسمك كما كان قبل الحمل:
- يساعدك القيام ببعض التمارين المنزلية البسيطة على الشعور بالتحسن وزيادة ثقتك بنفسك.
- احرصي على شرب 8 أكواب من الماء يوميًا بانتظام.
- ابتعدي تماما عن الأطعمة السريعة الجاهزة، فهي تساعدك على اكتساب المزيد من الوزن وتراكم الدهون.
- تناولي طعاما صحيا يحتوي على الكثير من الخضروات والفواكه والبروتين.
- حاولي الحصول على 6 ساعات من النوم، صحيح أن الأمر يبدو صعبا بعد الولادة، لعدم انتظام نوم الرضيع، لكن بعد عدة شهور سيكبر طفلك ويمكنك تنظيم ساعات نومه.
- يمكنك البَدْء في ممارسة التمارين الرياضية البسيطة بمجرد أن تشعري بالقدرة على ذلك.
- يمكنك ممارسة رياضة المشي، أو تمارين الإطالة الخفيفة، أو تمارين قاع الحوض أو السباحة بشكل طبيعي بعد مرور 6 أشهر من الولادة.
الآن بإمكانك التقليل من تغيرات الجسم بعد الولادة إذا ما اتبعت تلك النصائح السابقة، فالأمر جد طبيعي ولا يدعو للقلق على أي حال.