الصحة النفسية

فوائد حليب الإبل لأطفال التوحد

يحاط اضطراب التوحد بكم هائل من الغموض، حيث لم يحدد العلماء أسبابه المؤكدة مثلما لم يكتشفوا علاجاته النهائية، إلا أن اختيار حليب الإبل لأطفال التوحد بدا مفيدًا وفقًا لبعض الخبراء، فهل يمكن الاعتماد عليه حقًا من أجل علاج الذاتوية لدى الأطفال الصغار؟

اضطرابات طيف التوحد

يشكل التوحد مجموعة من الاضطرابات العصبية التي تؤثر على عقلية المريض منذ سنوات عمره الأولى، إذ تبدأ الأزمة في الظهور مع بلوغ العام الأول أو الثاني أو ربما يلاحظها الأهل مع بدء التحاقه بسنة الدراسة الأولى، فيما تضر بقدراته الذهنية وتعيقه عن التواصل مع الآخرين كما تدفعه للانعزال وإدمان السلوكيات المكررة.

بدا العلماء في حيرة من أمرهم لسنوات، بسبب العجز عن تحديد عوامل المعاناة من التوحد بشكل قاطع، حيث يشير البعض إلى دور الجينات والعوامل الوراثية فيما يجزم البعض الآخر بأن عمر الأبوين أو أزمات الحمل والولادة هي ما يتسبب في حدوث الأزمة، لتصبح أسباب الإصابة بالتوحد محل شكوك.

تزداد الأزمات المرتبطة باضطرابات طيف التوحد في ظل عدم القدرة على تحديد علاجات تشفي هذه النوعية من الاضطرابات العصبية، فبالرغم من دور العلاجات النفسية والسلوكية في تحسين حالات المرضى، وخاصة مع اللجوء إليها مبكرًا، إلا أنها لا تعد وسيلة علاج جذرية، لتظهر إمكانية الاعتماد على حليب الإبل لأطفال التوحد.

فوائد حليب الإبل لأطفال التوحد

حليب الإبل لأطفال التوحد
فوائد حليب الإبل لأطفال التوحد

كشفت دراسة سعودية أجراها الباحثون من كلية طب جامعة الملك سعود، وفي مقدمتهم د. ليلى العياضي وكذلك د. نادرة الأمين، عن تعدد فوائد حليب الإبل لأطفال التوحد، والذي بدا مؤثرًا بالإيجاب على أكثر من حالة تعاني من اضطرابات طيف التوحد.

بينما يعاني المصابون بالذاتوية في الأساس من مشكلات تتعلق بصعوبات التواصل البصري أو بالتحدث مع غيرهم، علاوة على درجة من العدوانية تجاه النفس أو الآخرين، فإن الدراسة السعودية سلطت الضوء على أهمية حليب الإبل لأطفال التوحد فيما يخص شقين، الأول هو تحسين درجة التواصل والثاني هو الحفاظ على السلوك المنضبط.

أوضح الباحثون أن قدرات أطفال التوحد على التواصل بصريًا باتت أفضل، كما تحسنت لديهم فرص التواصل الاجتماعي مع من حولهم في ظل الحصول على حليب الإبل بشكل مستمر، علمًا بأن السلوكيات العدائية التي يصبح ضحيتها الأول المريض في كثير من الأحيان، قد انخفضت معدلاتها أيضًا.

لماذا يفضل حليب الإبل عن حليب البقر لطفل التوحد؟

يرى الخبراء وراء ظهور تلك الدراسة العربية، أن أهمية حليب الإبل لأطفال التوحد، توازي خطورة حصولهم على حليب البقر ومشتقاته المتنوعة، والذي يحتوي على الكازين المعروف بأنه البروتين الأساسي المستخرج من الألبان والمتاح بالجبن، حينها يصبح اضطراب التوحد أكثر حدة لتأثير حليب البقر على الحالة الذهنية والهضمية لدى المريض الصغير، والذي يحد صعوبة من الأساس في الكشف عن أزماته النفسية والصحية للمحيطين به.

حليب الإبل خالي من بروتين الكازين

لا يؤدي حليب الإبل لأطفال التوحد للأزمة السابقة، والسر في أنه يخلو من بروتين الكازين، بل ويبدو مفيدًا كونه متخمًا بالعناصر الغذائية الضرورية للكبار والصغار، مثل مضادات الأكسدة وبعض الفيتامينات والمعادن ومن بينها البوتاسيوم والحديد والنحاس والمغنيسيوم والكالسيوم وفيتامين سي وفيتامين أ وفيتامين ب وفيتامين د، مع الوضع في الاعتبار أنه يحتوي على كميات قليلة من السكر والكوليسترول.

يعالج مشاكل المعدة

تزداد فوائد حليب الإبل لأطفال التوحد أهمية، بالنظر إلى أدواره الإيجابية والمهدئة لمشكلات المعدة، فبينما يعد التوحد من عوامل الإصابة بمشكلات هضمية تتعلق بالإمساك والإسهال وتراكم الغازات وغيرها، فإن حليب الإبل بما يحمل من عناصر غذائية له مفعول السحر في تقليل تلك الأزمات المزعجة.

يقلل الإجهاد التأكسدي

كذلك لم يغفل العلماء الإشارة إلى فوائد حليب الإبل لأطفال التوحد فيما يخص تقليل الإجهاد التأكسدي، والذي يمثل حالة عدم الاتزان في أنظمة العوامل المؤكسدة وغير المؤكسدة، إذ تبين دور هذا الحليب تحديدًا في خلق التوازن المطلوب، ليظهر أثره جليًا في صورة تحسن قدرات التواصل والسلوكيات العامة بصورة تدريجية.

علاج اضطراب التوحد

بالطبع يوجد الكثير من طرق العلاج الأخرى المتبعة للسيطرة قدر الإمكان على حالات التوحد، فإلى جانب حليب الإبل نلاحظ تلك الطرق للعلاج:

  • العلاج المعرفي السلوكي صاحب الدور المهم في تقويم سلوكيات طفل التوحد مع تعويده على التعامل مع العالم الخارجي بشكل سليم.
  • العلاج باللعب والذي يبدو من خطوات تشخيص المرض مع متابعة الأطباء للمريض أثناء فترات اللعب، قبل أن يصبح وسيلة علاج عبر تعويد الطفل على التواصل مع غيره في مناخ آمن تمامًا.
  • جلسات التخاطب والتي يقودها أخصائي التخاطب، صاحب مهمة زيادة تواصل الطفل مع الآخرين، عن طريق تحسين مستويات الكلام وكذلك زيادة فرص فهم الكلمات المنطوقة من قبل غيره.
  • علاج طفل التوحد بالغذاء.

فوائد حليب الإبل للكبار والصغار

حليب الإبل لأطفال التوحد
فوائد حليب الإبل للكبار والصغار

إن كانت السطور السابقة قد كشفت لنا عن فوائد حليب الإبل لأطفال التوحد، فإنه لا يمكن تجاهل فوائد أخرى عامة يمكن اغتنامها مع تناول هذا الحليب والذي يراه الخبراء أقرب للبن الأم من حيث الأهمية الممثلة في:

تقليل فرص المعاناة من السكري

يعد حليب الإبل من عوامل تقليل خطر الإصابة بداء السكري وربما تقليل أعراضه عند المعاناة منه، اعتمادًا على أدواره المتنوعة في التحكم في مستويات السكر بالدم مع تقليل مقاومة الأنسولين.

الوقاية من أمراض القلب

بينما لا يؤدي حليب الإبل إلى زيادة مستويات الكوليسترول السيئ في الجسم كما سبق وأن ذكرنا، فإنه يبدو شديد النفع فيما يخص تقليل خطر المعاناة من أمراض القلب المهددة للحياة، والتي تتحفز عند ارتفاع نسب الكوليسترول.

السيطرة على ضغط الدم

كذلك تعمل قدرات حليب الإبل فيما يخص تقليل مستويات الكوليسترول الضار ورفع نسب الكوليسترول المفيد في الجسم، على السيطرة بالشكل المطلوب على ضغط الدم، لتصبح المعاناة من ارتفاعاته المقلقة مستبعدة.

مقاومة الحساسية

يدرك الكثيرون إمكانية تسبب حليب الأبقار في حدوث ردود فعل تحسسية لدى من يحصلون عليه بانتظام، ما يحدث عكسه عند اللجوء إلى حليب الإبل، صاحب الدور البارز في حماية الجسم من التحسس، والسر في خلوه من اللاكتوز.

تقوية المناعة

تؤدي خصائص حليب الإبل إلى تقوية الجهاز المناعي في الجسم، فبينما يضم هذا الحليب مجموعة مثالية من الفيتامينات والمعادن وكذلك مضادات التأكسد، فإنه يبقى قادرًا على تعزيز المناعة بشكل مثالي، ما تظهر نتيجته في صورة الوقاية من أمراض عدة، من بينها الأمراض السرطانية الخطيرة وكذلك أزمات الكبد الصحية.

أضرار حليب الإبل

يرى بعض الخبراء أن فوائد حليب الإبل لأطفال التوحد ما زالت محل شك، رغم إثباتها بصورة علمية، إلا أنه في كل الأحوال يبقى غير مضر إلا في حال تناوله دون معالجة أو بسترة، حيث يؤدي في تلك الحالة إلى المعاناة من مشكلات صحية كونه لم يعالج من الجراثيم.

ربما يعد الضرر الثاني لحليب الإبل واضحًا على الصعيد المادي، حيث تبدو قيمته المالية شديدة الارتفاع بالمقارنة بحليب الأبقار، والسر في أنه ينتج بكميات أقل نظرًا لأن الجمال لا تضاهي الأبقار من ناحية إنتاجية الألبان.

في كل الأحوال، تبدو استشارة الأطباء المتخصصين قبل السعي إلى اغتنام فوائد حليب الإبل لأطفال التوحد مطلوبة بشدة، حتى تتطور حالة مريض التوحد الصغير دون وجود أي فرصة للتراجع.

المصدر
مصدر 1مصدر 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى