الصحة النفسية

أعراض التوحد المكتسب وأبرز أسباب الإصابة به

قد ينمو طفلك بشكل طبيعي للغاية، ثم تفاجأ بعد فترة وجيزة ببعض التغيرات الطارئة، في سلوكياته ومهاراته، كذلك الانحدار في أفكاره ولغوياته، لذا من الضروري المبادرة للعلاج المبكر، بمجرد ملاحظة هذه التغيرات، إذ من المحتمل أن تكون من السمات العابرة، لمرض التوحد المكتسب.

التوحد المكتسب

هو نوع من أنواع التوحد، والذي يعرف باسم التوحد التراجعي، والتوحد المنحدر أيضًا، وهو اضطراب يُحدث خللا عصبيا في الدماغ، مما يتسبب في حدوث بعض التغيرات المفاجئة عند الطفل، بعد نموه بشكلٍ طبيعي ونموذجي، مثل ظهور علامات للتأخر الواضح في اللغة، ضعف التطور والتواصل الاجتماعي، كذلك الانحدار في السلوكيات والتصرفات الصادرة عن الطفل، وغالبًا ما تظهر تغيرات وعلامات التوحد المكتسب، بين عمر 15 إلى 30 شهرًا.

أسباب التوحد المكتسب

التوحد المكتسب

 قسم العلماء التوحد المكتسب إلى أنواع فرعية مختلفة، والتي تم تصنيفها أيضًا على أنها العوامل والأسباب المؤدية لهذا النوع من التوحد، وتتضمن هذه الأسباب:

الانحدار أو التوحد اللغوي

وفقًا للأبحاث والإحصائيات التي تم إجراؤها، فإن التوحد اللغوي يعد أحد أسباب التوحد المكتسب، والذي أكد 20–35% من الآباء أنه يبدأ في الظهور على أطفالهم، بين عمر 15 إلى 30 شهرًا، ويرجح العلماء أن السبب من الأساس في حدوث هذا النوع، هو إصابة الطفل بنوبات من مرض الصرع.

متلازمة ريت

تعد متلازمة ريت من الاضطرابات العصبية الوراثية النادرة، والتي تحدث غالبًا عند الفتيات بين عمر 6 — 18 شهرا، بسبب طفرة جينية أثناء الولادة، ويكون لها تأثير سلبي واضح على بعض القدرات، مثل القدرة على المشي والكلام، كذلك التنفس وتناول الطعام.

كما تؤدي متلازمة ريت إلى ضمور واضح في نمو وتقدم الطفل، إذ تتضمن أعراضها توقف نمو الرأس، وبعض الأعراض العصبية مثل القيام بنمط معين وحركات متكررة باليد، الأمر الذي يحدث في حالة واحدة، بين كل 10000 ولادة.

اعتلال في المخ

من الأسباب المؤدية إلى اكتساب التوحد، إصابة الطفل ببعض الأمراض المعدية الحادة، والأمراض المزمنة، كذلك الأمراض المناعية والأيضية، والتي تؤثر على الجهاز الحوفي، الذي يعتبره العلماء بمثابة فص خامس قائم بذاته في المخ، حيث يؤدي الخلل به إلى التأثير على بعض الوظائف، مثل الانفعالات، المشاعر، السلوك والدوافع، كذلك التعلم وقوة الذاكرة، وهو ما يؤدي بالتبعية إلى الإصابة بالتوحد المكتسب.

اضطراب التفكك الطفولي

هو اضطراب نادر يحدث للطفل، يظهر غالبًا بين عمر سنتين إلى 10 سنوات، ويكون له تأثير سلبي على الطفل، لا يتضمن الحركة ووظائف الجسم، بل يُحدث انحدارًا فكريًا ولغويًا واضحًا، إذ يفقد الأطفال المصابون بالتوحد المكتسب جميع مهاراتهم المكتسبة تقريبًا، في بعض المجالات الوظيفية الخاصة بهذه الفترة العمرية، وتشمل هذه المهارات:

  • التواصل الاجتماعي.
  • مهارة استقبال اللغة.
  • مهارة الاستماع إلى اللغة وفهمها.
  • مهارات اللغة التعبيرية، مثل القدرة على تكوين الجمل والكلمات.
  • مهارة الرعاية الذاتية.
  • مهارة اللعب.
  • وأخيرًا القدرة على التحكم في المثانة والأمعاء.

لذا من الضروري جدًا أن يسارع الوالدان، في اتخاذ الإجراءات اللازمة وزيارة الطبيب المختص، إذ يؤدي التأخر وإهمال العلاج، إلى تفاقم الحالة وزيادة الأعراض سوءًا.

الصرع الخبيث

يعرف أيضًا بالصرع الرولاندي الحميد في طب الأطفال وعلم الأعصاب، وهو أكثر أعراض الصرع شيوعًا في مرحلة الطفولة، والذي ينبئ بحدوث مرض التوحد المكتسب، حيث يمتلك المصابون به بعض الأسباب الجينية، التي تزيد من احتمالية اكتساب الطفل التوحد.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الإصابة بمتلازمة ويست، متلازمة لينوكس غاستو، كذلك الارتفاع الموجي البطيء في مخطط كهربائية الدماغ، من أهم أسباب اكتساب الطفل سمات التوحد، لذا فإن العلاج المبكر بمجرد اكتشاف الصرع، أمر ضروري جدًا للحماية من جميع المخاطر الصحية الأخرى.

جراحة في المخيخ

بالإضافة إلى ما سبق، فإن بعض العمليات الجراحية مثل إزالة أورام من المخيخ، قد تؤدي إلى حدوث سمات التوحد العابرة.

أعراض التوحد المكتسب

التوحد المكتسب

تنطوي أعراض التوحد المكتسب، على فقدان بعض الأطفال قدرة التطور والتواصل الاجتماعي، أما البعض الآخر فيفقد قدرته اللغوية تمامًا، وقد يفقد البعض كليهما معًا، ومن أبرز علامات التوحد عند الأطفال:

  • حب العزلة والرغبة في البقاء وحيدًا لفترات طويلة.
  • تجنب التواصل البصري، والشعور بالارتباك بمجرد أن ينظر إليه الشخص المتحدث.
  • انعدام القدرة على فهم مشاعره، ومشاعر المحيطين به.
  • الدوران بشكل مستمر، مع هز الجسم ورفرفة اليدين بنمط معين.
  • البقاء ضمن روتين دائم ومتكرر، ورفض كل ما يتعلق بتغيير هذا الروتين.
  • تكرار الكلمات والعبارات بصفة مستمرة، عند قولها أو سماعها من الآخرين.
  • إبداء ردود أفعال غير منطقية، وغير ملائمة للموقف.
  • الحساسية المفرطة أو المنخفضة، تجاه بعض الأصوات أو الروائح.
  • عدم الاستجابة عند مناداة الطفل باسمه.

علاج التوحد المكتسب

التوحد المكتسب

لا يوجد علاج دوائي محدد، لعلاج هذا النوع من التوحد، لذا ينصح الخبراء والأطباء باتباع طرق المعالجة النفسية والسلوكية، بالإضافة إلى الوسائل التعليمية، التي تسهم بشكل فعال جدًا في الحد من أعراض المرض، وربما ساعدت في الشفاء منه بشكلٍ جذري، إذ تعد أعراضه عرضية، وليست مزمنة، وتشمل طرق العلاج:

التحليل السلوكي

تعتمد هذه المرحلة على العلاجات السلوكية والاتصالية، بعد تشخيص وتحليل أفعال الطفل، والسلوكيات الطارئة عليه، الأمر الذي يتم من خلال وضع عدة برامج، تهدف إلى معالجة الكثير من الصعوبات، الاجتماعية واللغوية والسلوكية، والتي تكون مرتبطة بالتوحد، كما تركز هذه البرامج على الحد من السلوكيات المثيرة للمشاكل، بالإضافة إلى تعليم الطفل التوحدي عدة مهارات جديدة، من خلال أنظمة التحفيز القائمة على المكافآت.

العلاج الحسي

يستند العلاج الحسي على نظرية جان ايريس، وهي النظرية التي تستخدم في علاج أعراض التوحد، إذ تسهم هذه العملية العصبية في معالجة ودمج المعلومات الحسية، بهدف تنظيم العاطفة، السلوك، كذلك التعلم والمشاركة في الحياة اليومية.

العلاج الأسري

يلعب العلاج الأسري دورًا هامًا جدًا، في علاج أعراض التوحد المكتسبة لدى الطفل، الأمر الذي يتم من خلال الآباء وجميع أفراد الأسرة، عن طريق فهم كيفية التعامل والتفاعل مع الطفل المريض، باستخدام بعض الطرق المحفزة للمهارات الاجتماعية، ومعالجة المشكلات السلوكية.

بالإضافة إلى تعلم مهارات الحياة اليومية، وتغيير الروتين نحو الأفضل، كذلك يوصي الأطباء باتباع العلاج السمعي، للفت انتباه الطفل، وتعزيز قدرته على التواصل السمعي مع الآخرين، كذلك اتباع العلاج الطبيعي، لتحسين الحركة والتوازن، إذ تعد هذه الطريقة من الوسائل المفيدة جدًا، لعلاج مشاكل السلوك والتغلب عليها.

العلاج اللغوي

يعد العلاج اللغوي من أهم الوسائل المتبعة، لعلاج مشاكل النطق المتعلقة بالتوحد المكتسب، إذ يهدف إلى تحسين المهارات اللغوية عند الطفل، وهو الأمر الذي يتم من خلال التعاون المستمر بين الأهل والمعلمين، كذلك الأخصائيين المعالجين، كفريق متكامل يسهم في تطوير وتحسين قدرات الطفل، ومساعدته في تخطي الأعراض الطارئة عليه، وفق الخطة العلاجية المقترحة، والتي تصب في مصلحة الطفل بحسب خبرات الجميع.

تطوير العلاقات الاجتماعية

تهدف هذه الطريقة إلى مساعدة الطفل، على تخطي أعراض العزلة والوحدة التي يشعر بها، من خلال إقحامه في العديد من النشاطات والتفاعلات الاجتماعية، والتي تتضمن الكثير من أقرانه، الأمر الذي يسهم بشكل فعال وسريع في تطوير سلوكياته، ومهاراته الاجتماعية.

المصدر
مصدر 1مصدر 2مصدر 3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى